اللى إتكسر

المحتويات
الحيطة دى بقى هنعلق عليها كل اللحظات الحلوة اللى هنعيشها سوا
كانت علا تقف وهى مبتسمة وهى تنظر بحب الى طارق زوجها الذى وقف وهو يمسك فى يده شاكوش وبعض المسامير ووضع بجانبه مقعد عليه برواز كبير لصورة .. التقط طارق أحد المسامير وبدأ فى الدق عليه حتى اخترق الحائط ثم التقط البرواز الكبير الذى به صورة زفافه مع علا ووضعه على المسمار ثم تراجع خطوات الى الخلف ووقف ينظر الى الصورة باعجاب وهو يطوق بيديه كتف علا التى وقفت هى الأخرى تنظر الى الصورة بسعادة ..
كان زفافهما لم يمر عليه الا يومين فقط .. تعرفت علا على طارق منذ أقل من شهرين فقط فى حفل زفاف احدى صديقاتها وكان هو من المدعوين من عائلة العروس .. تابعها طوال حفل الزفاف وأصر على أن يحصل على رقم هاتفها .. كانت تعتقد فى البداية انه يريد التعارف فقط فلم ترضى بذلك ولكنه اثناء الزفاف أتى بوالدته لها لكى يطلب يدها .. لم يمر الشهرين حتى كان زفافهما .. كانت سعيدة جدا فرغم تلك الفترة القصيرة الا انها شعرت بكم من الحب بداخله لها لم تكن تتخيله او تحلم به يوما ما .. ولم تكن تحلم هى ان تحب شخص لم تعرفه من قبل كل هذا الحب وهى التى لم تجرب الحب من قبل ..
تذكرت اول ايام زواجها .. كان طارق طيلة زفافهما يرقص بسعادة لم ترى رجلا فى زفافه يرقص بها من قبل .. دخل الى غرفتهما وجلس امامها وهو ينظر لها بحب شديد
_ تعرفى انى مش مصدق لحد دلوقت اننا اتجوزنا
ابتسمت بخجل
_ للدرجة دى ؟
ظل ينظر الى عينيها التى تنظر الى
الارض بخجل
_ واكتر م الدرجة دى يا علا .. انا من اول لحظة شوفتك فيها وانا حبيتك .. كان نفسى اول لحظة اشوفك فيها دى اسجلها واحتفظ بيها عشان تعرفى وتشوفى الفرحة اللى كانت فى عنيا لما شوفتك
زاد خجلها
_ ده انت كنت بتدور عليا بقى
_ دى حقيقة .. انا كنت فعلا بأدور عليكى كل الوقت ده .. عشان كده محستش بنفسى لما شوفتك
ضحكت وهى تنظر له
_ اسكت ده انت فضحتنا يوميها .. كل ما اتحرك فى الفرح الاقى واحدة جايه تقوللى ده طارق بيسأل عليكى .. وانا مش عارفة طارق ده مين .. ولا مامتك اللى اول ما شافتنى خدتنى بالحضن وفضلت تفعص فيا .. فكرتنى بالفيلم بتاع مارى منيب ولبنى عبد العزيز
ضحك طارق ثم نظر اليها بحب
_ ما هو مكانش ينفع ابدا انى اضيع الفرصة دى من ايدى واسيبك تخرجى من الفرح من غير ما اتقدملك
نظرت الى الارض مرة اخرى بخجل .. كانت تلك الليلة هى أسعد ايام حياتها على الاطلاق .. وكانت سعادتها لا توصف وهى تتخيل كما وعدها طارق حياتها القادمة معه
مر عام أخر على زواج علا وطارق .. استيقظت من النوم لتجد هاتفها يضئ .. فتحت لتجد رسالة صوتية من طارق الذى كان فى عمله .. كانت رسالة دافئة كعادته فهو رغم مشاغله الكثيرة فى شركته الصغيرة التى انشأها هو وبعض اصدقائه لم ينسى يوما اى مناسبة لهما .. استمعت الى صوته الذى أتى فى رسالته باستمتاع
_صباح الخير يا حبيبتى ..
نهضت علا والتقطت منشفتها واتجهت الى الحمام وهى تكمل بقية رسالة طارق الصوتية لها
_ النهاردة عيد جوازنا انا فاكر اهو .. بحبك
ابتسمت علا بسعادة .. كانت تعرف ان اليوم هو عيد زواجها من طارق .. لقد مر عام كامل وها هى على وشك ولادة ابنتهما .. كانت قد ذهبت هى وطارق لرؤية نوع الجنين .. عرفت ان مولودتها ستكون فتاة .. كان طارق سعيد جدا بالخبر .. أصر على دعوتها فى هذا اليوم الى العشاء خارج المنزل .. منذ أن عرف بحملها وهو يحاول مساعدتها بكل الاشكال .. كان يأتى من عمله ليضع حقيبته ويدخل مسرعا الى المطبخ ليشاركها فى اعداد الطعام ويقوم بتحضير المائدة .. كثيرا ما استيقظت من نومها لتجده يجلس قربها وهو ينظر لها ولبطنها المكورة بحب ويخبرها انه ينظر لها ليطمئن عليها وعلى مولودهما القادم .. جعلها اهتمامه مثار حسد الاخرين .. فكثير من افراد العائلة كانوا يعلقون على انها ليست أول زوجة تحمل فى العائلة ولم يلاقى ايا منهن كل هذا الاهتمام من زوجها ولكنه كان لا يلقى بالا لكل تلك التعليقات .. كان يصر على اظهار اهتمامه امام الجميع .. كان يجلس بالساعات ليعد حجرة الاطفال الذى خصصها لابنتهما القادمة .. شاركها تفاصيل كثيرة قبل أن تأتى الى الحياة .. وأشرف على كل سنتيمتر مكعب داخل الغرفة ليليق بابنة علا وطارق كما كان يصفها دائما ..
مر عامين أخرين على زواج طارق وعلا .. كانت علا فى طريق عودتها من حضانة الاطفال التى بها جومانة ابنتها هى وطارق .. سمعت صوت رسالة صوتية على هاتفها .. فتحت الرسالة لتجدها من طارق زوجها .. فتحتها ليأتيها صوت طارق
_ علا .. وحشتينى اوى .. انا عارف انى تاعبك معايا .. بس انا عزمت بابا وماما
النهاردة ع الغدا …
أصابتها رسالته ببعض الضيق .. فرغم حالة الحب الدائم الذى كانت تعيشه مع طارق الا انها كانت تكره تدخلات والدته فى كل تفاصيل حياته .. كانت والدة طارق لا تفوت فرصة واحدة للتدخل فى كل تفاصيل حياتهم .. حتى أدق التفاصيل كانت تتدخل فيها وتحاول فرض رايها بأى شكل وكانت تغضب من طارق اذا تجاهل رأيها أو لم يستمع لكل ما قالته وينفذه كما حددته له ليفعله .. لم تفهم علا لماذا تعشق امه التدخل فى حياته بهذا الشكل .. الم يكن لها حياة عاشتها هى وزوجها .. ما الذى يجعل شخص عاش حياته بكل تفاصيلها ان يتدخل فى تفاصيل حياة شخص أخر ويحاول اجباره ان يعيش حياته هو ايضا على طريقته ..
عادت علا الى المنزل وقامت باعداد الطعام لاستقبال حماها وحماتها كما طلب منها زوجها .. وكما توقعت منذ وصول والدة زوجها ووالده الى منزلهما وهى تنتقد كل ما تراه حولها ..
_ الاباجورة دى هنا ليه ؟.. ليه غيرتوا مكان الانتريه ؟.. ليه بتنيموا البنت معاكم لحد دلوقت مش هى ليها اوضه برضو ؟..
حتى الطعام لم يسلم من انتقادتها .. اما مالح او قليل الملح .. تسويته ليست كما يجب .. وضعه على المائدة ليس بالنظام الذى يجب ان يكون عليه .. ليس هو الطعام الذى كان يفضله طارق قبل الزواج .. أى شيء وكل شيء قابل للانتقاد عند والدته .. فهى لا تكف عن الانتقاد .. كانت علا تشعر وكأنها تحقق ( تارجت ) ما بانتقادها لكل شيء هكذا .. هذا فضلا عن بعض الجمل التى تثير استياء كل زوجة .. وكانت والدة طارق تحفظها كلها عن ظهر قلب ..
_ انت مالك يا طارق خسيت كده بعد الجواز ؟.. ده انت كان وشك منور .. فاتن بنت خالتك بتسأل عليك .. اه فاتن دى كانت هتموت وتتجوز طارق ولسه لغاية دلوقت هتتجنن عليه .. ده كان ادامه بنات فى العيلة زى القمر بس النصيب بقى ..
كانت علا تحاول ان تكتم بداخلها الغضب من كل تلك العبارات المسيئة والذى لو وجد تشريع مناسب لأعتبرت جريمة فى حق أى زوجة .. ما الممتع لوالدة الزوج فى استثارة غيرة زوجة ابنها ؟.. ما الذى سيفيد حديثهما ان تعرف الزوجة ان زوجها كان امامه الكثير من الفتيات قبل ان يتزوجها ؟.. ولماذا لم يتزوج ايا من هؤلاء الفتيات الكثيرات اللائى كن امامه ؟.. كانت افكار وردود كثيرة تتحرك بداخل عقلها لكنها تستطيع ايقافها عندما تكون بالفعل قد وصلت الى لسانها ليتحرك بها .. كانت علا فى الاساس لا تهوى المشاكل وبالخصوص مع والدة طارق .. فأى مشكلة ستقع بينهما هى الخاسرة الوحيدة فيها .. فطارق سيعتبر ان اى انتصار كلامى لزوجته
قد يعجبك ايضا
متابعة القراءة