كيلو كباب

المحتويات
_ ياااامه يامه .. يامه هاموت م الجوع مش كده
كان سيد الذى خرج الى من شقته التى يسكن بها مع عائلته فوق سطح أحد المنازل مرتديا بنطلون بيجاما قديم وفانله داخلية كانت بيضاء فى يوم ما .. كان سيد رجل فى نهاية الثلاثينات من عمره .. اقترب سيد من كلب أسود متوسط الحجم مربوط بقطعة قماش سميكة الى عمود حديدي مثبت بمنتصف السطح .. سحب سيد نفسا قويا من سيجارته المتدلية من فمه والتى قاربت على انتهاءها ثم هتف مرة أخرى وهو ينظر تجاه الشقة
_ ياااااااااامه
أتاه صوت صفية أمه من داخل الشقة
_ يا ابنى الاكل بيستوى هو انا اقوى م النار
يشيح بيده بضيق
_ يعنى بتسوى الخروف .. الهياكل اللى بتعمليهالنا دى يامه الناس بتأكلها للكلاب
تخرج صفية من الشقة وهى تمسك صينيه بها بواقى قشر البصل تفرغها فى جردل صغير وهى تكمل كلامها مع سيد الذى يجلس بجانب الكلب يفك القماش عن رقبته
_متتبطرش ع النعمه لا تزول من وشنا
ساخرا
_ اكتر من كده
تنظر له بغيظ
_ مش انت اللى سيبت الشغل ؟
_ وهو انا كنت مدير امن القاهرة .. ما هو على يدك من صبى قهوه .. لعامل فى سايبر .. لتباع .. لبياع فى محل فول وطعمية لما الواحد جاب زيت
زفرت بضيق واتجهت لداخل الشقة بعصبية .. لاحقها سيد متسائلا
_ امه .. جبتيلى سجاير ؟
_عندك فوق التلفزيون
أكملت طريقها الى الداخل ووقف سيد يداعب الكلب مبتسما
_ ابسط يا عم هتاكل عضم فراخ .. ده لو العيال سابتهولك
دخلت حنان زوجة سيد من باب المنزل كانت ترتدى عباية ملونة واسعة وطرحة وتبدو زائدة فى الوزن بعض الشئ وتتحرك بصعوبة .. صعدت درجات السلم حتى قابلتها
وفاء جارتها .. توقف الاثنان يقبلان بعضهما .. كانت قبلاتهما روتينية يتخللها نظرات الضيق من كلاهما كلما ابتعد وجهيهما عن بعض وتعود الابتسامة لتملئ وجهيهما سريعا كلما نظرا الى بعضهما .. نظرت وفاء لحنان
_ ازيك يا حنان .. مش باينه ليه ؟
_ زى ما انتى شايفه .. لسه جايه م الشغل
_ الله يكون فى عونك .. ما هى الست اللى تتجوز راجل ميستتهاش بتتبهدل
_ عندك حق .. الرجاله بقوا زى قلتهم ..اديكى اهو عماله تبدلى من راجل لراجل ومحدش نافع
كان من الواضح ان جملة حنان كانت هى الأقوى فى تلك الحرب النسائية .. نظرت لها وفاء وهى تهتف بغضب
_ نععععععم .. ايه ياختى من راجل لراجل دى ؟ .. هو انتى شايفانى بامشى معاهم فى الحرام ؟ .. ما كله على سنه الله ورسوله ورسمى
_ يقطعنى .. مكنتش اعرف يا حبيبتى ان كلمتى هتوجعك كده .. انا قلبى عليكى والناس لسانتها وحشة .. دول بيتريقوا ومسمينك وفاء تنجيد .. عشان كل شوية تنجدى لما تتجوزى راجل جديد
ابتسمت وفاء بغيظ
_ خلى اللى يتريق يتريق يا حبيبتى ..كلها عارفه بعضيها .. ومعروف اللى قرشها مستتها ومين اللى بتكمل عشاها نوم م الجوع .. فوتك بعافيه يا حبيبتى وابقى تعالى يوم الفرح وهاتى العيال .. اهو يبروا نفسهم شويه
_ ده من يومها الصبح هاكون عندك .. وهاذوقك بنفسى .. على الله المره دى تعجبى العريس وتعمرى معاه
كان يبدو ان الحرب الكلامية قد حسمت تماما لصالح حنان .. تركتها وفاء بغيظ وخرجت ووقفت حنان تتابعها وهى تبتسم ابتسامة انتصار ثم اكملت طريقها الى أعلى
وقف سيد الى جوار التلفزيون الذى كان يعرض اغنيه شعبية وهو يفتح علبة سجائره الرخيصه ويخرج منها سيجارة يشعلها وينفث اول دخانها باستمتاع .. دخلت حنان من باب الشقة واقتربت من سيد الذى نظر لها باستغراب متسائلا
_ ايه يا حنان .. اتاخرتى كده ليه ؟
_ هأقولك .. هى امك فين ؟؟
_ فى اوضتها .. ليه ؟؟
أمسكت بيده وسحبته بقوة الى الغرفة
_ طب تعالى عاوزاك
دخلت به حنان الى غرفتهما كانت غرفه ضيقه بها سرير ودولاب صغير فقط .. ما ان دخلا حتى أغلقت الباب وراءها ونظرت له مبتسمة وكأن لديها مفاجأة كبيرة سوف تطلعه عليها
_ انتى بتعملى ايه ؟
إتسعت ابتسامتها وهى تخلع عنها العباية التى ترتديها
_ هاوريك حاجه
خلعت حنان عنها العباية فظهر اسفلها عباية اخرى تبدو جديدة .. نظر اليها سيد بدهشة
_ ايه يا بت ده .. سرقتى الحاجات دى منين ؟؟
تحركت حنان بعيدا عنه وهى تخلع عنها باقى الاشياء
_ بس متقولش سرقت .. من محل جنب الشغل لسه فاتح جديد .. سهيت الواد اللى واقف وجبت الحاجات دى ليا وجبت للواد عمر بنطلون وللبت حبيبة بلوزة
ثم ترمى ف وجه سيد كيس اسود صغير يمسكه فى يده باستغراب
_وجبتلك دول عشان اللى عندك نسلو
ينظر لها بقلق
_وافرضى اتمسكتى
_ ما انا ادامك اهو متمسكتش
_ ما يقع الا الشاطر
تبتسم بثقه
_متخافش عليا .. انت عارف وانا صغيرة كانوا العيال فى الشارع مسمينى ايه ؟ كانوا مسمينى حربايه
يبتسم ساخرا
_ ومالك فرحانه كده ليه ؟ اومال لو كانوا مسمينك روبي كنتى عملتى ايه ؟
_ كانوا مسمينى حربايه عشان محدش بيعرف يمسكنى .. كنت اعمل المصيبة وهما اللى يلبسوها
_ طب ربنا يستر وملبسهاش انا فى الاخر
يسمع سيد وحنان صوت هدى شقيقة سيد الاصغر منه وهى تهتف من خارج غرفتهما بقوة
_ يا سيد يا سيد .. انت فين يا سيد
قد يعجبك ايضا
متابعة القراءة