قدر ولطف

المحتويات
منذ أن توفي زوجها وهي العمود الفقري للعائلة بأكملها . استلمت سيف و درع المحارب لتدافع عن ابنائها وتحميهم كل ما يشغل بالها ان تلبي طلباتهم المتزايدة كل يوم عن الاخر . اعتبروها وجهان لعملة واحدة أب وأم في نفس الوقت منذ ان كانو صغار . لا يتعدي كبيرهم العاشرة من عمره . لديها ثلاثة أبناء ” اياد … أيان .. سيلا ”
بعد أن توفي زوجها هيثم عبداللطيف الذي يعمل محاسب في إحدى الشركات . كان مشهود له بحسن الخلق والسمعة الطيبة وهذا ما تركهم كإرث لأولاده الثلاثة . حلمه الوحيد الذي دائما ما يدعو به أن يرزقه الله بفتاة . كان يقول دائما( البنت احن من الصبيان ) الغريب انه بمجرد أن اخبرته زوجته بان الدكتورة التي تتابع معها مدة شهور الحمل بأن المولود الجديد فتاة . ظل يرقص ويهلل من السعادة و يقفز هنا وهنالك . حتى وضع يده على صدره لم يستطيع التنفس . طلب منها ان تساعده للوصول الي سريره حتي يستريح . طلب ان تجلس بجواره يبدو انه يريد ان يخبرها بشئ ما . لكن القدر لم يسعفه كل ما قاله . ( سلطان هيظهرلك .. متخافيش منه )
حتى لفظ آخر انفاسه و لقي وجه كريم قبل أن يرى وجه ابنته التي تمناها أعوام …
رغم جمالها الفاتن وملامحها الرقيقة إلا ان عائلة والدها دائما ما يقولون ( انتي غراب شوم . جيتي من هنا وابوكي مات من هنا) مما ترك أثر في نفسيتها وزاد الكرة بداخلها تجاه عائلة ابيها .خصوصا اخت والدها ( كريمة)
تحملت وفاء المسؤوليه وكان لها حظ من اسمها . كل مايشغل بالها
هي ان تربي ابناءها وتعلمهم كما تمني زوجها كانت وفيه لما اتفقو عليه سويا …
كلما اختلت بنفسها تذكرت زوجها . وتذكرت كلماته الأخيرة ظلت تتساءل من هو سلطان؟ .. وليه هخاف منه؟
هي لاتعرف احد بهذا الاسم ولايوجد ضمن اصدقائه او افراد عائلته …
في احدى الايام كانت وفاء جالسه في غرفتها حزينة من حجم المسؤولية التي وقعت على عاتقها … حيث وضعت راسها بين ركبتيها تبكي ثم احتضنت وسادتها وضعتها على فمها وظلت تصرخ حتى لايسمعها احد بالخارج من كثرة الضغوطات والحمل الزائد على اكتافها …
شعرت بيد تربت على كتفها رفعت راسها حتى ترى من دخل عليها الغرفه وهي لم تشعر به . انتفضت من ثباتها حتى أغمي عليها …
حينها كانت ابنتها ” سيلا” تحضر الغداء وبعد ان انتهت تحركت الى غرفته والدتها تطرق الباب لكنها لم تجيب ..
طرقت الباب للمرة الثانية . لم تجب ثم فتحت الباب وجدتها ملقاه على الارض .ظلت تصرخ إلى أن حضر اشقائها حاولوا افاقتها . بعد لحظات فتحت عينيها يبدو على وجهها الخوف وعيونها تجوب الغرفة بحثا عن شى ما ..
سيلا: ماما مالك ياحبيبتي
( تبكي بشدة )
وفاء : انا شوفت حاجه غريبه . هو انا حصلى ايه؟
( الأولاد ينظرون إلى بعضهم البعض )
اياد: وقعتي ازاي ياماما . حصل ايه
وفاء: مش عارفه .. متخافوش عليا هبقى كويسه
سيلا : انا جهزت الاكل ودخلت لك . لقيتك مرميه ع الارض حصلك ايه ؟
وفاء: طيب . يلا اتغدو وانا هنام شويه
أيان : ياماما اجيبلك دكتور
وفاء : سيبوني أنام شويه . يلا .
تحرك الأولاد للخارج بعد أن استلقت الأم على سريرها ثم القت ابنتها الغطاء عليها … لكن وفاء لم يغمض لها جفن تفكر فيما حدث وهل ما رأته حقيقي ؟. الي ان وجدت نفس الشخص أمامها ولكن هذه المرة لم يحدث لها شى ربما هول الخضه في المرة الاولى هو من افقدها توازنها وأغمي عليها ..
تحدث اليها . ( انا خادمك . كل مره بسمع عياطك ومبقدرش اتحرك اساعدك .بس المرادي كنت بتبكي بشدة خلتني احضر واحاول اساعدك
( تنظر اليه في اندهاش وتوتر يصاحبه الخوف)
وفاء: انت ايه ؟ ولا انت مين ؟
_ انا خادمك زي مكنت خادم جوزك
وفاء: جوزي ازاي ؟ جوزي توفي من ١٧ سنة
_ عارف .. وعارف السبب . اول معرف انك هتخلفي بنت . توفي . وانا حذرته
وفاء: حذرته . حذرته من ايه
_ هحكيلك .. بس كل حاجه في وقتها .
قبل ان يكمل حديثه اختفي فجاة بعدها فتح باب الغرفه
” ايان ” ابنها جاء ليطمئن عليها .
وجدها جالسة
_ ماما انتي كويسه . حسيت اني سمعت صوتك وانا بره
( تتحدث بتوتر . )
_ لا . لا ياحبيبي انا كويسه . هنام شويه وهبقي كويسه
ايان : ماشي ياحبيبتي . لو احتجتي حاجه قولى .. يا أني منك
( تبتسم إليه )
وفاء : انت لسه فاكر
ايان : ما انا معرفش ايه الاسم الغريب ده .
( خرج بعد أن احتضنها وقبلها )
جلست وفاء في حيرة من امرها ماذا يحدث . وهل ما رأته حقيقه . رأسها تكاد تنفجر من الألم . جلست ماسكه راسها . وهي تردد القرآن . وجدته واقفا أمامها . استمرت في قراءة القرآن واغمضت عينيها ..
ظل يضحك ثم أخبرها …
_ افتحي عينك متخافيش
وفاء: انت مين وازاي في اوضتي هو انت ….. ؟
_ ايوة انا …. ؟
(تحركت من مكانها بخوف )
انت تحكيلى كل حاجه انت مين وايه اللي بينك وبين جوزي
_ هحكيلك كل حاجه . انا اعرف جوزك من اول اسبوع جواز ليكم .. لما كنتم في جمصه شهر العسل . لما سابك ونزل يشتري سمك وجمبري
قد يعجبك ايضا
متابعة القراءة