مياااو مياااو

مياااو مياااو
مياااو مياااو
استيقظت من نومي على صوت مواء قطط جيراننا كان صوتهم مزعج كالعادة، عادتهم التي لم يتخلوا عنها لأسابيع طويله   -مياااو مياااو مياااو   كلما أرادوا تناول الطعام ( مياااو ) دخول الحمام ( مياااو ) حتى عندما يتحدثوا إلى بعضهم البعض ( مياااو مياااو ) يال تلك اللغة السخيفة الا يجيدون أي لغة للتواصل إلا تلك ( المياااو )، حسنًا لقد استيقظت بالفعل أتثائب من الكسل لدرجة أحسست فيها أن أسناني ستصل إلى أذني، وفراشي الناعم الدافئ يرجوني أن لا أتركه وأرحل.. فظللت أتمطع وأتقلب فيه إلى أن سمعت صوت أمي وهي تناديني كعادتها كل صباح – ميشو فنهضت في حماس وتركت فراشي ولبيت نداء أمي الحبيبة، فهي كل صباح تقدم لي اللبن الدافئ الذي أحبه منذ صغري برغم أنه في بعض الأوقات يكون ثقيل على معدتي ولكنها تعلم أنني أحبه في الصباح، وكان إخوتي التوأم ياسين وياسمين يجلسون على المائدة وقد فرغوا من تناول فطورهم منتظرين أبي الذي سيخرج من غرفته حامل حقيبة يده التي يخشى من أن اعبث بمحتوياتها وأمزق أوراق عمله الموجودة بداخلها، وقد اعتاد ان  يداعبني هو وأخوتي قبل أن يخرجوا من المنزل كل يوم وأنا حريص كل يوم على توديعهم حتى باب منزلنا ،وبعد ذلك أذهب لأخي الكبير لأوقظه فبداية اليوم عندي يبدأ مع إستيقاظ كريم فهو أكثر إخوتي حنان علي، فمنذ أن فرغ مكتبه الذي كان لا يتركه أبدًا من الكتب والأوراق وظل فوقه فقط جهاز الكمبيوتر الخاص به من وقتها وهو يجلس عليه ليلعب ألعابه ويشاهد الأفلام المتنوعة.. وأنا أقاسمه دائمًا هذه الأوقات الممتعة وأجلس بجواره أشاهد ايضًا ما يختاره من أشياء يحبها، ولكن احيانًا أتركه لأنني لا
أحتمل بعض المشاهد التي أراها.. أنا لست بجبان كل ما في الأمر إنني لا أتحمل رؤية الدماء تسيل من حيوان أنقض عليه الأسد كفريسة ولا صوت وحش عالي مجسم في أفلام الرعب التي يحب مشاهدتها، وبعد أن يستيقظ أخي المفضل تعد له أمي الإفطار وبرغم أنني قد أكلت وجبتي قبله فهو دائمًا يحب أن أشاركه وجبته، اليوم مثل كل يوم مضى من قبل لا يتغير من تفاصيله سوى أشياء بسيطة، مثل أن تأتي جارتنا صديقة والدتي لأحتساء القهوة ويتحدثون ويضحكون  وأحيانًا يحزنون ويبكون.. وأنا أجلس معهن أيضًا لأن هذه  الجارة كثيرًا ما تحبني وتمدح محاسني وأخلاقي، ولأكون صريحًا فليست هي وحدها من يمتدحني فأنا محط أنظار كل من يزور بيتنا ويراني، فأنا ببشرتي البيضاء وشعري الناعم وعيناي الزرقاء وخفة ظلي وأدبي في الوقت نفسه أجعل كل من يراني يبتهج ويمدح أمي على تربيتي.. هذه التربية الحسنة.. ولكن كثيرًا ما كان اولاد ضيوف أمي يضايقونني ويلعبون معي بشيء من العنف، إلى حد وصل بي الأمر في بعض الأوقات عندما أراهم يدخلون بيتنا مع أبائهم كنت أختبئ منهم تحت السرير ولا أخرج من تحته ابدًا إلا عندما أتأكد من مغادرتهم المنزل.. ولكن ذات يوم كان أحد هؤلاء الصغار يتواجد داخل منزلي ويعبث في كل ما تدركه يديه وتلقاه من محتويات المنزل التي علمتني والدتي أن لا أعبث بها مطلقًا.. كنت أختبئ منه كعادتي تحت السرير ولكن فجأة أحسست أنني أريد أن أقضي حاجتي فأسرعت مرغمًا أملًا أن لا يراني، فتسللت في سرعة استخدمت رشاقتي وذكائي لكي اختبئ منه مثل نجوم ( الأكشن ) البارعين الذين أشاهدهم مع أخي كريم، ولقد برعت في
التخفي وأنا اختبئ خلف الستائر التي تتيح لي أن أرى خصمي الصغير الجالس أمامي على الأرض منشغل بألعابي.. ولكن لا يوجد طريق أخر ولو عبرت أمامه سيراني أحتاج وسيلة إلهاء.. وعلى مقربة مني  وجدت الكرة الصغيرة المضيئة التي أهداني والدي إياها لألعب بها، نعم هذا هو الحل سأدفعها ليراها ويهرول خلفها مثل القطط.. وقمت بدفعها بعيدًا وللأسف ضلت طريقها ولم يراها، ماذا أفعل؟  تجولت بنظري ووجدت أمامي على الجهة الأخرى من الستائر التي أختبئ خلفها أمي وهي تنهض من مقعدها لتقدم لضيوفها المشروبات التي وضعتها على المنضدة أمامهم وتتجه نحو الوحش الصغير.. الذي لايزال يمسك بألعابي ولا يتركها ابدًا.. ولكن أمي ستتقرب مني ايضًا وهي في طريقها له هذه الفرصة لن تعوض سأنادي على أمي بصوت خافت لتداريني بعيد عن أنظاره عندما أمر -أمي تعالي الحقيني نظرت إلى أمي ولم تفهمني فأضطررت أن أنادي عليها بصوت أعلى -أمي إبعدي الولد ده عايز أعدي لنظرت لي أمي ثانية وأبتسمت، وبعد أن أعطت هذا الشقي الحلوى عادت من حيت أتت إلى مقعدها، ولم تفهم ما غرضي من مناداتها، ياويلي اللعنة على هذه ( المياااو ) التي لا تفهمها أمي في بعض الأوقات فهذه هي الكلمة الوحيدة الواحدة التي أقولها لأعبر عنها عن كل مايدور في خاطري وكل ما أريد فعله.. وكثيرًا مايفهموني ويدركون ما أريده لكن في بعض الأحيان لا تسعفني تلك ( المياااو ) بل لقد لفتت نظر هذا الوحش إلى أن يبحث عني وأنا لازلت أختبئ خلف الستائر ولكنه رأى ذيلي، ياويلي أنا لا أقوى الأن على الجري سريعًا لأنني أريد قضاء حاجتي وهو متجه نحوي وأنا اخطو بخطوات بطيئة حذرة، ماذا افعل.. لا مفر الان.. وفجأة دق جرس الباب ودخل إخوتي التوأم عائدين من الخارج مثل كل يوم حاملين حقائبهم على ظهورهم.. وفي هذه اللحظة انتهزت فرصة إلهاء هذا الشقي مع أخوتي واسرعت هاربا الى صندوق الرمل الخاص  بي، كثيرا ما أحب أن ألهو بألعابي المطاطية وكراتي الصغيرة فأنا أبرع من أي لاعب كرة على وجه هذه الأرض ولكن أكثر ما يسعدني أن ألعب مع إخوتي وهم يقذفون لي الكرة ونلعب بها سويًا.. ياسين وياسمين هم من يشاركونني هذه اللعبة، ولكن والدي يدللني بالجلوس إلى جواري ويدغدغني في رأسي وأنا أهرهر من سعادتي به، عائلتي جميلة يهتمون بأمري كثيرًا وأنا كذلك أهتم بهم وبإسعادهم، فعندما وجدت أخي كريم ينظر إلى الفتاة التي تسكن بجوارنا بإعجاب.. ووجدتها تطل ذات يوم من شرفة بجوار شرفة مطبخنا.. على الفور ذهبت أنادي على كريم ليدخل معي إلى الشرفة.. ولكن عندما تأخر كريم على أن يترك الكمبيوتر ويفهمني ويأتي معي قد فات الأوان ودخلت الفتاة إلى شقتها، وعندما حضر معي ولم يجد شيء فأعتقد إنني كنت اريده ليطارد معي فأر فوضع الطعام في مصيدة الفئران لاعتقاده إنه هكذا يسهل علي أمر صيد الفأر.. وبعد أن فرغ من إعداد المصيدة وقف ينظر من الشرفة على الشارع مثلما أفعل أنا.. وعندما كان هو مستغرق في النظر على السيارات والمارة في الشارع خطرت لي فكرة أن أتسلل للسور المجاور لنا لأبحث عن الفتاة. وهكذا أجعلها تأتي معي للشرفة ليراها كريم ، وبدون أن يلاحظني أخي وثبت برشاقة على سور شرفة جارتنا الحسناء ودخلت من عبر شرفتها الى المطبخ لأبحث عنها.. فجأة وجدت أمامي سيدة كبيرة وضخمة تصرخ بي وتنعتني باللص أعتقادًا منها إنني دخلت لأسرق الطعام وقفت في مكاني وقلبي يدق بقوة من كثر الرعب فوجدتها تمسك بمقشه ذات عصا طويلة وتحاول ان تضربني بها وتطاردني وهي تصرخ
تم نسخ الرابط