بطاقة شخصية

المحتويات
في احد الايام انتفض احد افراد امن المستشفى عندما رأى احد المارة يقف رافعاً يديه لأعلى لان إحدى السيدات تقف على حافة الشرفة تريد الانتحار . بجانبها احد الاشخاص يبدو انه يريد الامساك بيها قبل ان تسقط .. محاولا تهدئتها من حالة الإنهيار التي تبدو عليها مما جعلها تتقدم خطوة بعد خطوة حتى انزلقت إحدى قدميها ..
ذهب مسرعا الى الدكتور بشير يخبره بان السيدة نهى التي تترد عليه تقف على حافة الشرفة وقد انزلقت قدميها ..
.. نظر اليه بعيون واسعة كلها حسره . لم يستطع التحرك حيث وضع يده على راسه ..
حيث عاد بنا الى …
غرفه كبيرة يكسوها اللون الابيض . بها مكتبة كبيرة يوجد بها عدد كبير من الكتب حيث انها مرتبه حسب الترتيب الابجدي . كل رف به ورقه معلقه مكتوب عليها نوع الكتب . ومجموعة من الكراسي موضوعه بشكل دائري ..
صوت اقدام من الخارج . يد تفتح مقبض الباب . يدخل الدكتور بشير لا يتعدى الخامسة والاربعون طويل القامه ممسك بيده نظارته . واليد الاخر ممسك هاتفه الذي يضعه على اذنه يتحدث . و من خلفه مجموعة من الاشخاص يتهامسون سوياً ويتحركون خلفه
بشير : ايوه معلش هكلمك بعدين عندي شغل . انتي عارفه اني مشغول ومتبعتليش تاني غير لما اتصرف وابعتلك
دخل الغرفة وقف بجوار كرسي وشاور بيده على الكراسي حتى يجلس كل منهما على كرسي
_ اتفضلوا .. اتأخرنا شوية لحد ما اتجمعنا .. مينفعش نبدأ وحد مش موجود
( يبتسم وهو ينظر الي احداهم من الواضح انه المسؤول عن التأخير )
ظل واقفاً واضع يديه على الكرسي . ينظر اليهم وهو مبتسم ..
اولاً مساء الخير .. طبعا كل الموجودين
عارفني كويس . علشان كدة هختصر واسيبكم تعرفو نفسكم لبعض ثم شاور بيده لأول شخص بتعريف نفسه
احمد : (في توجس ) انا بشتغل كوافير
نهي : ( في كسرة داخلية ) زي مابيقولو ربه منزل
سارة : ( في ثقة ) انا اتش ار في شركه مالتى ناشيونال
عصام : ( عيونه لم ترتفع على الارض ) مدير مبيعات في احد الشركات.. او بشكل أوضح “كنت”
اياد : ( بقلب محب وابتسامه ) انا زي مابيقولوا رجل اعمال
سمع بشير صوت رنات هاتفه التقطه ثم اتجه الى الشرفة يتحدث مع دكتور عبدالعظيم رئيس القسم فهو بالنسبة اليه الاب الروحي
_ازيك يادكتور . انا قلت اجمعهم في مكان واحد لأني متأكد اني لما اقابلهم ببعض هيستفادو . واعتقد هيفرق معايا في العلاج
عبدالعظيم : انا خايف ده يضرهم لانهم مختلفين اجتماعيا و الحالة النفسية ليهم مختلفة
بشير: هي مخاطره طبعا بس العلم بيقول نجرب لحد منخرج بالنتيجة اللي عاوزنها هتابع مع حضرتك وابلغك بالتطورات بأذن الله
عبدالعظيم : يلا بالتوفيق
عاد بشير اليهم
_اسف لو اتأخرت عليكم
اياد : اتفضل يادكتور
بشير : اهلا بيكم .. احنا هنا علشان نفضفض ونحكي .. بدون خوف، كسوف، او حتي احراج .. لأننا ببساطه كلنا معرضين للضعف النفسي وده طبيعى جدا .. تعرفوا ان معظم البني ادمين عندهم امراض نفسية .. بس فيه ناس اقويا زيكم بيدوروا على علاج وحد يساعدهم .. وناس لسه مجاش الاوان انهم يلجؤوا او يطلبوا المساعدة .. المرض النفسي مبقاش عيب ولا حد يتكسف منه زي زمان زيه زي اي مرض عضوي بيتعالج والمريض بيرجع احسن من الاول
احمد: صح يادكتور
بشير : الاهم يكون عندنا سببين، الاول يكون في رغبة جوانا انه عاوزين نبقى كويسين .. التاني انه عاوزين نبقى كويسين علشان ولادنا واهلنا وصحابنا .. القرار لازم يكون نابع من جوا ( شاور على القلب ) .. اتفقنا ياشباب؟
بصوت جماعي خافت : اتفقنا
بشير : طيب عاوزين نفوق مع بعض .. انا عامل ليكم كافي كورنر فيه كل اللي نفسكم فيه .. في اي وقت تحبوا تشربوا فيه حاجة ..
عارفين أنه زي ما كل واحد فينا ليه بطاقة شخصية بأسمه فيها عنوانه وعمره فيه كمان في مرض نفسي لكل شخص .. هو مصاب بيه بس مش مكتوب في البطاقة
( ينظرون إلى بعض في إندهاش )
خلونا نتكلم ونحكي ونطلع كل اللي جوانا سواء إيجابيات .. سلبيات .. لأننا بالتأكيد هنستفيد منها .. وانا كمان هستفاد منكم
وقالت نهى في إندهاش : معقول يادكتور هتستفاد مننا؟!
( ورد بشير مبتسمًا )
طبعا .. ما انا لسه قايل ان كل البني ادمين عندهم مشاكل .. الاهم اننا منكملش في الطريق الغلط لازم نفوق ونرجع لحياتنا وطبيعتنا اللي ربنا خلقنا بيها
انا عاوز كل واحد يحكيلنا عن نفسه كأنه قاعد لوحده وبيتكلم قدام مرايته
( اطفئ النور .. وترك لمبه صغيرة تكاد تظهر ماحولك )
بشير : كده أحسن
( ينظرون الي بعضهم في خجل )
رفعت يديها سارة وقالت :
انا عندي مشكله كبيرة جايز اللي يعرف بيها يشوفها تافهة بس هي عندي كبيره سببتلي احراج كبير مع اهلي وصحابي
قد يعجبك ايضا
متابعة القراءة