وجهان للحب!

وجهان للحب!
وجهان للحب!

-لا يا يزن سيبه.

ترك الزجاجة من يده ببطء وهو يلتقط أنفاسه، ثم دفع ذلك الرجل بعيدًا حتى وقف امامها مباشرةً، عيناه تتصل تلقائيًا بعينيها الكحيلتين الشهيتين، بينما يسألها بصوت متهدج إثر العراك الذي انتهى للتو:

-عرفتي اسمي منين بقى؟

نال التوتر من جمود قسماتها، ثم ابتلعت ريقها مجيبة بلهجة حاولت جعلها منزوعة الارتباك:

-ما أنت مُعد برامج مشهور، حد قالك إني مش بتابع سوشيال ميديا ولا تليفزيون؟!

هز رأسه مغمغًا بصوته العميق:

-امممم، رد مقنع.

فقالت باستياء تدلى من كلماتها الفاترة:

-ياريت تمشي بقى وكفاية تعملي مشاكل بليز.

ولكن ذلك لم يمنعه من السعي لما يريد الوصول له، حيث عاد ليسألها:

-طب عايز اعرف اسمك إيه؟

شددت على حروفها المستنكرة وهي تستطرد:

-انت عامل كل دا عشان تعرف اسمي إيه؟

هز كتفيه معًا بلا مبالاة:

-اعتبريها كدا.

تنهدت بصوتٍ مسموع ثم تلفظت بنفاذ صبر حلق في أفق عينيها:

-اسمي روز يا سيدي، خلاص ارتحت؟

ارتكزت ابتسامة جانبية في طرف فمه، قبل أن يعتصر المكر حروفه الخافتة:

-روز من فيروز ما فرقتش كتير.

لم تسمعه جيدًا فسألته بترقب:

-بتقول إيه؟

نظر لها مبتسمًا بغموض ابتسامة تخفي خلفها الكثير والكثير، ولكنه لم يبوح سوى بجملة نجحت في اثارة فضولها حول ما يمكن أن يحدث قريبًا :

-بقولك سلام اشوفك مرة تانية يا روز.

ما أن غادر حتى عاد ليقترب ذلك الشاب من روز وسألها بغيظ وهو ينظر في اثر يزن الذي غادر:

-هو الواد ده يعرفك مين وعايز منك إيه؟

اجابته بجفاف بلا اهتمام:

-ماعرفش، ما انت شايف الكلام قدامك، وبعدين انت مالك اصلًا؟

فحاول مداعبتها برفق علها تليين مرة اخرى:

-في إيه يا روز انا بسأل عادي هو مش احنا صحاب؟

ولكنها صدته بقولها الجامد:

-اديك قولت صحاب، يعني ماتتدخلش في اللي مالكش فيه.

ارتسمت على شفتيه ابتسامة سمجة وهو يتابع:

-خلاص

ماتبقيش افوشة اوي كدا!

رمقته بنظراتٍ مستهجنة ثم ابتعدت عنه بنفاذ صبر دون ان تقول شيء آخر، بينما عقلها يسير في اتجاه آخر حيث ذلك الغامض!

 

****

 

بعد ثلاث أيام، حاول فيهم “يزن” ألا يستسلم لذلك الصوت الذي يلح عليه أن يذهب من جديد لذلك الكافيه وأن يتناسى تلك الفتاة الغريبة التي تشبه فيروز، ولكنه لم ينجح في كتم ذلك الصوت داخله، فها هو ليلًا بعد انتهاء دوامه في العمل يرتدي ملابسه استعدادًا للذهاب لذلك المكان من جديد وداخله ظن ينبض أنه سيراها هناك من جديد، وربما يجد طرف خيط لحل ذلك اللغز!

 

وبالفعل بعد فترة وصل الى هناك، ولم يخيب ظنه حيث وجدها تجلس بشرود على احد المقاعد المُطلة على النيل، وشعرها ذو اللون الاحمر الناري يتطاير خلفها فبدت لعينيه كلوحة شديدة الجمال، آسرة وناعمة، نجحت في جعل عيناه تتوهج بإعجاب لحظي لم يمعن في تفسيره لنفسه..

 

اقترب منها حاسمًا امره بتغيير نهجه الحاد الذي انتهجه معها، فهو لا بد أن يكون اكثر ذكاءًا..

 

جلس جوارها قائلًا بهدوء رزين:

-ممكن اقعد جمبك لو مش هزعجك؟

إلتوت شفتاها بنصف ابتسامة صغيرة وهي تستطرد بخفوت:

-ما أنت قعدت خلاص اهو.

راح يشاكسها متفحصًا جانب وجهها الابيض:

-لو مضايقك ممكن اقوم عادي.

-إيه جاي تكمل خناق معايا ولا إيه؟ ها النهارده الخناقة على إيه؟

ابتسم متابعًا بمرح:

-لا النهارده المود مش طالب معايا نكد، طالب معايا فرفشة، إيه رأيك؟

بادلته الابتسامة بأخرى أكثر مرحًا ودلالاً ومغزى مبطن بينما تتفوه بـ:

-وانا بموت في الفرفشة.

-حيث كدا بقى خليني اعزمك على حاجة نشربها.

اومأت موافقة برأسها قبل أن تحذره بمزيج من الجرأة والخبث:

-ياريت، بس اوعى تشربني حاجة اصفرا.

ضحك عاليًا وهو يضيف بنبرة عابثة ترن في اذنيها منه لاول مرة:

-خدي بالك انتي كدا بتجريني للرذيلة وانا بموت فيها.

ضحكت على مشاكسته ثم وجهت سهام حديثهما لاتجاه آخر بقولها:

-بجد مش ناوي تقول جاي تقعد معايا ليه؟

قال بابتسامة جانبية وهو يتطاهر بالدهشة:

-انا؟ طبعًا لا مش جاي اقعد معاكي! أنا بس شوفت الكرسي حزين لوحده وحبيت أخفف عنه.

سألته رافعة حاجبها الايسر بعنفوان:

-طب ما تخفف عنه في حتة تانية؟

اشار بيديه للمكان من حولهما واسترسل بمكر:

-للاسف المكان مليان وفي ناس.. ودا المكان الوحيد اللي فيه شخص مشغول جدًا بالفُرجة على النيل كأنه رواية مشوقة!

غاصت لهجتها بمكر مشابه وجدية اتقنت رسمها:

-تفتكر دا مبرر يخليك تقعد معايا؟

رد ببساطة لذيذة:

-بصراحة، لأ.. بس المبرر التاني إن الجرسون تجاهلني خمس مرات وقررت أجرب حظي هنا.

قالت بحزم مصطنع وهي تمنع ضحكتها من الانبساط على ساحة شفتيها:

-لا لا لا، مش هتستغلني عشان تلفت انتباهه.

كان مستمتع بالمشاكسة المتبادلة بينهما، فوضع مرفقيه على الطاولة واتكأ للأمام قليلًا قبل ان يتشدق بـ:

-طيب، إيه رأيك نحلها بطريقة سلمية؟ أنا أطلب ليكي حاجة، وأنتي تطلبي لي حاجة.. كنوع من تبادل الثقة.

ضيقت عينيها بشك ثم ابتسمت بتحدٍ:

-وأنا ازاي أثق في شخص اول مرتين اتخانق معايا وتالت مرة قاعد قصادي من غير دعوة وبيحاول يستغلني؟

قال بجدية زائفة وهو يضع يده على صدره مشيرًا لنفسه بزهو :

-عشان أنا راجل جدع وأحسن واحد يختار مشروبات.

اومأت موافقة بمرح:

-تمام يا عم السقا.. أطلب لي بقى حاجة تناسبني، ولو ماعجبتنيش، هتدفع الحساب كله.

ابتسم بثقة واشار للنادل:

-لا يا يزن سيبه. ترك الزجاجة من يده ببطء وهو يلتقط أنفاسه، ثم دفع ذلك الرجل بعيدًا حتى وقف امامها مباشرةً، عيناه تتصل تلقائيًا بعينيها الكحيلتين الشهيتين، بينما يسألها بصوت متهدج إثر العراك الذي انتهى للتو: -عرفتي اسمي منين بقى؟ نال التوتر من جمود قسماتها، ثم ابتلعت ريقها مجيبة بلهجة حاولت جعلها منزوعة الارتباك: -ما أنت مُعد برامج مشهور، حد قالك إني مش بتابع سوشيال ميديا ولا تليفزيون؟! هز رأسه مغمغًا بصوته العميق: -امممم، رد مقنع. فقالت باستياء تدلى من كلماتها الفاترة: -ياريت تمشي بقى وكفاية تعملي مشاكل بليز. ولكن ذلك لم يمنعه من السعي لما يريد الوصول له، حيث عاد ليسألها: -طب عايز اعرف اسمك إيه؟ شددت على حروفها المستنكرة وهي تستطرد: -انت عامل كل دا عشان تعرف اسمي إيه؟ هز كتفيه معًا بلا مبالاة: -اعتبريها كدا. تنهدت بصوتٍ مسموع ثم تلفظت بنفاذ صبر حلق في أفق عينيها: -اسمي روز يا سيدي، خلاص ارتحت؟ ارتكزت ابتسامة جانبية في طرف فمه، قبل أن يعتصر المكر حروفه الخافتة: -روز من فيروز ما فرقتش كتير. لم تسمعه جيدًا فسألته بترقب: -بتقول إيه؟ نظر لها مبتسمًا بغموض ابتسامة تخفي خلفها الكثير والكثير، ولكنه لم يبوح سوى بجملة نجحت في اثارة فضولها حول ما يمكن أن يحدث قريبًا : -بقولك سلام اشوفك مرة تانية يا روز. ما أن غادر حتى عاد ليقترب ذلك الشاب من روز وسألها بغيظ وهو ينظر في اثر يزن الذي غادر: -هو الواد ده يعرفك مين وعايز منك إيه؟ اجابته بجفاف بلا اهتمام: -ماعرفش، ما انت شايف الكلام قدامك، وبعدين انت مالك اصلًا؟ فحاول مداعبتها برفق علها تليين مرة اخرى: -في إيه يا روز انا بسأل عادي هو مش احنا صحاب؟ ولكنها صدته بقولها الجامد: -اديك قولت صحاب، يعني ماتتدخلش في اللي مالكش فيه. ارتسمت على شفتيه ابتسامة سمجة وهو يتابع: -خلاص
ماتبقيش افوشة اوي كدا! رمقته بنظراتٍ مستهجنة ثم ابتعدت عنه بنفاذ صبر دون ان تقول شيء آخر، بينما عقلها يسير في اتجاه آخر حيث ذلك الغامض!   ****   بعد ثلاث أيام، حاول فيهم “يزن” ألا يستسلم لذلك الصوت الذي يلح عليه أن يذهب من جديد لذلك الكافيه وأن يتناسى تلك الفتاة الغريبة التي تشبه فيروز، ولكنه لم ينجح في كتم ذلك الصوت داخله، فها هو ليلًا بعد انتهاء دوامه في العمل يرتدي ملابسه استعدادًا للذهاب لذلك المكان من جديد وداخله ظن ينبض أنه سيراها هناك من جديد، وربما يجد طرف خيط لحل ذلك اللغز!   وبالفعل بعد فترة وصل الى هناك، ولم يخيب ظنه حيث وجدها تجلس بشرود على احد المقاعد المُطلة على النيل، وشعرها ذو اللون الاحمر الناري يتطاير خلفها فبدت لعينيه كلوحة شديدة الجمال، آسرة وناعمة، نجحت في جعل عيناه تتوهج بإعجاب لحظي لم يمعن في تفسيره لنفسه..   اقترب منها حاسمًا امره بتغيير نهجه الحاد الذي انتهجه معها، فهو لا بد أن يكون اكثر ذكاءًا..   جلس جوارها قائلًا بهدوء رزين: -ممكن اقعد جمبك لو مش هزعجك؟ إلتوت شفتاها بنصف ابتسامة صغيرة وهي تستطرد بخفوت: -ما أنت قعدت خلاص اهو. راح يشاكسها متفحصًا جانب وجهها الابيض: -لو مضايقك ممكن اقوم عادي. -إيه جاي تكمل خناق معايا ولا إيه؟ ها النهارده الخناقة على إيه؟ ابتسم متابعًا بمرح: -لا النهارده المود مش طالب معايا نكد، طالب معايا فرفشة، إيه رأيك؟ بادلته الابتسامة بأخرى أكثر مرحًا ودلالاً ومغزى مبطن بينما تتفوه بـ: -وانا بموت في الفرفشة. -حيث كدا بقى خليني اعزمك على حاجة نشربها. اومأت موافقة برأسها قبل أن تحذره بمزيج من الجرأة والخبث: -ياريت، بس اوعى تشربني حاجة اصفرا. ضحك عاليًا وهو يضيف بنبرة عابثة ترن في اذنيها منه لاول مرة: -خدي بالك انتي
كدا بتجريني للرذيلة وانا بموت فيها. ضحكت على مشاكسته ثم وجهت سهام حديثهما لاتجاه آخر بقولها: -بجد مش ناوي تقول جاي تقعد معايا ليه؟ قال بابتسامة جانبية وهو يتطاهر بالدهشة: -انا؟ طبعًا لا مش جاي اقعد معاكي! أنا بس شوفت الكرسي حزين لوحده وحبيت أخفف عنه. سألته رافعة حاجبها الايسر بعنفوان: -طب ما تخفف عنه في حتة تانية؟ اشار بيديه للمكان من حولهما واسترسل بمكر: -للاسف المكان مليان وفي ناس.. ودا المكان الوحيد اللي فيه شخص مشغول جدًا بالفُرجة على النيل كأنه رواية مشوقة! غاصت لهجتها بمكر مشابه وجدية اتقنت رسمها: -تفتكر دا مبرر يخليك تقعد معايا؟ رد ببساطة لذيذة: -بصراحة، لأ.. بس المبرر التاني إن الجرسون تجاهلني خمس مرات وقررت أجرب حظي هنا. قالت بحزم مصطنع وهي تمنع ضحكتها من الانبساط على ساحة شفتيها: -لا لا لا، مش هتستغلني عشان تلفت انتباهه. كان مستمتع بالمشاكسة المتبادلة بينهما، فوضع مرفقيه على الطاولة واتكأ للأمام قليلًا قبل ان يتشدق بـ: -طيب، إيه رأيك نحلها بطريقة سلمية؟ أنا أطلب ليكي حاجة، وأنتي تطلبي لي حاجة.. كنوع من تبادل الثقة. ضيقت عينيها بشك ثم ابتسمت بتحدٍ: -وأنا ازاي أثق في شخص اول مرتين اتخانق معايا وتالت مرة قاعد قصادي من غير دعوة وبيحاول يستغلني؟ قال بجدية زائفة وهو يضع يده على صدره مشيرًا لنفسه بزهو : -عشان أنا راجل جدع وأحسن واحد يختار مشروبات. اومأت موافقة بمرح: -تمام يا عم السقا.. أطلب لي بقى حاجة تناسبني، ولو ماعجبتنيش، هتدفع الحساب كله. ابتسم بثقة واشار للنادل:
تم نسخ الرابط