روح……الجزء الأول

المحتويات
شاشه موبايل يظهر عليها صورة لسيدة شابه فى الثلاثينات تبدو فى الصورة بشكل ملائكى وتبدو الصورة قديمة وكأنها من الخمسينات .. الصورة تبدو ثابته فى البداية ثم تتحرك الى عدة اوضاع وكأنها فيديو
( مقدمة اغنية la foule هادئة وليست بصوت عال وكأنها مرتبطة بصاحبة الصورة ) .. روح عشرينية جميلة . تجلس على مقعد فى وسط صالة الفيلا المظلمة الا من اضاءة خفيفة وهى تمسك الموبايل فى يدها وتتأمل الصورة عليه وترتسم على شفتيها ابتسامة خفيفه وهى تتأمل الصورة وهى تتحرك .. تبدو روح مستغرقة فى النظر الى الصورة ولكنها تتغير ملامح وجهها وتجمد للحظات ويبدو انها تركز فى صوت سمعته يجعل بعض الخوف يتسلل اليها
تنظر الي عروسة فى احد الاركان على منضدة كانت عروسة عادية جدا ولكن وضعها فى الظلام يجعل شكلها يبدو مخيفا بعض الشئ
في الخارج كانت مرجيحه داخل حديقة الفيلا تتحرك بفعل الهواء صوت صريرها بفعل الهواء كان يخلق اجواء مخيفة حول المنزل كانت الفيلا التي تعيش بها روح فى منطقة هادئة ولم يكن هناك اى منازل قريبة منها .. كانت فيلا متوسطة الحجم ولها سور حديدي يحيط بها وحديقة لم يتم الاعتناء جيدا بالنباتات فيها
نافذة احد الغرف المظلمة داخل الفيلا والستائر تتحرك بفعل الهواء حركة خفيفة
ساعة حائط تشير الى التاسعه فى بهو الفيلا المظلم
روح تقف بجانب المقعد الذى كانت تجلس عليه وهى تنظر حولها بترقب وقد بدا على وجهها بعض الخوف وهى تنظر الى احد اركان البهو وكانها ترى شيئا فى الظلام .. ثم تتحرك بخطوات ثقيلة حذرة الى الركن المظلم وكلما اقتربت بدا ان هناك شئ فى الظلام لا نتبين ملامحه ويبدو الخوف اكثر على
روح وهى تقترب .. فجأة يضئ شيء فى الظلام ثم يتم تشغيل الاضاءة بشكل مفاجئ ليظهر اصدقاء روح ثلاثة شباب .. زياد وهو شاب عشرينى ممتلئ الجسد بعض الشئ وخفيف الظل بشكل واضح .. وعمرو فى نفس سن زياد ويبدو اكثرهم تحفظا وهدوئا وحاتم الذى يبدو اكثرهم حماسه ويضع وشما غريبا بعض الشئ على يده .. وفتاتين هما سلمى وفريدة وهما فى نفس سن روح وهم يمسكون تورته عليها بعض الشموع وهم يصيحون بحماس
_ Surprise.HAPPY BIRTHDAY TO You
سنة حلوة يا جميل . سنة حلوة يا روح . سنة خلوة يا جميل
روح تطفئ الشموع وتلتقط انفاسها التى تقطعت من الخضه وهى تنظر لهم مبتسمة بفرحة غير متوقعة وهم يصفقون ويصيحون بسعادة ومرح شديد
_ يخرب عقلكم ده انتوا رعبتونى بجد. ايه اللى انتوا عملتوه ده وبعدين هو انتوا دخلتوا هنا
ازاى ؟ . انا محستش بيكم خالص
زياد يأخذ التورته من يد فريدة ويقترب من المنضدة ويضعها عليها ويجلس امامها وهو يضع قدميه على المنضدة بجانب التورتة
_ لا ده سر المهنة بقى
فريدة تقترب من روح وهى تبتسم وتقبلها
_ يا بنتى الباب اللى ورا كان مفتوح . كل سنه وانتى طيبة
سلمى تقبل روح
_ كل سنة وانتى طيبة
_ وانتى طيبة
عمرو يقترب من روح مبتسما
_ كل سنة وانتى طيبة يا روح
_ وانت طيب
يقترب حاتم من روح مبتسما وهو يلمس يدها بحب
_ كل سنة وانتى طيبة
حاتم يبتسم لروح التى تهرب بعينيها بإرتباك
_ وانت طيب
يضحك زياد وهو ينظر لهم وللتورتة الموجودة امامه
_ طب ايه يا جماعة . احنا هنقاضيها سلامات وكل سنة وانتى طيبة ومش هناكل ولا ايه ؟
اتجهت فريدة للمطبخ
_ انا هاروح اجيب اطباق
فريدة تدخل الى المطبخ وتبدأ فى فتح دواليب المطبخ واخراج بعض الاطباق .. تتوقف وتخرج هاتفها وترسل رسالة على الواتس وتتوقف لحظات يبدو انها تلقت اجابه على رسالتها فتضع هاتفها فى جيبها وتعود لتخرج باقى الاطباق
عمرو وحاتم يجلسان ..وسلمى تقف وهى تنظر للردهة من حولها بإعجاب .. روح تجلس وتنظر الى التورتة وعليها اسمها وصورتها وتبتسم بسعادة
_ مش عارفة اقولكم انا فرحانة قد ايه ان انتوا افتكرتوا عيد ميلادى . ده انا كنت ناسياه
يرد زياد وهو ينظر تجاه حاتم
_ بصراحة يعنى حاتم هو اللى فكرنا . وهو كمان اللى جاب التورته . بس لم فلوسها مننا
حاتم ينظر لروح ويبتسم وهى تتهرب مرة اخرى من نظراته بارتباك . وسلمى تنظر الى حاتم وروح بغيظ وتعود لتنظر الى الردهة ..سلمى التى تقف امام لوحة على الحائط مرسومة لملاك يوجه حربة فى يده الى صدر شيطان تبدو مبهورة وخائفة وهى تتابع تفاصيل اللوحة وتمرر يديها على ذراعيها وكأنها شعرت بلسعة برد مفاجئة ثم تتحرك بهدوء لتجلس بالقرب من روح وتنظر لها وهى مازالت واجمة
_ ايه ده . انتى قاعدة فى الفيلا دى كلها لوحدك ؟
_ ايه يا بنتى هو انا صغيرة يعنى هاخاف ؟. وبعدين بابا بيسافر كتير وانا بقى اتعودت خلاص على كده
زياد وهو ينظر للمكان من حوله ببعض الرهبة
_ اه بس بصراحة الفيلا محدوفه شويه والمكان هنا يعنى .. انتى مش بتخافى بجد ؟
_ اخاف من ايه ؟
_ من العفاريت
عمرو يضحك بإستهتار
_ عفاريت ايه يا ابنى بلاش كلام فارغ . انت فاكر الحاجات اللى بتشوفها فى الافلام دى بتحصل بجد . دى حاجات بيعملوها عشان يضحكوا بيها على اللى زيك ويخوفوهم
( صوت فرقعة قوية ) عمرو ينتفض بفزع ويكاد يسقط من على الكرسى ويحاول التماسك وهو ينظر حوله بإحراج والجميع يضحكون بقوة .. فريدة تقترب منهم وهى تمسك بعض الاطباق وهى تنظر لهم وتضحك باستغراب
_ ايه . صوت البالونه خضكوا ولا ايه ؟
يضحك زياد وهو ينظر لعمرو بشماتة
_ لا ده جه فى وقته
تزداد ضحكاتهم ويتراجع عمرو اكثر فى كرسيه .. فريدة تهز رأسها مبتسمة وهى لم تفهم ما يرموا اليه وتضع الاطباق على المنضدة بجانب التورته وتبدأ فى تقطيع التورتة وتقوم بتوزيع الاطباق على الجميع .. سلمى تجلس بجانب روح وتأخذ طبقها وتنظر بجانبها على موبايل روح .. صورة المرأة على برنامج تحريك الصور تجعلها ترتعد بخوف وتطلق شهقة رغما عنها .. روح تربت عليها
_ اتخضيتى ؟
_ عينى جت فجأة على الصورة وهى بتتحرك .
زياد ينظر الى موبايل روح
_ دى مامتك ؟
_ لا . دى تيتا الله يرحمها
_شبهك اوى
_ هى اللى ربتنى انا واختى بعد ما ماما ماتت عشان كده كنت باقولها يا ماما
عمرو الذى يجلس بجانب سلمى ينظر الى الصورة ويبدو عليه عدم الارتياح
_ على فكرة تحريك صور الميتين ده حرام
هتف فيه حاتم مستنكرا
_ يا ابنى انت كل حاجة عندك حرام ؟
روح تتدخل وهي تشرح لعمرو
_ اصل معنديش فيديوهات ليها . هى مكانتش بتحب تتصور . معنديش الا صور قديمة ليها فحبيت البرنامج ده عشان هيخلينى اشوفها بتتحرك واحس انها معايا
سلمى يبدو عليها بعض الخوف من جملة روح الاخيرة وعمرو يتلفت حوله وزياد يتابع وجهيهما ويبتسم
_ طب ايه يا جماعة مش هنقطع التورته
حاتم يسحب السكين وينهض ويبدأ فى تقطيع التورته ..كانت روح تنظر الي السكين الذي يمسكه حاتم وهو يمرره اعلي كعكة عيد الميلاد وهو يقسم صورتها الي اجزاء صغيرة وقد لامس قلبها بعض الخوف ..
قامت سلمي بتشغيل اغنية ووقف الجميع يرقصون عليها .. لاحظت روح ان سلمي تقترب بطريقة ملفتة من حاتم اثناء الرقص مما جعلها تشعر ببعض الضيق .. حاتم كان حبيبها لفترة طويلة قبل ان ينفصلا من مدة ليست بالطويلة .. انسحبت روح من حلقة الرقص متحججة بإعداد الشاي لهم ..
في المطبخ وقفت روح تعد الشاي ولحقت بها فريدة التي لاحظت ضيق روح مما فعلته سلمي
_ موضوعى انا وحاتم خلص من زمان
قالتها روح بانفعال بعد ان ذكرت لها فريدة اسم حاتم
_هو شهرين بقى زمان ؟
_ المهم انه خلص . من شهرين من ساعتين اهو خلص وخلاص ومش عايزه اتكلم فيه
_والله انتى عبيطة . على فكرة حاتم لسه بيحبك . ولو مكانش بيحبك مكانش جه النهاردة
_ ولو كان بيحبنى مكانش عمل اللى عمله . انتى متخيله هو احرجنى ازاى ادام بابا . اقوله
واحد عايز يتجوزنى وهو متفق معايا على كده ولما يقعد معاه يقوله اصل انا لسه محتاج وقت
نفضل انا وهى اصحاب
_ انتى عارفه ان حاتم دماغه طقه
_ طقه عليه وعليا مش ادام بابا . وبعدين انا وهو كنا متفقين على كل حاجة . هو اللى غير كل حاجة فجأة ومن غير ما يقوللى
تصمت فريدة وتلتفت الى القهوة التى تقوم بإعدادها وتقوم بتقليب البن والسكر بالملعقة داخل الكنكة وهى تفكر فى شئ وتبدو مترددة قبل ان تضيف دون ان تنظر الى روح
_هو انتى قولتى لحاتم مامتك ماتت ازاى ؟
تبدو جملة فريدة وقد صدمت روح التى تنظر لها واجمة دون ان تستطيع الرد ..
في بهو الفيلا صورة كبيرة معلقة على الحائط لإمرأة ثلاثينية جميلة تشبه بشكل كبير روح وحاتم يقف امام الصورة وهو يتأملها .. سلمى تقترب وتقف بجانب حاتم وهى تنظر للصورة هى ايضا متأملة ملامح المرأة
_ دى صورة مامتها ؟
_ انتى عايزه ايه يا سلمى ؟
_ مش عايزه حاجة . انت اللى قافش منى من غير سبب
_ من غير سبب ؟
_ طب بسبب . لكن ملكش حق تاخد منى جنب كده عشان انا كنت عايزه مصلحتك
يلتفت عمرو الذي كان مازال يجلس مع زياد بنظرة سريعة الى حاتم وسلمى اللذان مازالا يقفا امام صورة ام روح وهما يتكلمان بصوت منخفض وقد بدا انهما اكثر عصبية وتوتر . عمرو يعود ويلتفت مرة اخرى الى زياد ويتكلم بصوت منخفض حتى لا يسمعه احد
_ هو حاتم وروح سابوا بعض ليه ؟
_وانت بتسألنى انا ليه ؟
_ هو انت فى حاجة بتحصل فى الشركة الا اما بتبقى عارفها . انت مش العلاقات العامة للشركة ؟
زياد يضحك
_ انت فاهم العلاقات العامة غلط على فكرة
فريدة وروح يخرجان من المطبخ وهما يحملان الشاى ويقتربان من عمرو وزياد .. سلمى تراهما وتبتعد عن حاتم بسرعة وتقترب من فريدة وروح .. سلمى التى تحاول ان تبدو وكأنها تساعد روح وفريدة لا تجد شئ تفعله فتجلس بجانب زياد .. فريدة وروح يتبادلان النظرات وهما يتابعان سلمى وحاتم ثم يجلسان .. . يسكت الجميع وهم يتناولون الشاى ..زياد ينظر لروح
_ هو مش انتى نفسك تشوفى تيتا ؟
روح تضحك
_عايزنى اموت واروحلها ؟
_ او هى اللى تجيلك
كانت جملته كفيلة بلفت نظر الجميع .. جلس زياد يشرح لهم فكرته حتي انتهي من شرحها ظهر الجميع يجلسون وهم مازالوا ينظرون الى بعضهم ببعض الخوف .. عمرو كان الاكثر توترا بينهم كان يهز قدميه بعصبية وهو ينظر الى زياد هاتفا فيه
_ انت بتقول ايه يا ابنى ؟ . ده جنان اللى انت بتقوله ده .. موضوع تحضير الارواح ده خطر جدا .. وحرام كمان
فجأة يرن موبايل روح صوت الموبايل يجعلها تنتفض بخوف قليلا غصب عنها ثم تمسك الموبايل وتشير لهم ان يسكتوا حتى ترد
_ده بابا …
تنهض روح وتبتعد عنهم خطوات قليلة وهى ترد على الموبايل
_الو … ايوه يا بابا ….. لا انا فى البيت ….
تتجه بخطوات سريعة لتبتعد اكثر عن اصدقائها
_ لا مش لوحدى … صحابى بيحتفلوا معايا بعيد ميلادى ….
تبتعد اكثر وتخرج الى حديقة المنزل ..
روح تخرج من باب الفيلا الى الحديقة وهى مازالت تتكلم فى الموبايل وتبدو اكثر حدة رغم انها تخفض صوتها حتى لا يسمعها اصدقاءها
_ فى ايه يا بابا هو انا عيلة صغيرة ؟…. اه خدت الدوا … لا مش عايزة حاجة ومش عايزة
حد يبات معايا … ما انت عارف انى مش بحبها فلو سمحت متفرضهاش عليا … ماشى سلام
تغلق الموبايل بعصبية ثم تمسك برأسها الذي يبدو انه يؤلمها بشدة وتبدو انفاسها متقطعة وهى تحاول ان تتمالك نفسها شيئا فشيئا حتى تهدأ تماما ثم تتجه الى الداخل مرة اخرى ..
روح تقترب من اصدقاءها وجميعهم يجلسون مكانهم وعمرو فقط الذى يقف بعيدا قليلا عنهم ويبدو متوترا .. روح تجلس مكانها وحاتم ينظر لعمرو هاتفا به
_يا ابنى اقعد بقى بلاش لعب عيال .. هتروح ازاى يا ابنى ما انت جاى مع زياد
زياد يبتسم بسخرية وعمرو ينظر حوله بتردد .. عمرو يعود ليجلس وهو ينظر لزياد بضيق
زياد ينظر لهم وهو يعود ليشرح لهم مرة اخري فكرته
_ انا اعرف مواقع ممكن نجيب من عليها تعويذة نحضر بيها روح جدة روح
ينتفض عمرو مرة اخري وهو يهتف
_ تاني هنرجع للكلام ده ؟
يهتف فيه حاتم بغضب
_ يا عم متكبرش الموضوع . وبعدين هو مش انت كنت بتقول مفيش عفاريت ؟
يبدو على وجه عمرو الخوف
_لا فى عفاريت .. شفتهم وانا صغير
يتذكر عمرو منذ سنين طويلة وهو مازال طفلا .. باب الشقة مفتوح ومجموعة من الرجال يظهرون من ظهورهم وهم يقفون وسط صالة المنزل ونظرهم تجاه احد الغرف فى المنزل . ( صوت غمغمة تبدو وكأنها قرأن يقرأ ولكنه غير واضح مختلط بصوت فتاة وكأنها تئن بصوت مكتوم ) .. طفل فى السادسة ( عمرو وهو صغير ) يدخل من باب الشقة وهو يحاول ان يرى اى شئ يحدث فى الغرفة التى يحجب الرؤية عنه الرجال الذين يقفون امامها ويحرك رأسه فى جميع الاتجاهات ولكنه لا يرى شئ . فجأة يتحرك احد الرجال حركة بسيطة تجعل الرؤية واضحة للطفل الصغير للحظات وتظهر داخل غرفة مفتوح بابها رجل يرتدى جلباب ابيض يجلس يقرأ القرأن امام سرير عليه فتاة فى الثامنة عشر يمسك بيديها من الجانبين رجلين بقوة وهى منكوشه الشعر وعينيها بها سواد كبير وفى تلك اللحظة الفتاة تنهض قليلا وهى تقاوم الرجلين بعنف وتنظر تجاه الطفل نظرة مرعبة ( وهى تصرخ بقوة ) . الطفل يتجمد مكانه وهو ينظر لها برعب ثم ينطلق خارج الشقة بخوف ( صوت غمغمة القرأن وانين الفتاة مستمر ).. عمرو يجرى على السلم بخوف ويتعثر اكثر من مرة وهو يسقط على السلم حتى يصل الى الدور الارضى ويختبئ فى مكان بجانب السلم وهو يضم قدميه الى صدره ويرتجف بخوف ..
عمرو يتذكر عينى الفتاة وهى تنظر له نظرتها المرعبة فيرتجف اكثر
_ مش ناسى شكلها . صوتها فى ودانى لحد دلوقت تفتكروا ايه اللى كانت شايفاه او حاسه بيه عشان تصرخ بالشكل المرعب ده
نظر اليه الجميع برعب كان ما يحكيه اكثر رعبا مما تتحمله نفوسهم .. ينظر لهم زياد وهو يبتسم
_ خلاص نفكنا من الحوار ده .. ده انتوا اترعبتوا من حكاية بيحكهالكم وهو لسه كان عيل صغير
نظر لهم حاتم وعينيه مليئة بالقلق
_ انتوا عارفين ايه اللى ممكن يخوف اكتر من حكاية السحر والتعاويذ دى ..القدر . الحاجات القدرية اللى بتحصل بترتيب منطقى دى بتخوفنى جدا ..
يمسك ملعقة صغيرة ويحركها على المنضدة وهو يشرح وكأنها شخص يتحرك
_ واحد يخرج من بيته او شغله ويقرر انه يمشى يمين مثلا …
يحرك الملعقة يمينا قليلا ثم يتوقف ويعود ويحركها فى الطريق الأخر ويحرك الملعقة بهدوء واصدقائه عيونهم تتعلق بالملعقة التى بيده
_ لكن فى لحظة يغير رأيه . ويقرر انه ياخد الطريق الشمال . وفجأة ..
يسقط المعلقة من يده على المنضدة
_ يكون الموت هو اللى مستنية فى الطريق ده
تسرى رعشة فى جسد الجميع رغما عنهم وهم مازالوا ينظرون الى الملعقة الملقاة على المنضدة امامهم
_حاجة مرعبة جدا . صح ؟
الخوف يبدو على وجه الجميع وفريدة تتكلم وهي ترتعد
_ انا بالنسبالى باخاف من اى حاجة مبشوفهاش .الجن والعفاريت دول اكتر حاجة ممكن ترعبنى .. حاجة شايفاك بس انت متقدرش تشوفها
يبتسم زياد وهو ينظر لفريدة
_ افتكر اللى مرعب اكتر انك كمان تشوفيهم
يبدو الخوف على وجهها عندما تتخيل ما يقوله فيكمل زياد
_ واللى مرعب اكتر اننا نشوفهم ومنعرفهمش .ونفتكر انهم بنى ادميين زينا
بشكل لا ارادى ينظرون جميعا الى بعضهم بخوف . يبتسم زياد ابتسامة خاطفة .. سلمى ترتعد وهى تتكلم بخوف وكأنها تشعر بأن شئ يمشى فى جسدها
_ انا اكتر حاجة بتخوفنى الحشرات . باترعب منها . كائنات صغيرة وتبان ضعيفة لكن ممكن فى لحظة البنى ادم يبقى الوجبة بتاعتها ..
ترتعش قليلا وهى تمسك كتفيها بيديها وهى تضحك بخوف
_ مجرد ما بأجيب سيرتهم بأحس كأنهم ماشيين جوه جسمى
فريدة تتلفت حولها
_ انا كمان لما بأجيب سيرة الجن والعفاريت بأحس كأنهم جنبى فى كل حته .بأشوفهم فى ركن ضلمه او بين الهدوم فى الدولاب او تحت السرير . مرات باشوفهم فى اى اشكال حواليا لما بأدقق اوى فيها
عمرو ينظر الى فريدة
_ انا كمان زيك باخاف من الجن والعفاريت . وبخاف كمان من الضلمه
زياد يبتسم بسخرية . عمرو ينظر له بضيق ولكنه يكمل
_ بأحس ان الضلمة دى العالم بتاعهم . بتاعهم هما مش احنا . بيتحركوا فيه بحريه وبيبقوا أقوى وبيعملوا كل اللى هما عايزينه . بيبقوا هم اللى مسيطرين واحنا الاضعف
تتلاشى ابتسامة زياد وينظر الى عمرو باهتمام وعمرو يكمل كلامه وهو يرتعش قليلا
_ كأن العالم اللى احنا عايشين فيه ده عالمين مش عالم واحد . عالمنا وعالمهم . وبيبقوا نفس العالم اول ما النور يطفى
الجميع ينظرون الى بعضهم بخوف .. روح تنظر امامها ووجهها جامد دون اى تعبير عليه .. حاتم ينظر الى روح
_ وانتى يا روح بتخافى من ايه ؟
تنتبه له ..تنظر بعيدا عنهم
_ انا باخاف من الموت
تعود لتنظر الى وجوههم بوجه جامد وهى تتأمل نظراتهم لها
_الموت هو الحاجة الوحيدة اللى مفيهاش فرصة تانية . اى حاجة بتحصل معانا ممكن يبقى عندك فرصة تغيرها . تصلحها . تعملها من الأول تانى . الا الموت مرة واحدة بس .اللى شافوا جن وعفاريت كان عندهم فرصة يحكوا عن اللى شافوه . واللى عاش اى تجربة فى حياته يقدر يحكيها . لكن محدش رجع تانى بعد ما مات عشان يقول ايه اللى بيحصل بعد ما الواحد يموت ..منعرفش لما الروح بتسيب جسم اللى مات ده بتروح فين . ولا بتشوف ايه . بيبقى عارف انه مات ولا لا ؟..بيبقى حاسس بينا واحنا بنتحرك حواليه ولا مبيبقاش حاسس ؟. فى حاجات كتير اوى منعرفهاش عن الموت ودى اكتر حاجة مرعبة فيه
تنظر الى فريدة
_ ليه فى ناس بتموت وبتتقطع كل علاقتها بالدنيا وناس تانيه بيظهر الشبح بتاعهم ؟. وايه هى الاشباح دى ؟ . فاكره يا فريدة لما كنتى بتقوليلى ان الشبح ده هو القرين ؟
فريدة تهز رأسها بالايجاب وروح تكمل كلامها والجميع منصت لها
_ سواء ده كان القرين او الروح . بس ايه اللى بيخلى الناس دى متعلقة بالدنيا اوى كده ومش عايزين يسيبوها حتى بعد الموت ؟
الجميع يظل صامتا للحظات .. زياد يبتسم وهو ينظر الى وجوههم
_ ده انتوا طلع جواكم حاجات ترعب اكتر من السحر والتعاويذ
ينظر لهم وهو مازال مبتسما ولكن لا احد يشاركه دعابته تلك .. الجميع مازال متوترا .. سلمى تنهض وهى تنظر الى روح ويبدو على وجهها ان بطنها تؤلمها
_روح . هو الحمام منين ؟
تنهض روح
_ هاجى معاكى
روح وسلمى يبتعدان عن المجموعة والجميع يجلس صامتا .. حاتم يميل على زياد هامسا
_قولى . هى صدفة انك جايب اللاب معاك ؟
_ هى صدفة . انت حاسبها حاجة تانية ؟
_ لا مش حاسبها
حاتم يعتدل مرة اخرى وهو ينظر الى زياد بتشكك
روح تقف امام الحمام فى انتظار سلمى التى بالداخل .. هاتف روح يرن .. روح تخرج هاتفها وتنظر له .. على شاشه الموبايل اسم جيهان .. روح ترتبك وتمسك رأسها وهى تفكر ماذا تفعل ثم ترد على الهاتف رغم ارتباكها بحدة
_ الووو. ايوه …. ايوه انا عارفة انتى مين رقمك متسجل عندى ….
ترد بحدة اكبر
_ هو اشتكالك ؟…. انا مش فاهمه انتى ايه اللى يدخلك فى علاقتى بـــ بابا بالشكل ده …..لا ملكيش الحق ومش عايزه اسمع منك حاجة تانى ومتتكلميش تانى معايا فى اى موضوع بينى وبين بابا
روح تغلق الهاتف وتمسك رأسها وهى تغمض عينيها من الألم
داخل الحمام سلمى تقف وهى تقترب من الباب ويبدو انها كانت تسمع ما يدور فى مكالمة روح
روح تمسك رأسها بيديها وهى تحرك رأسها من الالم ويبدو ان الدنيا تدور بها .. سلمى تخرج من الحمام وتسندها وروح مازالت غير متزنة ..
الجميع يجلسون وزياد مازال يفتح اللاب توب امامه .. سلمى وروح التى تحاول ان تبدو متماسكة وعادية يقتربان من الجميع ويجلسان .. فريدة تلاحظ ما عليه روح فتميل عليها هامسه
_ مالك فى ايه ؟
_ هاقولك بعدين
سلمى تميل على حاتم هامسه
_ مرات باباها كانت بتكلمها
حاتم ينظر الى روح بتعاطف وروح تلاحظ نظراته فتهرب بعينيها منه وتنظر تجاه زياد الذى يمد يده ليغلق اللاب توب
_طب يا جماعة نقوم نمشى بقى . مين اللى فى طريقى اوصله
روح لزياد
_انت هتروح فين ؟. انت مش قولتلى اننا ممكن نحضر روح تيتا
الجميع ينظرون لها باستغراب .. عمرو الذى كان بدأ ينهض يجلس مرة اخرى وحاتم يبدو عليه الضيق .. زياد تلمع عينيه وهو يبتسم بخبث
_ ما انتى مكنتيش موافقه
_ لو هتعرف بجد . انا موافقه
الجميع ينظرون الى روح بقلق .. لم يكن اغلبهم يثق في زياد ويعرفون انه يتكلم اكثر مما يفعل ولكن كان مجرد التفكير فيما يريد فعله يخيفهم ..
في غرفة المكتب .. فريدة تضئ نور الغرفة وتدخل ومن وراءها تدخل سلمى التى تتأمل الغرفة التى تبدو كلاسيكية وبها الكثير من ارفف الكتب المتنوعة .. فريدة تقترب من المكتبة وتبحث عن شئ وسلمى تتحرك فى وسط الغرفة بعيدا عن فريدة وهى تمد يدها تتلمس الكتب وبعض اللوحات الموجودة فى غرفة المكتب وهي تتكلم مع فريدة
_ هو انتى مش خايفة من اللى هيعملوه ده ؟
_ وانتى خايفة ؟
_طبعا خايفة …
تتوقف عن لمس الاشياء من حولها وتبدو اكثر عصبية
_ احنا حتى مش عارفين ايه اللى زياد ناوى يعمله . اهو من اولها اهو بندور على شمع . وبيدور على كتاب تعاويذ وسحر اسود . كل ده ومش عايزانى اخاف ؟
_ طيب قعدتى ليه لما انتى خايفة اوى كده ؟
سلمى تنظر لفريدة بحدة
_انتى عايزه تقولى ايه ؟
تمسك فريدة بصندوق الشمع الذى وجدته وتقترب من سلمى وهى تنظر لها بغضب وتتكلم بلهجة حادة
_ عايزه اقولك خفى شويه . انتى عارفة ان حاتم وروح كانوا بيحبوا بعض
_ لا انتى دماغك راحت فين ؟. انا حاتم مش فى دماغى اصلا . الحكاية كلها صحوبية على خفيف .. واحد خارج من تجربة فاشلة وبيحكى . مش اكتر من كده . متكبريهاش انتى جوه دماغك وتعملى منها بقى قصص وحكايات عشان تعملى نفسك حبيبتها وقلبك عليها
فريدة ترد بغضب
_ انتى عارفة ان روح صاحبتى
تبتسم سلمى بسخرية
_ بتحبي روح انتى اوى . يا بختها بيكى
فريدة تقف صامتة وقد شعرت بسخرية سلمى التي تكمل بنفس النبرة الساخرة
_ يلا عشان اتأخرنا عليهم . بدل ما حد منهم يسأل احنا اتأخرنا ليه ولا كنا بنتكلم فى ايه .اصل انا مش فتانه . بس مبعرفش اكدب ولما حد بيسألنى بأقول على كل حاجة
سلمى تأخذ صندوق الشمع من يد فريدة وتتجه خارج غرفة المكتب .. فريدة يبدو عليها الارتباك من كلام سلمى
زياد يجلس امام اللاب توب والجميع يلتف حوله عدا عمرو الذى يقف مبتعدا قليلا عنهم
يظهر على شاشه اللاب توب بعد الرسوم الغريبة وكلما حرك زياد يديه وكتب بعض الارقام والرموز يختفى شكل ليظهر شكل اخر .. الجميع تتعلق عيونهم بالرموز والاشكال الموجودة على شاشة اللاب توب وعلى اصابع زياد التى تتحرك بسرعة على الكيبورد ويستمر فى ادخال بعض الارقام والرموز .. تستمر الشاشة فى عرض رموز وارقام بشكل متتالي حتى تمتلئ الشاشة بالرموز والارقام ثم تختفى فجأة وتصبح الشاشة سوداء تماما ..ينظر الجميع مترقبين الى الشاشة التى تظل لحظات سوداء .. فجأة تضئ لمبة الكاميرا وتظهر صورتهم على شاشه اللاب توب .. شهقة قوية من سلمى .. الجميع يتراجع الى الوراء بخوف لا ارادى عدا زياد الذى يستمر منتظرا ما سيحدث ..تنطفئ لمبة الكاميرا وتختفى صورتهم وتعود الشاشة سوداء .. سلمى تنظر الى الجميع بخوف
_ هى ازاى الكاميرا فتحت لوحدها كده ؟
لا احد يرد عليها والجميع عيونهم تتعلق بشاشة اللاب توب التى مازالت سوداء .. بشكل مفاجئ يظهر على الشاشة كتاب غلافه احمر اللون وقديم وبه كتابة بلغة تبدو عبرية على غلافه .. يفتح الكتاب وتبدأ صفحاته تتحرك وهى مليئة برسومات باللون الازرق وكل رسم عليه جملة مكتوبة باللغة العربية حتى تتوقف عند صورة لشيطان ضخم وشكله مخيف يقف بجانب قبر وروح احد الموتى تحلق اعلى القبر وبجانب الصورة بعض الكلمات مكتوبة باللغة العربية كالصور السابقة
. حاتم يقترب قليلا من الشاشة وهو يقرأ الكلام بجانب الصورة
_ هذا يكمن فى كل سوء . لا يوجد روح . فراغ ينتشر . يحمل بداخله ظلام مكتمل ..
الجميع يتبادلون نظرات القلق والخوف .. حاتم يتوقف عن القراءة وينظر لهم بحيرة ثم ينظر الى زياد ويسأله بقلق
_ هو اللى انا بأقوله ده كده تعويذة ؟
_ لا هى الحكاية مش كده . المفروض نعمل كل الخطوات اللى فى الكتاب الاول
حاتم ينظر الى الجميع مرة اخرى
_انتوا ناويين تكملوا ؟
يبدو التردد على وجوه الجميع ولكن لا احد يرد .. ينظر حاتم الى روح ويسألها بجديه
_ الموضوع بتاعك انتى يا روح . ناويه انك تكملى ؟
تبدو مترددة ولكنها تتماسك
_ اه هاكمل
ينظر لها بضيق وبلهجة جادة
_ تمام . طالما هتكملى يبقى هنكمل معاكى
ينظر الى زياد
_ايه الخطوة اللى بعد كده ؟
زياد يحرك اصابعه على الكيبورد وهو يحرك صفحات الكتاب وحاتم ينظر مرة اخرى الى روح نظرة عتاب على موقفها وروح تهرب بعينيها منه .. الجميع ينظرون الى صفحات الكتاب المليئة بالتعاويذ والاشكال الغريبة ويبدو عليهم الخوف والتوتر .. سلمى تنهض وهى تهتف فيهم بعصبية
_ انا مش فاهمه انتوا بجد ناويين تكملوا الهبل ده ؟. هو احنا عارفين اللى بيعمله زياد ده هيرسى على ايه .
الجميع صامت وسلمى تنظر الى وجوههم ثم تهتف بشكل اكتر حدة
_ ما انتوا شوفتوا اهو فجأة الكاميرا اشتغلت من غير ما حد يشغلها . مش يمكن يكون فى حد بيراقبنا وشايفنا وشايف احنا بنعمل ايه دلوقت . انتوا مجانين
حاتم يهتف فيها بعصبية ..
_ اقعدى يا سلمى
تهتف فيه بعصبية
_ اقعد ايه . وبعدين هو فى ايه هو مش انت كنت مش موافق على اللى قاله زياد ده . مش انت قولتلى كده ؟
قد يعجبك ايضا
متابعة القراءة