وجهان للحب!

وجهان للحب!
وجهان للحب!

-لا، مش هقدر، لو سمحت روحني البيت.

-حاضر.

وافق على مضض بعدما قرر ألا يضغط عليها اكثر حتى وإن كان مؤقتًا فقط حتى تتمالك نفسها..

 

مرت ايام قليلة تركها يزن فيها لتهدأ وتتجاوز صدمتها حسب ظنه، ثم بدأ يتواصل معها ويلح عليها حتى تذهب معه لزيارة طبيبة ستفيدها كثيرًا…

 

واخيرًا خضعت فيروز لإصراره، وجاء اليوم الذي اتفقا ان يذهبا فيه الى الطبيبة النفسية معًا، ولكن فيروز رفضت ان يصعد معها يزن واصرت أن ينتظرها في السيارة حتى تنهي جلستها، وبالفعل فعل ما ارادت وظل منتظرها في السيارة وبعد أن انتهت من جلستها كانت تخبره انها تشعر انها ستكون افضل حالًا مع مرور الوقت وهو كان مسرورًا بمساعدتها..

 

الى أن مرت الايام وقرر يزن أن يذهب الى الطبيبة النفسية ليستعلم منها عن حالة فيروز دون أن يخبر فيروز بذلك، فكانت الصدمة الحقيقية حين اخبرته الطبيبة أن فيروز لا تعاني من الانفصام بالشخصية، وانها ربما لديها بعض المشاكل النفسية ولكنها ليست مريضة انفصام، هي فقط تحاول اقناعهم بذلك وظنت بسذاجتها انها ستنجح في خداع الطبيبة ايضًا، ولكنها لا تدري هدفها من ذلك…

 

بعد أن غادر عيادة الطبيبة اتصل بها على الفور وطلب منها بحزم أن تقابله على الفور لأمرٍ هام، وما أن رأته تعجبت حالته التي كان يبدو عليها الصدمة والذهول ممتزجان بالغدر!

 

فبدأت حديثها متسائلة بتوجس:

-مالك يا يزن؟ حصل إيه؟

اردف بنفور انبلج في سوداوتيه:

-حصل إني اكتشفت إنك اكتر انسانة كدابة في الكون.

اتسعت عيناها بصدمة وهي تردد بذهول:

-انا يا يزن؟ ليه انا كدبت عليك في إيه؟

تجمدت مكانها حين امطرها بالصدمات:

-في كل حاجة، انا لسه جاي من عند الدكتورة وقالتلي انك كدابة وماعندكيش انفصام في الشخصية ولا حاجة وانك بتحاولي

تمثلي دا، عشان كدا ماكنتيش عايزاني اطلع معاكي للدكتورة! انتي كنتي بتلعبي بيا كل الوقت دا؟

هزت رأسها نافية تحاول انقاذ ما يمكن انقاذ من رفات علاقتها به:

-لا يا يزن والله ما كنت بلعب بيك، اسمعني هفهمك.

ولكنه زئر في وجهها بشراسة مهتاجة:

-تفهميني إيه؟ تفهميني ازاي كدبتي على المغفل اللي كان بيحبك ولما كشف كدبك كدبتي عليه تاني بحوار المرض دا، وانا زي الغبي صدقتك تاني!

صرحت بندم مغمضة العينين تحبس دموع المهانة:

-انا اسفة والله ماكنش قصدي انا اسفة.

صرخ فيها بانفعال مفرط شابه الجنون:

-طب ليه؟ لعبتي كل اللعبة دي ليه فهميني انا هتجنن؟

هزت رأسها نافية بسرعة تحاول التبرير له:

-والله ما كنت اقصد ألعب بيك يا يزن ولا الموضوع كان مترتبله، انا لما روحت الكافيه دا وانت شوفتني هناك انا اتفاجأت بوجودك زيي زيك، وماكنش قدامي غير اني امثل اني شخصية تانية، ولما حسيت انك خلاص هتفهم دا قررت اقولك اني عندي انفصام في الشخصية يمكن تسامحني!

 

كان لا يزال الذهول يتربع على عرش ملامحه بينما هو ينشد اجابة مقنعة تهدئ ضجيج عقله:

-طب ليه؟ ليه غيرتي لبسك وقلعتي حجابك وروحتي مكان زي دا اصلًا؟

بدأت تبكي بصدق هذه المرة وهي تسرد له ما اختزلته داخلها لفترة كبيرة من الزمن:

-كنت عايزة أحس بالاهتمام، كنت عايزة أحس بالحرية، كنت عايزة اشتغل ممثلة يمكن ألاقي الاهتمام اللي عمري ما لاقيته من حد ولا حتى امي وابويا.

لوى شفتاه ساخرًا والقهر ينبعث من صوته:

-وقررتي تستخدمي الساذج اللي زيي عشان توصلي وتبقي ممثلة؟

نفت برأسها عدة مرات وبدأت تشرح له ما حدث بصدق تعلم أنه ربما جاء متأخرًا كثيرًا:

-والله الكلام جه صدفة يا يزن لما انت سألت، انا مكنتش مخططة ولا حاولت استخدمك، انت عمرك ما كنت ساذج يا يزن بس انا اللي حياتي صعبة اوي فوق ما تتخيل، انت ماتعرفش يعني إيه تبقى بتشحت الاهتمام حتى من امك وابوك وهما مش مهتمين غير بمصلحتهم، انا حتى لما عملت شخصية روز دي ابويا ملاحظش اصلًا رغم انه عايش معايا في نفس البيت ورغم اني تعمدت أبين قدامه لكن ولا حتى قالي انتي قلعتي الحجاب ليه!

حينها صرخ بالاعتراف الذي لطالما ضاق صدره به كثيرًا ولكنه الان يشعر بالنفور حتى من عبوره لشفتاه:

-انا كنت مهتم بيكي يا غبية، انا كنت بحبك.

ازداد بكاؤها وهي تحاول امساك يده تتوسله بندم:

-عارفة وانا كمان بحبك والله العظيم بحبك، سامحني يا يزن، سامحني بالله عليك واوعدك اني مش هكدب عليك تاني ابدًا.

نفض يده بعيدًا عنها وهو يسترسل بقسوة امتزجت بالتهكم:

-اسامحك؟ يااااه بالبساطة دي؟ انتي مابقتيش فيروز اللي انا اعرفها وحبيتها اصلًا، فيروز الرقيقة الخجولة مستحيل تعمل اللي انتي عملتيه وترخص نفسها بالشكل دا، مستحيل تقلع حجابها.

-انا ماقلعتش الحجاب دي باروكة!

لم يستطع الرد على سذاجة تبريرها، فأضافت بقهر:

-انت اصلًا ماهتمتش بيا غير لما ظهرت شخصية روز.

اضاف بجمود جاف:

-يمكن ماقربتش منك غير لما ظهرت بس كنت مهتم بيكي من زمان يا غبية، كنت شايفك جوهرة غالية اوي وخايف اقرب منها واعترفلها بمشاعري ترفضني واخسرك خالص.

ازداد انهمار دموعها وهي تدرك فداحة ما اقترفته بحق الشخص الوحيد الذي احبها بصدق، وظلت تردد بلهفة متأملة:

-انا اسفة، اسفة يا يزن، عشان خاطر ربنا سامحني انا ندمانة.

ولكنه لم يرد بأي شيء، فقط كان يهز رأسه نافيًا وهو يتركها مبتعدًا نحو سيارته قبل أن يركبها ويغادر المكان بأكمله تحت انظارها المقهورة…

 

فهي الان تطالبه بما لا يدري هل هو قادر على منحه لها ام لا، الايام بينهما وحتمًا هي مَن ستجيب على هذا السؤال.

تمت بحمد الله.

-لا، مش هقدر، لو سمحت روحني البيت. -حاضر. وافق على مضض بعدما قرر ألا يضغط عليها اكثر حتى وإن كان مؤقتًا فقط حتى تتمالك نفسها..   مرت ايام قليلة تركها يزن فيها لتهدأ وتتجاوز صدمتها حسب ظنه، ثم بدأ يتواصل معها ويلح عليها حتى تذهب معه لزيارة طبيبة ستفيدها كثيرًا…   واخيرًا خضعت فيروز لإصراره، وجاء اليوم الذي اتفقا ان يذهبا فيه الى الطبيبة النفسية معًا، ولكن فيروز رفضت ان يصعد معها يزن واصرت أن ينتظرها في السيارة حتى تنهي جلستها، وبالفعل فعل ما ارادت وظل منتظرها في السيارة وبعد أن انتهت من جلستها كانت تخبره انها تشعر انها ستكون افضل حالًا مع مرور الوقت وهو كان مسرورًا بمساعدتها..   الى أن مرت الايام وقرر يزن أن يذهب الى الطبيبة النفسية ليستعلم منها عن حالة فيروز دون أن يخبر فيروز بذلك، فكانت الصدمة الحقيقية حين اخبرته الطبيبة أن فيروز لا تعاني من الانفصام بالشخصية، وانها ربما لديها بعض المشاكل النفسية ولكنها ليست مريضة انفصام، هي فقط تحاول اقناعهم بذلك وظنت بسذاجتها انها ستنجح في خداع الطبيبة ايضًا، ولكنها لا تدري هدفها من ذلك…   بعد أن غادر عيادة الطبيبة اتصل بها على الفور وطلب منها بحزم أن تقابله على الفور لأمرٍ هام، وما أن رأته تعجبت حالته التي كان يبدو عليها الصدمة والذهول ممتزجان بالغدر!   فبدأت حديثها متسائلة بتوجس: -مالك يا يزن؟ حصل إيه؟ اردف بنفور انبلج في سوداوتيه: -حصل إني اكتشفت إنك اكتر انسانة كدابة في الكون. اتسعت عيناها بصدمة وهي تردد بذهول: -انا يا يزن؟ ليه انا كدبت عليك في إيه؟ تجمدت مكانها حين امطرها بالصدمات: -في كل حاجة، انا لسه جاي من عند الدكتورة وقالتلي انك كدابة وماعندكيش انفصام في الشخصية ولا حاجة وانك بتحاولي
تمثلي دا، عشان كدا ماكنتيش عايزاني اطلع معاكي للدكتورة! انتي كنتي بتلعبي بيا كل الوقت دا؟ هزت رأسها نافية تحاول انقاذ ما يمكن انقاذ من رفات علاقتها به: -لا يا يزن والله ما كنت بلعب بيك، اسمعني هفهمك. ولكنه زئر في وجهها بشراسة مهتاجة: -تفهميني إيه؟ تفهميني ازاي كدبتي على المغفل اللي كان بيحبك ولما كشف كدبك كدبتي عليه تاني بحوار المرض دا، وانا زي الغبي صدقتك تاني! صرحت بندم مغمضة العينين تحبس دموع المهانة: -انا اسفة والله ماكنش قصدي انا اسفة. صرخ فيها بانفعال مفرط شابه الجنون: -طب ليه؟ لعبتي كل اللعبة دي ليه فهميني انا هتجنن؟ هزت رأسها نافية بسرعة تحاول التبرير له: -والله ما كنت اقصد ألعب بيك يا يزن ولا الموضوع كان مترتبله، انا لما روحت الكافيه دا وانت شوفتني هناك انا اتفاجأت بوجودك زيي زيك، وماكنش قدامي غير اني امثل اني شخصية تانية، ولما حسيت انك خلاص هتفهم دا قررت اقولك اني عندي انفصام في الشخصية يمكن تسامحني!   كان لا يزال الذهول يتربع على عرش ملامحه بينما هو ينشد اجابة مقنعة تهدئ ضجيج عقله: -طب ليه؟ ليه غيرتي لبسك وقلعتي حجابك وروحتي مكان زي دا اصلًا؟ بدأت تبكي بصدق هذه المرة وهي تسرد له ما اختزلته داخلها لفترة كبيرة من الزمن: -كنت عايزة أحس بالاهتمام، كنت عايزة أحس بالحرية، كنت عايزة اشتغل ممثلة يمكن ألاقي الاهتمام اللي عمري ما لاقيته من حد ولا حتى امي وابويا. لوى شفتاه ساخرًا والقهر ينبعث من صوته: -وقررتي تستخدمي الساذج اللي زيي عشان توصلي وتبقي ممثلة؟ نفت برأسها عدة مرات وبدأت تشرح له ما حدث بصدق تعلم أنه ربما جاء متأخرًا كثيرًا: -والله الكلام جه صدفة يا يزن لما انت سألت، انا مكنتش مخططة ولا حاولت استخدمك،
انت عمرك ما كنت ساذج يا يزن بس انا اللي حياتي صعبة اوي فوق ما تتخيل، انت ماتعرفش يعني إيه تبقى بتشحت الاهتمام حتى من امك وابوك وهما مش مهتمين غير بمصلحتهم، انا حتى لما عملت شخصية روز دي ابويا ملاحظش اصلًا رغم انه عايش معايا في نفس البيت ورغم اني تعمدت أبين قدامه لكن ولا حتى قالي انتي قلعتي الحجاب ليه! حينها صرخ بالاعتراف الذي لطالما ضاق صدره به كثيرًا ولكنه الان يشعر بالنفور حتى من عبوره لشفتاه: -انا كنت مهتم بيكي يا غبية، انا كنت بحبك. ازداد بكاؤها وهي تحاول امساك يده تتوسله بندم: -عارفة وانا كمان بحبك والله العظيم بحبك، سامحني يا يزن، سامحني بالله عليك واوعدك اني مش هكدب عليك تاني ابدًا. نفض يده بعيدًا عنها وهو يسترسل بقسوة امتزجت بالتهكم: -اسامحك؟ يااااه بالبساطة دي؟ انتي مابقتيش فيروز اللي انا اعرفها وحبيتها اصلًا، فيروز الرقيقة الخجولة مستحيل تعمل اللي انتي عملتيه وترخص نفسها بالشكل دا، مستحيل تقلع حجابها. -انا ماقلعتش الحجاب دي باروكة! لم يستطع الرد على سذاجة تبريرها، فأضافت بقهر: -انت اصلًا ماهتمتش بيا غير لما ظهرت شخصية روز. اضاف بجمود جاف: -يمكن ماقربتش منك غير لما ظهرت بس كنت مهتم بيكي من زمان يا غبية، كنت شايفك جوهرة غالية اوي وخايف اقرب منها واعترفلها بمشاعري ترفضني واخسرك خالص. ازداد انهمار دموعها وهي تدرك فداحة ما اقترفته بحق الشخص الوحيد الذي احبها بصدق، وظلت تردد بلهفة متأملة: -انا اسفة، اسفة يا يزن، عشان خاطر ربنا سامحني انا ندمانة. ولكنه لم يرد بأي شيء، فقط كان يهز رأسه نافيًا وهو يتركها مبتعدًا نحو سيارته قبل أن يركبها ويغادر المكان بأكمله تحت انظارها المقهورة…   فهي الان تطالبه بما لا يدري هل هو قادر على منحه لها ام لا، الايام بينهما وحتمًا هي مَن ستجيب على هذا السؤال. تمت بحمد الله.
تم نسخ الرابط