روح……الجزء الثاني

المحتويات
اضغط هنا لقراء الجزء الأول من رواية روح
فريدة تمشى وحدها فى الكوريدور فى اتجاه الحمام .. تتوقف وتنظر حولها وقد شعرت ان شخص يمشى وراءها ولكنها لا تجد احد .. تمشى خطوتين ثم تتوقف مرة اخرى بخوف وتنظر الى الكوريدور الطويل خلفها ولكن لا احد مرة اخرى .. تتلفت حولها بخوف ويبدو عليها الارتباك وهى تنظر فى كل جنبات الكوريدور ولكن لا احد تراه حولها .. فريدة تكمل طريقها الى الحمام وهى مازالت تتلفت حولها بخوف وتدخله .. فريدة تقف فى الحمام امام المرأة وهى تنظر الى وجهها الى المرأة التى اعلى الحوض وهى تلتقط انفاسها بقوة حتى تهدأ تماما .. تفتح المياة وتمد يديها لتغسلهما تظهر احدى يديها عادية والأخرى هى يد عم عشرى .. فريدة تنتفض بخوف وتتراجع وتلتصق بالحائط وهى تنظر مرة اخرى الى يديها بخوف لتجد يديها الاثنتين عادا كما هما
تقف حنان امرأة في منتصف العقد الثالث من عمرها جميلة ومتأنقة بشكل واضح وهى تخرج من حقيبتها علبة سجائرها وتشعل سيجارة .. تبدو متوترة قليلا وهى تبتسم لسلمى وحاتم اللذان يقفان بجانب سيارة حاتم
_ معلش انا اسفه والله انى خضتكم اوى كده . بس انا افتكرت ان روح هى اللى فى العربية وعشان كده قربت عشان اشوفها
حاتم يضحك بهدوء
_ هو بصراحة الموضوع ميخضش . بس انتى شايفه الجو والضلمه . وسلمى ماشاء الله شهقت شهقة كأنها شافت عفريت
حنان تبتسم بود .. سلمى التى تنظر لها بترقب
_ هو انتى مرات بابا روح . صح ؟
تبتسم حنان ببعض الارتباك وهى تهز رأسها بالإيجاب
روح تدخل الى غرفة المكتب مندفعة بعصبية وتتوقف وهى تعطى ظهرها لحنان التى تدخل
الى الغرفة بهدوء وتتوقف على بعد خطوات من روح .. حنان بهدوء
_ انتى مكنتيش عايزانى اجى ولا ايه ؟
_ اكيد انتى عارفة . مش محتاجة تسألى
حنان تقترب اكثر من روح وتتوقف خلفها تماما
_ هو احنا مينفعش نحل المشاكل اللى بينا ؟
_ اللى بينا مش مشاكل
_ انا اللى حاولت اعمله وقتها كنت باحاول اعمله عشان مصلحتك
روح تنظر لها بغضب شديد
_ مصلحتى انك تقنعى بابا انه يدخل تيتا مصحة ؟
_ بس هى كانت مجـ..
تقطع جملتها وتحاول ان تكون اكثر هدوءا
_ كانت تعبانة وانتى عارفة . وانا كنت شايفه ان ده الحل الوحيد اللى يضمن انك متكونيش فى خطر وانتى معاها
روح تلتفت لها وهى تهتف فيها بغضب
_ مش مهم انتى شايفه ايه ولا حتى مهم الدكاتره وقتها قالوا ايه . كانوا عايزين يدخلوها المستشفى
كانوا عايزين يحبسوها فى اوضة . انتى مش فاهمه حاجة وهما كمان مش فاهمين . هى اللى كانت واخده بالها منى انا ورحمة . فى الوقت اللى مكنش حد مهتم بينا ولا بيسأل علينا ..
ترتبك وتتوتر ويخرج كلامها غير مرتب وهى تتحرك حول حنان
_ ايه المشكلة لو تصرفاتها كانت غريبة شويه ؟ بنتها ماتت وهى لسه صغيرة وحزنت عليها وهى اللى بتربى بناتها . طبيعى يعنى ان تصرفاتها متبقاش طبيعية
_ دى كانت قافلة عليكم ومش بتخرجكم خالص . وكانت مرات بتمنع عنكم الاكل وتقول ان باباكم حاطط فيه سم . انتوا قعدتوا فى مرة يومين كاملين من غير أكل خالص ولولا ان باباكم لحقكم كنتوا …
تقاطعها روح بغضب
_ كانت بتخاف علينا . يمكن خوفها كان زيادة شوية . بس ده مش معناه انها مجنونة …
تقترب من حنان وتضع وجهها امامها
_ بمقاييسك دى انا كمان مجنونة . انا كمان كنت بأعمل حاجات كتير ينفع نسميها جنون لو هى دى الكلمة اللى بتحبى تستخدميها . لو كانوا الدكاترة دول شافونى اكيد كانوا هيحجزونى فى مصحة . انتى ولا هما مين عشان تحكموا على انسان انه مجنون وخطر على اللى حواليه .
تقرب وجهها اكثر لحنان وتنظر لها بحدة اكثر تجعل حنان ترتعب
_ كل واحد فينا ممكن فى لحظة يعمل حاجات تخليه فى نظر اللى حواليه مجنون
حنان تنظر لها بخوف
في بهو الفيلا كان حاتم وسلمى وزياد وعمرو وفريدة يجلسون وهم صامتون .. كانت اثار تلك الليلة تبدو جلية علي وجوههم .. قطع الصمت زياد وهو ينظر الي سلمي
_ بس هى مين الست اللى جت دى ؟
_ دى مرات بابا روح
_ بس واضح ان روح مبتحبهاش . اول ما جت وشافتها وشها اتغير وخدتها اوضة المكتب وقفلوا على بعض من وقتها
سلمى تكمل بحماس
_ كانوا هما الاتنين اصحاب زمان لكن بعد ما حنان دى اتجوزت بابا روح عملت معاها حاجات كتير وحشه . وكانت عايزه تدخل جدة روح مستشفى المجانين
حاتم يهتف فى سلمى بغضب
_ فى ايه يا سلمى . انتى ما بتصدقى حد يسألك عشان تحكى كل حاجة عارفاها
زياد يبتسم بخبث
_ واضح ان مش هى بس اللى عارفاها
حاتم ينظر له بغضب ولكن لا يتكلم ويعود لينظر الى سلمى بغضب هى ايضا وسلمى تنظر بعيدا عنه خوفا من ردة فعله
في حديقة الفيلا …حنان وروح يخرجان من المنزل الى حديقة الفيلا وحنان تطيل النظر الى روح التى تتجنب النظر اليها
_ على فكرة يا روح . انتى من جواكى اكيد عارفه انى عملت كل اللى عملته ده عشان مصلحتك . انا عمرى ما فكرت انى اعمل اى حاجة تأذيكى
تبتسم روح باستهتار
_ نفس الكلام اللى بتقوليه لبابا لحد ما عرفتى تخليه يصدقك . بس ريحى نفسك يا حنان انا مش مصدقاكى ومش هاصدقك مهما عملتى او قولتى
حنان تربت على شعر روح وهى تنظر لها نظرة بها الكثير من الشر رغم ابتسامتها التى تملئ وجهها
_ مش مهم تصدقى . رحمة برضو مكانتش مصدقه
ترتبك روح وتتوتر ويرتعد جسدها وكأنها لا تسيطر عليه .. تتسع ابتسامة حنان وهى تمرر يدها على شعر روح
_ خلى بالك من نفسك ومن اللى بتعمليه . بابا مش هيستحمل تصرفاتك اكتر من كده . وممكن اللى عمله زمان يعمله مرة تانية .اكيد انتى فاكرة ملحقتيش تنسى
يزداد ارتعاش روح وتوترها فتبتسم حنان وهى تربت على رأسها
_انا هامشى . باى
حنان تتحرك مبتعدة عن روح التى تستمر رعشة جسدها .. تنطلق روح الي داخل الفيلا وتصعد الي اعلي
روح تدخل الى غرفتها وتغلق الباب وراءها وتتجه الى دولابها وتخرج علبة دواء وتأخذ حبه منه .. تسقط منها علبة الدواء على الارض فتنحنى على الارض لتجمع اقراص الدواء داخل العلبة مرة اخرى .. تلمح قدمى امرأة امامها فتنتفض وتسقط على الارض وتنظر لتجد امامها فتاة تشبهها تماما ولكنها ترتدى ملابس اكثر تحررا وتضع مكياج اكتر وتسريحة شعرها مختلفة بعض الشئ وهى تنظر الى روح وتبتسم وهى تعقد يديها امام صدرها .. روح تنظر لها بخوف وتتراجع الى الوراء وهي تهتف بدهشة
_ رحمة ؟؟
رحمة تقترب منها اكثر وهى تهتف فيها
_ برضو خوفتك كالعادة
_ ما خوفتش
_ لا خوفتى زى ما بتعملى كل مرة ومعرفتيش تعملى اللى اتفقنا عليه اخر مرة
روح بيأس وهى تبكى
_ مش هاقدر
_ عشان جبانه
_ مش هاعرف
_عشان بتخافى منها
روح تصرخ بانهيار
_ مش باخاف منها . بس مش هاعرف اعمل اللى اتفقنا عليه انا وانتى . هى واضح انها كانت عارفه كل حاجه . عارفه احنا بنعمل ايه وبنخطط لإيه . اكيد كانت عارفه . ما هو مش معقول تكون خططت لكل اللى عملته ده وهى مش عارفه احنا كنا عايزين نعمل ايه ..
تنظر الى رحمة التى تبتسم لها باستهتار
_ صح ؟ . اكيد كانت عارفه
رحمة تمد يدها وتهز روح بقوة وروح يبدو عليها الارتباك .. تظهر ان فريدة هى التى تقف امام روح وتهزها ورحمة لا وجود لها
_ روح انتى كويسة ؟
روح تنظر حولها باضطراب وخوف وهى تبحث فى الغرفة عن رحمة ..
في حديقة الفيلا منذ عدة سنوات مضت .. روح ورحمة اللتان يبدو انهما اصغر سنا ولكن تبدو رحمة مميزة ايضا بملابسها الاكثر تحررا ومكياجها الواضح عن روح وهما يجلسان على المرجيحه التى بالحديقة وهما يتأرجحان بسعادة ويضحكان معا .. رحمة تنظر الى روح وتتأملها مبتسمة وروح على المرجيحه تضحك بسعادة وهى تنظر الى رحمة بحب .. رحمة تتبدل ملامحها فجأة الى الغضب وهى تنظر الى باب حديقة الفيلا وروح تلاحظ تبدل ملامحها فتنظر الى باب الحديقة لتجد سيارة والدها تدخل الى حديقة الفيلا وداخلها والدها رجل ستينى انيق وبجانبه تجلس حنان والسيارة تتوقف بالقرب منهما وحنان تنظر لهما وتبتسم ..رحمة تنهض بغضب من المرجيحه وتتجه الى الداخل وروح تبقى مكانها وهى تتابع بنظرها رحمة التى تدخل الى داخل الفيلا وحنان التى بداخل السيارة هى ووالد روح والتى تبتسم لها بهدوء وتنظر الى ما تنظر له روح …
باب غرفة المكتب المطل على الردهة مفتوح وحنان وصلاح يتناقشان بحدة ولكن بصوت منخفض ..فى ردهة الفيلا تجلس روح وهى تراقب ما يحدث بين صلاح وحنان وبالقرب منها تجلس رحمه وهى تمد قدميها على الاريكة امامها باستهتار وهى تشاهد التلفزيون ..رحمة تلقى نظرة بضيق على والدها وحنان وهما مازالا يتكلمان ويبدو ان حنان تحاول ان تقنع صلاح بشئ يرفضه .. رحمة تنظر الى روح التى مازالت منتبهة الى ما يحدث بين والدها وحنان
_ متتعبيش نفسك . اكيد بترتبلنا مصيبة زى ما عملت ما تيتا
_ تفتكرى ؟
_ هو انتى لسه مش فاهمة هى عايزه ايه ؟ حنان مش هتستريح الا لما تبعدنا كلنا عن بابا . ويبقى ليها هى لوحدها . وهتعمل اى حاجة عشان توصل للى هى عايزاه
في غرفة صغيرة ليس بها شباك ويوجد بها باب واحد فقط والغرفة كلها باللون الابيض وليس بها الا سرير صغير . رحمة تنام مقيدة الى السرير وهى تتحرك بقوة محاولة ان تتحرر من قيودها ولكن دون جدوى .. رحمة تصرخ بقوة
حاتم يقف مع فريدة فى حديقة الفيلا وهو ينظر لها باستغراب
_ هى روح كان ليها أخت توأم ؟
_ ايوه . هى كانت قالتلى الحكاية دى من فترة بس مكانتش بتحكى اى حكايات عنها . كل اللى اعرفه عنها انها ماتت . لكن امتى وازاى . معرفش
حاتم يصمت وهو يفكر وفريدة تنظر له بترقب
_ هى روح محكتلكش عنها ؟
_ لا . قالتلى مرة ان كان عندها أخت وماتت بس مش اكتر من كده . ومقالتش حكاية انها كانت توأمها دى خالص
_ هى بصراحة الله يكون فى عونها خدت صدمات كتير فى حياتها . انت نفسك كنت صدمة من الصدمات دى
_ باقولك ايه يا فريدة . اسكتى خالص وبلاش تفتحى الموضوع ده . انتى متعرفيش حاجة فبلاش تتكلمى احسن
تسكت حتى تتفادى غضبه ثم تنظر له مرة اخرى
_ طب انت رأيك ايه ؟ هنعمل ايه دلوقت ؟
_ انا باقول نمشى . احنا جينا واحتفلنا معاها بعيد ميلادها . واللى عمله زياد واللى عملته مرات باباها اكيد تعبها . يبقى نسيبها ترتاح شوية احسن
بعد دقائق كان حاتم وزياد يحاولان ان يديرا محركا سيارتهما ولكنهما لم يستجيبا وكأن منزل روح كان يرفض ان يستجيب لمحاولتهم ان يغادروا ويتركوها وحدها
عاد الجميع يجلسون في بهو الفيلا مع روح التى كان يبدو على وجهها الغضب
_ اكيد هى اللى عملت كده
نظر اليها حاتم متعجبا
_ طب وهى هتستفيد ايه لما تعطل العربيات ؟ عايزانا نقعد معاكى منمشيش مثلا ؟
_ محدش عارف ايه اللى فى دماغها
_ متكبريش الموضوع . عموما كلها ساعتين تلاته والنهار يطلع ونعرف نتصرف
تنظر له فريدة بقلق
_ ايه ده . يعنى هنبات هنا ؟ . طب انا لازم اكلمهم فى البيت اقولهم
عمرو يرفع يده بهاتفه ويحركه يمينا ويسارا
_مفيش شبكه . انا بقالى ساعة بأجرب مش لاقط حاجة
في احد الغرف كانت فريدة تجلس على الفراش وهى تمسك هاتفها .. وبجانبها كانت سلمى تمسك مج به بعض القهوة تشرب منه
_ هو مش عمرو قالك مفيش شبكه فى الفيلا بتعملى ايه ؟
_ مبعملش حاجة . بألعب
تنظر سلمى على هاتف فريدة وتشاهد اللعبة التى تلعبها ويبدو عليها الملل ثم تعتدل وتنظر الى فريدة
_ بأقولك تفتكرى فعلا ان مرات باباها هى اللى بوظت العربيات بتاعتنا ؟
_ الله اعلم . بس ملهاش مصلحة فى كده
_ يمكن ليها مصلحة واحنا مش عارفين
_ يمكن
_ بس هى بتكره مرات باباها اوى كده ليه ؟ دى اول ما قولنا ان العربيات باظت قالت هى اللى عملتها
_ مفيش حد بيحب مرات باباه
_ بس هما مش مبيحبوش بعض وبس . دول واضح ان بينهم حاجات كتير مش حلوة
_ اهو انا مكنتش عايزه اقعد معاكى فى اوضه واحدة عشان الرغى ده
_ خلاص مش هأرغى
سلمى تنظر حولها الى الغرفة
_ هى الاوضه دى بتاعة مين ؟
_ مش عارفة . بس اكيد مش بتاعة روح
سلمى تنظر الى الغرفة ببعض القلق
_ ما هو كده ياما هتبقى اوضه باباها . يا جدتها .. يا اختها اللى ماتت
خارج الفيلا تبدو سيارتى حاتم وزياد المعطلتين داخل حديقة الفيلا .. من وجهة نظر شخص او شئ يتحرك بهدوء مقتربا من الفيلا بخطوات بطيئة وينظر فى اتجاهات مختلفة وكأنه يبحث عن شئ ما ثم يقترب من باب الفيلا الداخلى
زياد يجلس امام اللاب توب وهو مازال يفتح كتاب التعاويذ ويتابع الكلمات والرموز الموجوده فيه .. فريدة تأتى من اعلى وتقترب من زياد الذى ينظر لها مبتسما باستغراب
ايه يا بنتى انا قولت انك نمتى
_ كنت ناويه والله . بس سلمى مسابتش ودانى من اول ما دخلنا الاوضه . سبتهالها وقولت انزل اقعد فى اى حته ..اومال روح فين ؟
_ طلعت تجيب حاجة من اوضتها وحاتم طلع معاها
_ وعمرو ؟
_ مش عارف . كان قاعد هنا معرفش اختفى فجأة فين . تعالى اقعدى
_ لا انا هادخل اقعد فى اوضة المكتب شويه
تتجه الى غرفة المكتب وزياد يعود لرؤية التعاويذ .. فريدة تدخل الى غرفة المكتب وتشغل نور اباجورة على المكتب وتقترب من كنبة جلدية وتلقى بنفسها لتجلس عليها ويبدو عليها الضيق والملل .. فريدة تخرج هاتفها وهى تبتسم محاولة تغيير نفسيتها وتفتح ال snapchat .. تحرك الموبايل لتلتقط صورة لنفسها وتفتح التأثيرات عليه ( وجه قطة ثم تاج ……. ثم تجرب تأثير اخر وتبدو سعيدة وهى تجرب التأثيرات المختلفه على وجهها .. تجرب تأثير يجعل لها اذنين طويلين كالجن .. تتأمل نفسها وهى تبتسم .. تستمر فريدة فى تحريك وجهها بالاذنين الطويلين ويبدو ان شكلها يعجبها .. فجأة يظهر تاثير الاذنين داخل الجزء المظلم داخل الغرفة دون ان يظهر ان هناك شخص اخر بالغرفة.. فريدة تنظر الى شاشه الموبايل بخوف ثم تنظر خلفها ببطئ لتجد الزاوية المظلمة ولا شئ فيها تعود وتنظر الى الموبايل وتغلق التطبيق ثم تفتحه لتظهر الاذنين لها فقط .. تبتسم وقد اعتقدت انه خطأ فى التطبيق .. تعود لتتأمل نفسها مرة اخرى بأذنى الجن .. فجأة يظهر اذنين مرة اخرى فى الزاوية المظلمة .. تبدو فريدة مرتعبه وهى تنظر فى الموبايل الى الاذنين خلفها وتلتفت ببطئ لتنظر الى الزاوية ويبدو الرعب على وجهها وكأن الشئ الخفى هذا يقترب منها بسرعه كبيرة
روح تدخل الى غرفه النوم ومن وراءها حاتم .. اضاءة الغرفة خافته صادرة عن ابليكات قديمة معلقة علي الحائط .. روح تنظر حولها بارتباك وحاتم ينظر لها مبتسما
_ انتى خايفه ليه ؟ ما انا جيت معاكى اهو
_ مش عارفه .. حاسه ان اللى عملناه ده غلط
_ يا بنتى كل ده هزار . هو انتى مصدقة ان الارواح هتتحرك عشان شويه كلام وشمع وبخور
_ انت مش مصدق ؟
_ لا مش مصدق . حتى لو فى حاجة اسمها تحضير ارواح فإحنا مش محترفين عشان نعملها
_ عندك حق
حاتم يجلس على سريرها وهو يشير لها بهاتفها
_ انا جبت الموبايل بتاعك معايا .. يلا شوفى الحاجات اللى عايزه تجيبيها عشان ننزل
زياد يجلس فى مكانه امام اللاب توب وهو يتابع باقى صفحات الكتاب والرموز والاشكال الموجودة بالحبر الازرق ,, ( صوت باب غرفة المكتب يتحرك ببطئ ) .. زياد ينتبه لصوت الباب وينظر تجاه الباب فلا يجد شيئا
_ فريدة
لا يتلقى ردا ويبدو عليه القلق فينهض ويتجه الى غرفة المكتب .. الغرفة كما تركتها فريدة مظلمة والاضاءة التى بها فقط هى اضاءة الاباجورة الصغيرة على المكتب .. زياد يدخل الى الغرفة وهو ينظر حوله ويبحث عن فريدة ويضغط على مفتاح الاضاءة لتضئ الغرفة فيجد انه لا اثر لفريدة .. يتحرك داخل الغرفة وهو يبحث حوله فى كل مكان داخل الغرفة ويتوقف فى وسط الغرفة وهو مازال ينظر حوله باستغراب
غرفة جدة روح .. الغرفة مظلمة تماما …عمرو يفتح باب الغرفة ويدخل ويضغط على مفتاح الاضاءة فتضئ الغرفة .. ينظر عمرو الى الغرفة باعجاب .. تبدو غرفة مؤثثة بشكل جيدة رغم كلاسيكية اثاثها وقدمه ولكنها نظيفة ومرتبة بشكل جيد .. عمرو يرفع يده بالهاتف ليلتقط اشارة للهاتف .. شاشه الهاتف تعطى اشارة ضعيفة جدا .. عمرو يتجه الى فراش جدة روح وينام عليه وهو يمد قدميه امامه ويفتح لعبة على الموبايل ويبدأ اللعب .. عمرو يبتسم وهو يلعب بحماس ( صوت خبطة خفيفة داخل الغرفة )
عمرو ينتبه الى صوت الخبطة وينظر حوله بقلق ولكنه لا يجد شيئا فيعود للعب مرة اخرى رغم ملامح القلق التى تملئ وجهه ( صوت الخبطة الخفيفة مرة اخرى ) .. عمرو يبدو القلق على وجهه بشكل اكبر ويقترب من طرف الفراش وهو يحاول ان يرى ما يحدث ولكنه لا يجد شيئا فيعود للعب مرة اخرى .. داخل اللعبة يقوم بفتح درج .. عمرو يفاجئ بدرج الكومدينو يفتح فجأة وحده .. عمرو ينظر الى الدرج بخوف .. الدرج يغلق وحده مرة اخرى بقوة .. عمرو ينهض من الفراش وهو ينظر حوله الى الغرفة بخوف .. ( صوت غمغمة القرأن وصوت انين الفتاة الذى كان يسمعه وهو صغير ).. عمرو يتلفت حوله بخوف ثم يجرى خارجا من الغرفة .. عمرو يجرى داخل الكوريدور وهو ينظر حوله بخوف .. ( صوت غمغمة القرأن الغير واضحة وصوت انين الفتاة مازال مستمرا ).. عمرو يضع يديه على اذنيه وهو مازال يجرى بخوف بلا هدف ..
في غرفة روح .. روح تقترب من احد الادراج وتفتحه وهى تبحث عن شئ داخله .. حاتم الذى يجلس على الفراش بجانب هاتفها الملقى بجانبه ينظر لها
_ لسه ملقتيش الدوا اللى انتى عايزاه ؟
_ انا مش فاكره انا حطيته فين
_ دورى بالراحة وهتلاقيه
حاتم ينظر الى هاتف روح .. صورة جدتها المتحركة على التطبيق مازالت على الهاتف الصورة تتحرك اكثر من مرة ثم تثبت على ابتسامة هادئة لصاحبة الصورة .. حاتم ينظر لها باهتمام واعجاب والصورة تستمر فى التحرك ثم فجأة تبدو الابتسامة الهادئة وقد تحولت الى ابتسامة بها الكثير من الشر .. حاتم ينتفض بفزع .. روح تلاحظ حاتم فتنظر له متسائلة
_ فى حاجة يا حاتم ؟
_ لا لا مفيش
زياد مازال يقف فى غرفة المكتب امام صورة مرسومة لبعض الفتيات فى القرن الثامن عشر .. زياد ينظر مدققا فى الصورة ويبدو على وجهه الدهشة .. عمرو الذى يجرى يدخل الى الغرفة فيلاحظه زياد وينظر له باستغراب وهو يقف بالقرب منه يلهث
_ ايه يا ابنى. فى ايه ؟ .مالك ؟
عمرو بارتباك وتردد وهو مازال يلهث بخوف
_ مش عارف . هى فين فريدة ؟
_ كانت هنا . بس دخلت ملقتهاش
عمرو ينظر حوله فى الغرفة باستغراب
_ ازاى ده ؟
_ وفى حاجه اغرب . تعالى بص على الصورة دى
عمرو يقترب وينظر على الصورة المرسومة لنساء القرن السابع عشر ويبدو احدهن تشبه فريدة بشكل كبير .. عمرو يبدو عليه الخوف والدهشة
سلمى تدخل الى الحمام وهى تمسك فوطه كبيرة ويبدو انها تستعد للاستحمام .. تضع الفوطه وتفتح المياة داخل البانيو وتستعد لخلع ملابسها .. سلمى تشعر بشئ اسفل قدمها .. سلمى تتوقف وهى تنظر ببطئ وخوف تحت قدمها .. يظهر تحت قدمى سلمى عش من النمل يلتصق بقدميها .. سلمى تصرخ بخوف وهى تفتح المياه فى الحوض وتحاول رش المياه على قدميها وابعاد النمل عنها والنمل يجرى على قدميها بسرعة كبيرة
قد يعجبك ايضا
متابعة القراءة