خيوط العنكبوت

خيوط العنكبوت
خيوط العنكبوت
كان طارق الجمال طبيب شاب يعمل فى احدى المستشفيات الكبيرة .. كان طارق طبيب جراحه قلب متميز رغم انه لم يتعدى الثلاثين من عمره ولكنه كان من الاطباء المتميزين والمشهود لهم بالكفاءة .. كان طارق يعيش مع زوجته نهى والتي كانت تستعد لإطلاق اول كتبها ( خيوط العنكبوت ) والتى كانت تكتب فيه منذ 3 سنوات كاملة من قبل ان تتزوج حتى بطارق .. فزواجها بطارق لم يمر عليه سنتين بعد ولكنها كما كان يقول لها طارق دائما ملهمته .. كانت تبتسم لذلك التعبير الذي يطلقه عليها وهي تعلق _ طيب ملهمة دي بيقولوها المؤلفين والشعراء عشان الرومانسية اللي في اعمالهم .. لكن انا بقي ملهمتك ازاي في جراحة القلب _ الالهام مش بس بيكون في القصص والشعر .. انتي بتديني دافع اني انجح واعمل اللي مكنتش هاعرف اعمله لو مكنتش شوفتك وقابلتك _ انا كمان حياتي كلها اتغيرت من بعد ما قابلتك كان طارق سعيد بالفعل في حياته مع نهي فهي كانت تهتم بكل تفاصيله الصغيرة وتقوم بتشجيعه ولا تحاول ان تقلقه بأي تفاصيل اخري ليركز فقط في عمله .. كان يقول عنها لنفسه انها زوجة متكاملة .. جميلة ورقيقة وحنونة .. عوضته عن كل الاشياء التي فقدها في حياته فكانت له بمثابة الام والشقيقة والصديقة قبل ان تكون الزوجة المحبة ..   بعد ان ينتهى طارق  من احد الجراحات الصعبة والتي يعيش بها تجربة مريرة من اجل انقاذ حياة احد الاطفال والذى كان سوف يفقد حياته اثناء اجراء العملية الصعبة والدقيقة التى كان يجريها له طارق ..  يجلس طارق  محاولا الاسترخاء قليلا بعد ان تلاقى التهانى والدعوات من اهل الطفل والعاملين
فى المستشفى على مجهوده .. ولكن يقطع هذا دخول مدير المستشفى عليه الغرفه ليهنئه ويثنى عليه اولا ولكى يخبره انه تم اختياره لحضور مؤتمر عالمى عن جراحات القلب فى مدينه الاقصر لمده اسبوع .. لاحظ مدير المستشفى حالة الارتباك التي اصابت طارق بعد ان اخبره بخبر حضور المؤتمر _ ده انا كنت فاكر انك هتفرح بخبر زي ده _ ما هو انا فعلا فرحت .. هو مش باين عليا ولا ايه ؟ _ لا هو اللي باين عليك انك اتربكت واتخضيت لما قولتلك علي الخبر .. هو انت مش بتحب الاقصر ولا ايه ؟ _ لا بالعكس .. دي الاقصر بالذات عزيزة اوي عليا .. دي بلد مراتي   يعود طارق  الى المنزل وتلاحظ نهى ارتباكه المتزايد على عكس ما تعودت عليه دائما عندما يقوم بانقاذ حياة طفل فيكون اكثر سعادة وحيوية .. _ مالك ؟ حساك متغير النهاردة _ كانت عملية صعبة اوي _ هو انت عندك شك اني بافهمك كويس ؟ _ طب لو فهماني كويس هتعرفي اني ميت من الجوع _ حاضر هاحضرلك العشا واثناء تناولهما للعشاء يخبرها طارق  انه سوف يذهب الى مدينه الاقصر لمده اسبوع لحضور مؤتمر طبى تم ترشيحه له وانه يفكر فى ان يستغل وجوده هناك لاعاده علاقتها مره اخرى بوالدها وعائلتها التى انقطعت عنهم حتى قبل ان تتقابل معه عندما كان يريد والدها ان تتوقف عن الدراسه وتتزوج من ابن عمها الذى كان يريد الزواج منها ولكن نهى رفضت ذلك وقررت الهروب من عائلتها واكملت السنة التى كانت تتبقى لها فى الجامعة والتى فى نهايتها تقابلت مع طارق  وتزوجت منه رغم رفض عائلته فى ذلك الوقت وعندما تكلمت
مع والدها رفض ان يحضر زواجها واخبرها انه يعتبر ان ابنته ماتت .. وبعد ان تتذكر نهى كل ماحدث ينتقل لها الارتباك والتوتر الذى كان لدى طارق  وتحاول اثنائه عن ذلك ولكنه يصر ويخبرها انه اذا رزقهم الله بطفل فمن حقه ان يعرف عائله والدته .. وامام اصرار طارق  توافق نهى على ما يريد ولكنها تطلب منه ان تسافر معه وان تقوم هى بزيارة عائلتها . _ هو انتي مش واثقة فيا ولا ايه ؟ _ الموضوع مش ثقة .. انا عارفة اهلي كويس .. مش هتعرف تتفاهم معاهم ولا تقنعهم بحاجة زي ما انت متخيل _ مش بأقولك مش واثقة فيا _ معلش .. خليني براحتي .. انا وافقتك علي اننا نتواصل معاهم تاني .. وافقني انت كمان اني اسافر معاك وانا اللي اتكلم معاهم مش انت _ موافق .. طالما هو ده اللي هيريحك _ مش هيريحني لوحدي .. هيريحنا احنا الاتنين   وبالفعل فى اليوم المحدد يستقل طارق  ونهى القطار الى الاقصر وعند وصولهما تطلب منه نهى ان يتجولا فى المدينه قليلا قبل ان يصلا الى الفندق وخصوصا بعد ان قام طارق  باستئجار سيارة ليتنقلا بها داخل الاقصر واثناء تجولهما فى المدينة يطلب طارق  من نهى ان يتوقفا قليلا امام المستشفى المنظمة للمؤتمر حتى يدخل ليقابل مدير المستشفى وهو استاذه السابق وبالفعل يتوقف امام المستشفى تاركا نهى فى السيارة … _ معلش عارف انك هتزهقي .. بس ده مشوار ضروري جدا بالنسبة ليا _ عارفة .. متقلقش نفسك .. انا جبت معايا كتاب هتسلي فيه واقراه لحد ما تخلص مقابتلك _ مش بأقولك ملهمتي _ طيب يلا بقي سيب ملهمتك تقرا الكتاب بتاعها وروح انت خلص مشوارك بسرعة .. انا مستنياك   بعد ان ينتهى طارق  من مقابلته لمدير المستشفى يعود الى السيارة مرة اخرى ولكنه عندما يصل اليها يجد السيارة فارغه ولا اثر لنهى .. يقف طارق وهو يتلفت فى كل اتجاه وقد اصابه الارتباك خصوصا بعد ان يقوم بالاتصال بموبايل نهى ويجده بداخل السيارة  ويجد ايضا سلسلة ذهبية كانت ترتديها نهى فى رقبتها وقد سقطت اسفل المقعد التى كانت تجلس عليه .. يجرى طارق كالمجنون فى كل اتجاه لعله يجد زوجته ولكنه لا يجدها وعندها يتأكد طارق ان زوجته قد تم خطفها ..لا يجد طارق امامه الا ان يتجه الى مركز الشرطه ويقابله احد الظباط فى الاستيفا ليتلقى بلاغه واثناء كتابة المحضر ولتعاطف الظابط معه بمجرد ان يلمح معاون المباحث يدخل الى القسم يستوقفه ليخبره بقصه طارق واختفاء زوجته ..   يجلس الرائد عصام الحسينى مع طارق فى مكتب المباحث ليستمع لقصه اختفاء نهى مرة اخرى ولكن طارق يلاحظ عدم اهتمام الرائد عصام وتلقيه البلاغ بشكل اعتيادى وروتينى جدا مما يجعله يثور ولكن الرائد عصام يقابل ثورته بهدوء يثير الغضب بانه تعود على تلقى مثل تلك البلاغات وفى الغالب تكون الزوجات قد ملت من الحياة الزوجية وفرت من الزوج مما يثير اكثر من غضب طارق .. _ يعني انا جاي ابلغ ان مراتي اختفت فحضرتك بتقولي ان وجهة نظرك ان مراتي ست مش كويسة .. سابت جوزها وهربت _ دكتور طارق متاخدش الموضوع بشكل شخصي _ ماخدوش بشكل شخصي ازاي واحنا بنتكلم عن مراتي _ بس انا باتكلم عموما .. في قضايا كتير من قضايا الاختفاء لما بنحقق فيها بنلاقي ان اللي اختفي ده وتم الابلاغ باختفائه كان هربان مش مختفي _ وحضرتك انا مش جاي اناقش قضية الاختفاء في مصر .. انا جاي ابلغ عن مراتي اللي سيبتها في العربية ورجعت لقيتها مش موجودة وبعد ان تهدأ ثوره طارق يطلب منه الرائد عصام ان يخبره بمن يشك فيهم انهم قد اختطفوا زوجته .. ولا يجد طارق مبررا لخطف زوجته سوى ان يكون والدها هو من قام بذلك .. لذلك يقرر اتهامه .. _ وحضرتك عارف عنوان حماك ده ؟ _ معرفش عنوانه .. بس اعرف اسمه .. وهو من الناس المشهورة هنا في الاقصر يعني سهل حضرتك توصله _ متقلقش يا دكتور طارق انا هأعمل كل اللي اقدر عليه   يذهب الرائد عصام ومعه طارق الى منزل الشيخ حمزة المطعنى وهو رجل تجاوز الستين من عمره ببضع سنوات يعيش فى بيت كبير به العديد من الابناء الرجال وزوجاتهم وابناءهم الصغار .. وبعد ان يرحب الشيخ حمزة بهما يستفسر عن سبب مجيئهما اليه ويخبره الرائد عصام ان الدكتور طارق يتهمه بانه اختطف زوجته مما يثير دهشه الشيخ حمزه الذى يرد بانه لا يعرف طارق من قبل ولما يراه فى حياته .. _ يا دكتور انا معرفكش ولا عمري شوفتك قبل كده .. ايه اللي هيخليني اخطف مراتك طالما مفيش بينا سابق معرفة _ لا في _ طب يا ريت تقولي وتفكرني يتجرأ طارق للحديث معه ويخبره انه قد يكون لا يعرفه هو ولكنه من المؤكد لن ينكر انه يعرف زوجته ولكن الشيخ حمزة يؤكد ايضا انه لا يعرف زوجته ولكن طارق يرد عليه ان زوجته هى نهى ابنته الغائبة عنه منذ سنوات وبمجرد ان ينطق طارق اسم نهى تتبدل
تم نسخ الرابط