خيانـة

خيانـة
خيانـة

انزويت بمايسة فى احد اركان البار واخبرتها عن كل تفاصيل قضية الهيكل العظمى وذكر اسمها فى الرواية وكل التفاصيل عن لبنى . كان الامر مفاجئا لها جعلها تبكى لمقتل صديقتها .. تركتها حتى تهدأ ثم نظرت لها بجدية

_ لو عايزة تجيبى حق صاحبتك لازم تساعدينى

كانت مرتبكة ولكنها حاولت ان تتماسك

_ انا تحت امرك

_ عايز اعرف كل حاجة عن اللى حصل للبنى

_ لبنى كانت جايه مصر عشان تشتغل كانت على  خلاف مع ابوها .. كانت صاحبتى من قبل ما تيجى .. اتصلت بيا وقالتلى قولتلها تيجى مصر وتشتغل معايا .. لكن وصلت مصر وبدأت تتعرف بناس كتير .. كان منهم واحد كاتب  .. حبها وكان بيصرف عليها .. جابلها شقة ودهب  ..لكن هى حبت شاب تانى .. وده خلاها تدخل فى خلافات كبيرة مع الكاتب ده .. لحد ما مراته عرفت وابتدت هى كمان تهددها

_ هى لبنى كان اسمها الحقيقى  ايه ؟

_  كان اسمها عايشه

_ وغيرته ليه للبنى ؟

_ هو الكاتب ده اللى اختار اسم لبنى ليها

_ وبعدين ؟

_ ابتدت اخبارها تتقطع عنى واحدة واحدة لحد ما اتقطعت خالص وانا انشغلت وافتكرت انها اتجوزت الشاب اللى كانت بتحبه والموضوع خلص .. عشان كده مسألتش بعد كده

_ طب والكاتب ده اسمه ايه ؟

_ اسمه محمود العوضى

عدت مرة اخرى لنقطة الصفر او قبلها قليلا فالقاتل كان اسمه محمود العوضى وهو اسم الكاتب الذى كتب الرواية وليس له وجود ومايسة لا تعرف ما حدث مع لبنى او عايشه بعد ذلك ولا تعرف ماذا حدث بعد ان هددت زوجة محمود لبنى ولا تعرف اسمها ولا اى شئ عنها ..

فى المساء كنت انام على فراشى وانا

احاول جمع شتات تلك القضية فى رأسى … الهيكل العظمى والرواية ولبنى والكاتب المجهول والسلسلة ذات الحجر الكريم .. كانت هناك تفاصيل كثيرة ولكنها لا تجتمع سويا .. قفزت فجأة فى رأسى صورة امانى زوجة ناصر العمرى .. فهى كاتبة ولا تستطيع الكتابة بأمر من زوجها ولعلها ارادت الكتابة باسم مستعار لرجل وهى تعرف بامر علاقة زوجها بأخرى وقامت بتهديدها وهى من اهدت لزوجها الرواية فى الفترة التى وضعت السلسلة مع الهيكل العظمى .. كانت كل الادلة تشير اليها انها هى القاتلة .. وكانت الرواية نوع من انواع الشعور بالذنب ولذلك اعتبرت لبنى شخصية شريرة تبتز زوجها طوال الوقت وصديقتها مايسة تحرضها على ابتزازه .. كان تحليلا منطقيا ولكن كانت هناك حلقة مفقودة فى تلك الجريمة .. لو كانت امانى هى القاتلة فهى لن تذهب بعد كل تلك الفترة لتضع السلسلة مع جثة منافستها مهما كان احساسها بالذنب .. لابد ان ناصر زوجها من فعل ذلك .. ولكن كيف فعل ذلك وهو من لفت نظرهم الى الرواية .. نقطة الصفر تشير لى مرة اخرى من بعيد لا اود ان اعود اليها مرة اخرى .. من الممكن ان يكون كل التفسير مقنع لو ان ناصر شعر بالخطر عند العثور على الهيكل العظمى فاراد ان تكون الرواية باعثة على البحث عن شخصية كاتب مجهول وعدم الوصول الى زوجته ابدا ..  كان كل ذلك متناسق ولكنه كان يفتقر الى الدليل الملموس .. كان لابد من ايجاد دليل .. لذلك قررت دعوة زوجتى على الغداء ..

ذهبت انا وزوجتى الى المطعم الذى قابلت فيه لؤى من قبل .. كنت قد عرفت منه ان ناصر وزوجته كانا ضيفين دائمين على المطعم .. استغليت الفرصة وقمت بتصوير امانى زوجة ناصر خلسة .. مايسة قالت لى ان لبنى قد جعلتها ترى صورتها من قبل وانها تستطيع التعرف عليها ..

بمجرد ان رأت مايسة صورة امانى اشارت عليها وهى تهتف انها زوجة الكاتب الذى كانت لبنى على علاقة به .. لقد اقتربت كثيرا من حل القضية .. كان لدى شاهدة الان على علاقة امانى بلبنى واستطيع من خلال ذلك التحقيق واثبات الجريمة ..

فى اليوم التالى استصدرت اذن من النيابة بالقبض على امانى ..  وبالفعل تم القاء القبض علي اماني التى فى وقت التحقيق التزمت الصمت تماما .. حاول ناصر ان يثنيها عن ذلك كان يشعر بالذنب انه كان احد اهم الاسباب للقبض عليها .. هو الذى احب لبنى وهو الذى دفعها للقتل وهو الذى ارشد عنها فى النهاية ..

كانت الامور كلها تسير بشكل طبيعى حتى اتتني مكالمة من لؤى صديقى يطلب مقابلتى .. كان كما قال لى يريد مقابلتى لأمر هام .. ذهبت لمقابلته وانا لا افهم ما سبب اصراره على مقابلتى ولكنه جلس ليشرح لى فكرته عن الجريمة بعد ان قرأ الرواية مرة اخرى .. كانت نظريته تتبنى فكرة ان ناصر العمرى هو القاتل وليست زوجته امانى  .. نظرت له باستغراب

_ قصدك ان اللى قتل هو ناصر العمرى ؟؟

ابتسم بثقة

_ طبعا .. انا سهرت طول الليل اقرا الرواية مرة تانية .. ولفت نظرى ان المؤلف وضح اوى احساسه فى علاقة الحب اللى بينه وبين لبنى .. وده صعب جدا انه يتكتب  من امانى

_ بس فى كتير من المؤلفين بيكتبوا باحساس الست او واحدة تألف باحساس راجل  .. افتكر ان ده بيحصل كتير ولا ايه

_ ايوه بيحصل طبعا .. لكن مش معقولة ان مدام امانى هى اللى تكتب احساس جوزها باللى بيحبها بالشكل ده .. افتكر ان ده شئ صعب جدا

قكرت فيما قاله كان اقرب الى المنطق ولكنه كان استنتاج ليس اكثر اذا استبعدنا منه عدم تقبل لؤى لناصر العمرى عموما .. ولكن حتى مع منطقية ما يقوله فهو يفتقر الى الادلة خصوصا وان صمت امانى المستمر يفسر على قبولها باتهامها بالقتل فهى لم تتكلم كلمة واحدة تدافع بها عن نفسها .. كان الشئ الوحيد الذى يجعلنى اميل الى تفسير لؤى للأمر اننى رغم ان فكرة ان امانى هى القاتلة كانت فكرتى التى استطعت فى النهاية اثباتها ولكنى اثناء التحقيق معها شعرت انها ليست هى القاتلة ولكن صمتها على كل الاسئلة جعلنى استمر فى توجيه الاتهام لها ..

لم يمر وقتا طويلا حتى وجدت ناصر العمرى يأتى الى مكتبى ويطلب لقائى وبمجرد  ان تواجد امامى طلب الاعتراف بجريمته

عندما قابلت لؤى مرة اخرى كان سعيدا ان احساسه كان صادقا .. جلس متباهيا امامى وهو يبتسم

_ انا قولتلك م الاول ان هو القاتل

_ هو فعلا جه مكتبى واعترف بكل تفاصيل الجريمة

_ بس ليه معترفش من اول ما تم اتهام مراته

_  لانه مكانش يعرف

نظر لى لؤى بدهشة

_ مكانش يعرف انه هو اللى قتل .. ازاى ؟

_ ناصر العمرى اتقابل مع لبنى اللى كان حلمها انها تبقى ممثلة .. لكن  هو حبها جدا وبدء يرتبط بيها بدرجة كبيرة ..  لدرجة انه جابلها شقة وابتدى يصرف عليها.. لكن لبنى  كانت بتحب واحد تانى .. ناصر راحلها واتخانق معاها خناقة كبيرة ..وابتدت ثورته تزيد بشكل كبير نتيجة استفزازها ليه ..  لغاية ما انتهت الخناقة مابينهم بانه قتلها .. وبعد ما ناصر العمرى قتل لبنى ودفنها .. بدء يخرج كل اللى جواه فى الكتابة .. وكتب الرواية تحت اسم مستعار .. وطبعها ونشرها .. وركز جواه انه ينسى الموضوع لغاية ما نسيه فعلا .. لدرجة ان مراته لما جبتله الرواية اللى قرتها وعجبتها افتكر انها رواية حد تانى .. لكن مراته كانت عارفة ان هو اللى كتب

الرواية لانها كانت بتقرا المسودات اللى كان بيكتبها من غير ماهو يعرف .. لكن مكانتش متأكدة ان هو اللى  قتل .. لكن كان عندها شك وفضل ناصر ناسى الموضوع لغاية ما مراته اتقبض عليها وواجهته بالحقيقة لما جه عشان يزورها ويطلب منها انها تتكلم رغم انها كانت ساكته عشان تحميه

نظر الى لؤى مستفسرا

_ يعنى هو كان فاقد الذاكرة ولا ايه ؟

_ لا .. علم النفس بيقول ان الانسان ممكن لو حاول ينسى حاجة فعلا وبجد من جواه هينساها .. وده اللى حصل فى حالة ناصرالعمرى

_ طب والسلسلة مين اللى دفنها ؟

_ دى بقى اللى دفنتها مراته لانها لقيتها ضمن الحاجات اللى كان محتفظ بيها وخافت انه يفتكر او ان الجريمة تتكشف وهو يتورط

_الحكاية دى لو انا كتبتها فى فيلم ممكن الناس متصدقهاش

ابتسمت بهدوء له

_ اكتبها .. وسيب الناس بقى تصدقها او متصدقهاش

عدت الى مكتبى .. الان فقط استطيع ان اؤشر على القضية التى اغلقت بالنسبة لى وستنتقل للنيابة والمحكمة لأخذ الاجراءات الخاصة بالمحاكمة .. كان امرا مرهقا بشدة التحقيق فى قضية قتل تمت منذ 3 سنوات كاملة ولا ادلة فيها الا هيكلا عظميا وسلسلة فضية .. لكن الرواية التى كتبها القاتل هى من قادت الى الامساك به والغريب فى الامر ان القاتل هو من قدم لنا الخيط الذى تحركنا من خلاله للامساك به .. قضايا القتل متنوعة وبها تفاصيل كثيرة .. فالقاتل الذى يقرر فى لحظة ازهاق روح الضحية فى لحظة واحدة يتحول من شخص يريد القتل الى قاتل .. شئ سئ للغاية ان تقرر بنفسك مصير انسان وتتخذ القرار بإنهاء حياته للأبد .. نظرت فى الملف امامى لاشاهد للمرة الاخيرة صور الهيكل العظمى للبنى او عايشه .. كانت منذ 3 سنوات فقط تتنفس الحياة ولكنها الان لم يتبقى منها الا هيكل عظمى فقط نتيجة طموح غير محسوب وحب من طرف شخص وضع كل حياته وماضيه وعائلته فى مقابل جريمة قام بارتكابها فانهت كل ما حققه من نجاح فى حياته .. كنت انظر الى صور الهيكل العظمى وكأنى اودعه فانا لن اراه مرة اخرى بعد ان كان قضيتى لمدة ليست بالقصيرة ..

عدت الى المنزل .. كان هناك شئ غريب فى هذا اليوم .. ابنى الوحيد تناول عشائه بالامر من والدته ودخل فراشه مبكرا عن موعده المعتاد .. شعرت ان هناك كمين زوجى تم اعداده بنجاح من جانب زوجتى .. لقد اعدت عشاءا فاخر لى .. هل هذا مكافأة لى على حل القضية ؟.. لا اعتقد فهى لا تعرف لبنى ولا هيكلها العظمي حتى تكافئنى على حل قضيتها .. مقابلة زوجتى الودودة بشدة كانت ملفتة للنظر ايضا بالنسبة لى … جلسنا لتناول العشاء وانا انظر لها منتظرا ما ستطلبه منى .. فانا لما اتعود على كل هذا البذخ فى المشاعر دون مقابل ..لم تجعلنى زوجتى الحبيبة انتظر طويلا حتى بدأ سيل الاسئلة الخاصة بالقضية .. كيف اكتشفت القاتل ؟ ما هو سبب القتل ؟ كيف قتلها ونسى انه قتلها ؟ هل هناك تفسير علمى لظاهرة النسيان العمدى ؟ هل استطاعت زوجته ان تسامحه على خيانته لها وتتستر على جريمته ؟ كان يتبقى فقط ان تسألنى هل لديك اقوال اخرى .. انتهت الاسئلة وتحركت زوجتى نحو هاتفها لتقوم بدورها كمراسلة بوليسية لصديقاتها .. ودخلت انا الى غرفتى لاستريح .. كانت قضية مرهقة وانا احتاج حقا للراحة …

النهاية

 

 

 

انزويت بمايسة فى احد اركان البار واخبرتها عن كل تفاصيل قضية الهيكل العظمى وذكر اسمها فى الرواية وكل التفاصيل عن لبنى . كان الامر مفاجئا لها جعلها تبكى لمقتل صديقتها .. تركتها حتى تهدأ ثم نظرت لها بجدية _ لو عايزة تجيبى حق صاحبتك لازم تساعدينى كانت مرتبكة ولكنها حاولت ان تتماسك _ انا تحت امرك _ عايز اعرف كل حاجة عن اللى حصل للبنى _ لبنى كانت جايه مصر عشان تشتغل كانت على  خلاف مع ابوها .. كانت صاحبتى من قبل ما تيجى .. اتصلت بيا وقالتلى قولتلها تيجى مصر وتشتغل معايا .. لكن وصلت مصر وبدأت تتعرف بناس كتير .. كان منهم واحد كاتب  .. حبها وكان بيصرف عليها .. جابلها شقة ودهب  ..لكن هى حبت شاب تانى .. وده خلاها تدخل فى خلافات كبيرة مع الكاتب ده .. لحد ما مراته عرفت وابتدت هى كمان تهددها _ هى لبنى كان اسمها الحقيقى  ايه ؟ _  كان اسمها عايشه _ وغيرته ليه للبنى ؟ _ هو الكاتب ده اللى اختار اسم لبنى ليها _ وبعدين ؟ _ ابتدت اخبارها تتقطع عنى واحدة واحدة لحد ما اتقطعت خالص وانا انشغلت وافتكرت انها اتجوزت الشاب اللى كانت بتحبه والموضوع خلص .. عشان كده مسألتش بعد كده _ طب والكاتب ده اسمه ايه ؟ _ اسمه محمود العوضى عدت مرة اخرى لنقطة الصفر او قبلها قليلا فالقاتل كان اسمه محمود العوضى وهو اسم الكاتب الذى كتب الرواية وليس له وجود ومايسة لا تعرف ما حدث مع لبنى او عايشه بعد ذلك ولا تعرف ماذا حدث بعد ان هددت زوجة محمود لبنى ولا تعرف اسمها ولا اى شئ عنها .. فى المساء كنت انام على فراشى وانا
احاول جمع شتات تلك القضية فى رأسى … الهيكل العظمى والرواية ولبنى والكاتب المجهول والسلسلة ذات الحجر الكريم .. كانت هناك تفاصيل كثيرة ولكنها لا تجتمع سويا .. قفزت فجأة فى رأسى صورة امانى زوجة ناصر العمرى .. فهى كاتبة ولا تستطيع الكتابة بأمر من زوجها ولعلها ارادت الكتابة باسم مستعار لرجل وهى تعرف بامر علاقة زوجها بأخرى وقامت بتهديدها وهى من اهدت لزوجها الرواية فى الفترة التى وضعت السلسلة مع الهيكل العظمى .. كانت كل الادلة تشير اليها انها هى القاتلة .. وكانت الرواية نوع من انواع الشعور بالذنب ولذلك اعتبرت لبنى شخصية شريرة تبتز زوجها طوال الوقت وصديقتها مايسة تحرضها على ابتزازه .. كان تحليلا منطقيا ولكن كانت هناك حلقة مفقودة فى تلك الجريمة .. لو كانت امانى هى القاتلة فهى لن تذهب بعد كل تلك الفترة لتضع السلسلة مع جثة منافستها مهما كان احساسها بالذنب .. لابد ان ناصر زوجها من فعل ذلك .. ولكن كيف فعل ذلك وهو من لفت نظرهم الى الرواية .. نقطة الصفر تشير لى مرة اخرى من بعيد لا اود ان اعود اليها مرة اخرى .. من الممكن ان يكون كل التفسير مقنع لو ان ناصر شعر بالخطر عند العثور على الهيكل العظمى فاراد ان تكون الرواية باعثة على البحث عن شخصية كاتب مجهول وعدم الوصول الى زوجته ابدا ..  كان كل ذلك متناسق ولكنه كان يفتقر الى الدليل الملموس .. كان لابد من ايجاد دليل .. لذلك قررت دعوة زوجتى على الغداء .. ذهبت انا وزوجتى الى المطعم الذى قابلت فيه لؤى من قبل .. كنت قد عرفت منه ان ناصر وزوجته
كانا ضيفين دائمين على المطعم .. استغليت الفرصة وقمت بتصوير امانى زوجة ناصر خلسة .. مايسة قالت لى ان لبنى قد جعلتها ترى صورتها من قبل وانها تستطيع التعرف عليها .. بمجرد ان رأت مايسة صورة امانى اشارت عليها وهى تهتف انها زوجة الكاتب الذى كانت لبنى على علاقة به .. لقد اقتربت كثيرا من حل القضية .. كان لدى شاهدة الان على علاقة امانى بلبنى واستطيع من خلال ذلك التحقيق واثبات الجريمة .. فى اليوم التالى استصدرت اذن من النيابة بالقبض على امانى ..  وبالفعل تم القاء القبض علي اماني التى فى وقت التحقيق التزمت الصمت تماما .. حاول ناصر ان يثنيها عن ذلك كان يشعر بالذنب انه كان احد اهم الاسباب للقبض عليها .. هو الذى احب لبنى وهو الذى دفعها للقتل وهو الذى ارشد عنها فى النهاية .. كانت الامور كلها تسير بشكل طبيعى حتى اتتني مكالمة من لؤى صديقى يطلب مقابلتى .. كان كما قال لى يريد مقابلتى لأمر هام .. ذهبت لمقابلته وانا لا افهم ما سبب اصراره على مقابلتى ولكنه جلس ليشرح لى فكرته عن الجريمة بعد ان قرأ الرواية مرة اخرى .. كانت نظريته تتبنى فكرة ان ناصر العمرى هو القاتل وليست زوجته امانى  .. نظرت له باستغراب _ قصدك ان اللى قتل هو ناصر العمرى ؟؟ ابتسم بثقة _ طبعا .. انا سهرت طول الليل اقرا الرواية مرة تانية .. ولفت نظرى ان المؤلف وضح اوى احساسه فى علاقة الحب اللى بينه وبين لبنى .. وده صعب جدا انه يتكتب  من امانى _ بس فى كتير من المؤلفين بيكتبوا باحساس الست او واحدة تألف باحساس راجل  .. افتكر ان ده بيحصل كتير ولا ايه _ ايوه بيحصل طبعا .. لكن مش معقولة ان مدام امانى هى اللى تكتب احساس جوزها باللى بيحبها بالشكل ده .. افتكر ان ده شئ صعب جدا قكرت فيما قاله كان اقرب الى المنطق ولكنه كان استنتاج ليس اكثر اذا استبعدنا منه عدم تقبل لؤى لناصر العمرى عموما .. ولكن حتى مع منطقية ما يقوله فهو يفتقر الى الادلة خصوصا وان صمت امانى المستمر يفسر على قبولها باتهامها بالقتل فهى لم تتكلم كلمة واحدة تدافع بها عن نفسها .. كان الشئ الوحيد الذى يجعلنى اميل الى تفسير لؤى للأمر اننى رغم ان فكرة ان امانى هى القاتلة كانت فكرتى التى استطعت فى النهاية اثباتها ولكنى اثناء التحقيق معها شعرت انها ليست هى القاتلة ولكن صمتها على كل الاسئلة جعلنى استمر فى توجيه الاتهام لها .. لم يمر وقتا طويلا حتى وجدت ناصر العمرى يأتى الى مكتبى ويطلب لقائى وبمجرد  ان تواجد امامى طلب الاعتراف بجريمته عندما قابلت لؤى مرة اخرى كان سعيدا ان احساسه كان صادقا .. جلس متباهيا امامى وهو يبتسم _ انا قولتلك م الاول ان هو القاتل _ هو فعلا جه مكتبى واعترف بكل تفاصيل الجريمة _ بس ليه معترفش من اول ما تم اتهام مراته _  لانه مكانش يعرف نظر لى لؤى بدهشة _ مكانش يعرف انه هو اللى قتل .. ازاى ؟ _ ناصر العمرى اتقابل مع لبنى اللى كان حلمها انها تبقى ممثلة .. لكن  هو حبها جدا وبدء يرتبط بيها بدرجة كبيرة ..  لدرجة انه جابلها شقة وابتدى يصرف عليها.. لكن لبنى  كانت بتحب واحد تانى .. ناصر راحلها واتخانق معاها خناقة كبيرة ..وابتدت ثورته تزيد بشكل كبير نتيجة استفزازها ليه ..  لغاية ما انتهت الخناقة مابينهم بانه قتلها .. وبعد ما ناصر العمرى قتل لبنى ودفنها .. بدء يخرج كل اللى جواه فى الكتابة .. وكتب الرواية تحت اسم مستعار .. وطبعها ونشرها .. وركز جواه انه ينسى الموضوع لغاية ما نسيه فعلا .. لدرجة ان مراته لما جبتله الرواية اللى قرتها وعجبتها افتكر انها رواية حد تانى .. لكن مراته كانت عارفة ان هو اللى كتب الرواية لانها كانت بتقرا المسودات اللى كان بيكتبها من غير ماهو يعرف .. لكن مكانتش متأكدة ان هو اللى  قتل .. لكن كان عندها شك وفضل ناصر ناسى الموضوع لغاية ما مراته اتقبض عليها وواجهته بالحقيقة لما جه عشان يزورها ويطلب منها انها تتكلم رغم انها كانت ساكته عشان تحميه نظر الى لؤى مستفسرا _ يعنى هو كان فاقد الذاكرة ولا ايه ؟ _ لا .. علم النفس بيقول ان الانسان ممكن لو حاول ينسى حاجة فعلا وبجد من جواه هينساها .. وده اللى حصل فى حالة ناصرالعمرى _ طب والسلسلة مين اللى دفنها ؟ _ دى بقى اللى دفنتها مراته لانها لقيتها ضمن الحاجات اللى كان محتفظ بيها وخافت انه يفتكر او ان الجريمة تتكشف وهو يتورط _الحكاية دى لو انا كتبتها فى فيلم ممكن الناس متصدقهاش ابتسمت بهدوء له _ اكتبها .. وسيب الناس بقى تصدقها او متصدقهاش عدت الى مكتبى .. الان فقط استطيع ان اؤشر على القضية التى اغلقت بالنسبة لى وستنتقل للنيابة والمحكمة لأخذ الاجراءات الخاصة بالمحاكمة .. كان امرا مرهقا بشدة التحقيق فى قضية قتل تمت منذ 3 سنوات كاملة ولا ادلة فيها الا هيكلا عظميا وسلسلة فضية .. لكن الرواية التى كتبها القاتل هى من قادت الى الامساك به والغريب فى الامر ان القاتل هو من قدم لنا الخيط الذى تحركنا من خلاله للامساك به .. قضايا القتل متنوعة وبها تفاصيل كثيرة .. فالقاتل الذى يقرر فى لحظة ازهاق روح الضحية فى لحظة واحدة يتحول من شخص يريد القتل الى قاتل .. شئ سئ للغاية ان تقرر بنفسك مصير انسان وتتخذ القرار بإنهاء حياته للأبد .. نظرت فى الملف امامى لاشاهد للمرة الاخيرة صور الهيكل العظمى للبنى او عايشه .. كانت منذ 3 سنوات فقط تتنفس الحياة ولكنها الان لم يتبقى منها الا هيكل عظمى فقط نتيجة طموح غير محسوب وحب من طرف شخص وضع كل حياته وماضيه وعائلته فى مقابل جريمة قام بارتكابها فانهت كل ما حققه من نجاح فى حياته .. كنت انظر الى صور الهيكل العظمى وكأنى اودعه فانا لن اراه مرة اخرى بعد ان كان قضيتى لمدة ليست بالقصيرة .. عدت الى المنزل .. كان هناك شئ غريب فى هذا اليوم .. ابنى الوحيد تناول عشائه بالامر من والدته ودخل فراشه مبكرا عن موعده المعتاد .. شعرت ان هناك كمين زوجى تم اعداده بنجاح من جانب زوجتى .. لقد اعدت عشاءا فاخر لى .. هل هذا مكافأة لى على حل القضية ؟.. لا اعتقد فهى لا تعرف لبنى ولا هيكلها العظمي حتى تكافئنى على حل قضيتها .. مقابلة زوجتى الودودة بشدة كانت ملفتة للنظر ايضا بالنسبة لى … جلسنا لتناول العشاء وانا انظر لها منتظرا ما ستطلبه منى .. فانا لما اتعود على كل هذا البذخ فى المشاعر دون مقابل ..لم تجعلنى زوجتى الحبيبة انتظر طويلا حتى بدأ سيل الاسئلة الخاصة بالقضية .. كيف اكتشفت القاتل ؟ ما هو سبب القتل ؟ كيف قتلها ونسى انه قتلها ؟ هل هناك تفسير علمى لظاهرة النسيان العمدى ؟ هل استطاعت زوجته ان تسامحه على خيانته لها وتتستر على جريمته ؟ كان يتبقى فقط ان تسألنى هل لديك اقوال اخرى .. انتهت الاسئلة وتحركت زوجتى نحو هاتفها لتقوم بدورها كمراسلة بوليسية لصديقاتها .. ودخلت انا الى غرفتى لاستريح .. كانت قضية مرهقة وانا احتاج حقا للراحة … النهاية      
تم نسخ الرابط