ولاد زينب

– لو فى حل فى إدينا طبعاً أسمعه
– لا الحل فى إيدك إنت بس
– انا مستعد لأي حل يرحم مدام زينب وأولادها من المشاكل إللى شفتها دی لو بايدى طبعاً من غير تردد رد الأستاذ علي سريعاً
– أتجوزها
صدم أحمد مما سمعه من علي
– دى مرات خالد أتجوزها إزاي بتقول ايه يا أستاذ علي
– أولاً زينب مش مرات خالد زينب أرملته دلوقت والناس مش هتسيبها في حالها ولو كنت فعلا يهمك أمرهم إتجوزها وربى أولاد خالد عوضهم عن أبوهم و أنا عارف إنك أحسن و أأمن إنسان على ولاد زينب وبيتها
– بس آنا مش عايز أتجوز أصلاً
نظر الاستاذ علي لأحمد مشفقا
– والله يا أحمد هيجي عليك وقت تندم فيه على عمرك اللى بيضيع ده لما تعجز ومتلاقي سند ليك ده أنت حتى لو اتجوزت زينب ومخلفتش منها عيالها اللى هربيهم دول هيكونوا سندك في العجز زي ما أنت هتكون سندهم وهم صغيرين ، فكربس في كلامي كويس وكمل جميلك ومش هتندم
وفي هذه الاثناء كانت زينب تمسك بهاتفها وتقوم بالاتصال على الأستاذ أحمد، تفاجأ أحمد عند إستقبال مكالمته أن زينب هي المتصلة فهو لم يكن يعرف رقمها
– أه أهلًا يامدام زينب انا ماكنتش أعرف رقمك انا اسف
ردت زينب بصوت خجول معتذر
– أنا بتصل عشان أعتذر لحضرتك عن اللي حصل إمبارح
– تعتذري عن إيه بس يامدام زينب إنتي ذنبك إية
وعندها بكت زينب من فرط ما أحسته من قهر وظلم وروت له ما تحسه من إنها مسلوبة الإرادة وأن من يتحكموا بها هم جيرانها حتى انها تكاد تشعر بأنها اختطفت من قبل جيرانها الاشرارليجعلوا منها هي واولادها مارونيت يحركونها كيف يشاؤون ، وبعد أن
وبعد أن إنتهى اليوم الدراسي ذهبت الأستاذة سلوى إلى زينب في بيتها وعرضت عليها الأمر الذي جعل زينب في حيرة إلى أن روت إلى الحاجة فوزية فأيدت الفكرة وباركتها ايضًا وهي سعيدة ، وبعد وعد الأستاذ احمد لزينب أنه سيكون الأب الصالح لدعاء ويونس لذلك قد قبلت بالزواج منه ، وكانت دعاء وقتها قد بلغت الثلاث أعوام ويونس قد بلغ العام تقريبًا وبالفعل بعد زواجهما كان أحمد الأب الحنون والزوج المخلص وكانت زينب سعيدة بأحمد الذي لم يدخر مجهود في تربية الأطفال ولا يبخل عليها بالحب وكان دائمًا يحترم رغباتها حتى وان كان مع إعادة علاقتها بالجيران لأن من يغفر للناس يغفر له من خالق الناس هكذا كانت تقول وبكل الحب كان يحترم هذا منها فلا يقلل ابدًا من أنها ل اتريد أن تكون مكروهة في وسطها الشعبي فكانت تزور المريض وتساعد الصغير والكبير ، وقبل ان يتم زواجهما العام توفت الحاجة فوزية وحزن أحمد وزينب لفراقها، فهي كانت دائمًا الأم الراعية للجميع حتى ان هدى باعت شقة امها وسافرت للعيش مع خالتها في مدينة بورسعيد التي هي مسقط رأس الحاجة فوزية وسكن شقة الحاجة فوزية أسرة مكونة من أب خرج على المعاش وأبتاع لهم الشقة بمكافئة معاشه وزوجته تقاربه في العمر تقريبًا وأبنة لهم تعمل موظفة في الشركة التي كان يعمل بها والده وهي الأكبر من أبنتهم الثانية التي أنهت دراستها وتبحث من عمل والأخ الاصغر ذو التسعة أعوام، كانوا لطفاء مع زينب وأحمد بحسب تعاملهم اليومي بحكم الجيران ، وقبل ان يمضي العامان على زواج احمد وزينب لم يخطر ببال زينب أنها قد ترزق بأولاد أخرين وفرح أحمد كثيرًا ولكن زينب لم تفرح بهذا الأمر وخشيت على أن يؤثر وجود أطفال أخرين على حب أحمد لدعاء ويونس وعلى رعايته لهما ، ومن فرط قلقها من هذا الأمر مرضت وفي هذه الاثناء علما أنها تحمل بتوأمين وهذا ما أثر على صحتها وإنه يمكن أن يؤدي بحياتها إذا استمر الحمل إلى وقت الولادة وكان الامر بين إنقاذ الأم أم الجنينين وأختار أحمد بلا تردد إنقاذ زينب ، ولكن للأسف لم تأت التضحية بفائدة وبعد شهرين من عملية الإجهاض عانت زينب فيه أبرح الألام ولم تتحمل المرض وماتت وتركت ورائها أولادها وبين عشية وضحاها أصبح أحمد المسؤول عن ولاد زينب دعاء الذي تناديه بأبي ويونس الذي لا يعرف غيره والد له ، أصبح احمد هو الوصي عليهم في منزلهم الذي لا يملك فيه سوى المسؤولية هما ليسا طفليه فماذا يصنع إذًا في المنزل؟! لقد وجه السؤال إلى نفسه وهو يبكي حائرًا في جنازة زينب ، وإذا بالجيران الذين أقاموا أنفسهم أوصياء وحماة لليتيمين ومنذ وفاة زينب وهم حاضرون وذاهبون إلى المنزل كأنه ملك لهم ، ولو كان يعلم الأستاذ أحمد أن نياتهم خالصة لمراعاة الطفلين فقط لكان سيكون سعيدًا بهذا، خاصةً إنه يخرج للعمل كعادته من الصباح في المدرسة ولا يعود الا في المساء وقد أنتهى من الدروس الخصوصية التي تدر عليه دخلًا وفيرًا يجابه به صعوبات العيش وتلبية إحتياجات الأطفال ، ولكنه يعلم أن للجيران نوايا أخرى فمنهم من يريد أن يجعل منه زوج لأبنته وخاصة السيدة روحية التي سكنت في شقة الحاجة فوزية ، فهي تصر على إظهار إبنتها منى على إنها ذات القلب الكبير للطفلين وإنها شديدة الأعتناء بدعاء ويونس وإنها تحب الاطفال بشكل عام ، وبين الحين والأخر ترسل منى بأطباق من المأكولات والحلوى مدعية صنعها لأجله هو والطفلين ، وهذا نوع من النوايا كان يقوم على الأهتمام والتقدير ولكن النوع الأخر من الجيران الأوصياء كان قائم بالعكس فهم ينتقصون ما يفعله وكأنه يريد التلاعب بمال الأولاد والإستيلاء على شقتهم وكانوا يرون أن مصابه في زوجته ونكبته في إبنيه الذى تم إجهاضهم قبل أن يولدوا عقوبة إلهية عادلة وفي أذهانهم إنه كان سيسيطر على اليتيمين ليكمل مخططه ويسلبهم منزلهم ، وكانت سيرته ملاذًا للجيران وتوقعاتهم بأنه لابد له أن يتزوج وينجب الأطفال وليس ببعيد أن لا يطعموا اليتيمين لكن يمرضا ويموتا ليظفر هو وزوجته بالشقة وكانوا من هذه الأفكار يرتعبون على الطفلين ويقبلون عليهم معانقين ومقبلين لهما نادبين سوء حظهما ، وكان الأستاذ أحمد في كل صباح قبل أن يذهب إلى المدرسة يتولى دعاء ويونس بالتنظيف والعناية ويلبسهما أجمل الملابس ليس لأنه في داخله يريد الأهتمام بهما فقط ولكن ايضًا لكي يرضي الجيران الواقفين له بالمرصاد وكان يأخذ أحدهما في يده اليمين والأخر في اليد اليسرى ويخرج من المنزل ويعود بهما في كل يوم إلى أسرة من الأسر التي كانت تتهافت عليهما وتتظاهر بالترحيب بهما ، وفي كل أسرة من هذه الأسر كانت لديهم فتاة صالحة للزواج وكل فتاة من هؤلاء الفتيات كانت تظن أنها تصلح لتكون أمًا حنون لدعاء ويونس ولكن في نظر كل أسرة أن الفتاة التي سيقع عليها الأختيار دون فتياتهن ستكون الأفعى التي تنفث السم في دعاء ويونس
وعندما كان يحكي الأستاذ أحمد مأساته التي يعيشها للأستاذ علي والأستاذة سلوى ويقص عليهم مايحدث معه كل يوم وأن كل أسرة تساعده في أنتظار أن يتحدث لهم الأستاذ في طلب يد أبنتهم فهذه الأسر لاترحب بالطفلين لوجه الله ،وكانت سلوى متحيره ولكن أشارت عليه ان لا يهتم
– أنا عندي ليك نصيحه يا أستاذ أحمد أنا من رأيي إنك تعمل مش فاهم حاجة ومتسألش في حد
– ماهو يأستاذة سلوى ده اللي انا عملته مع الجارة اللي سكنت في الشقة اللي قدامي وبعد ماكانت بتتلهف على الولاد من بعد ما فقدت الأمل بقت تشوفني تلف وشها الناحية التانيه ولا كأنها هي وبنتها يعرفوني ، المشكلة أن لو سوفت للموضوع أكتر من كدة مؤكد أن الناس دي هتقفل أبوابها في وشي انا والولاد ووقتها مش هعرف أسيبهم فين
فأشار إليه الأستاذ علي
– طب هقولك على حاجة يا أحمد وديهم حضانة ترعاهم أحسن من كله ده
– يا استاذ علي انا سألت ودورت كتير ده كان اول حل فكرت فيه من بعد وفاة زينب ملقتش حضانة قريبة تقبل تستضيف الأولاد اليوم كله من الصبح لغاية لما اخلص الدروس باليل
فأضاف الأستاذ علي أقتراح أخر
– طب ماتشوف واحدة من بنات الجيران دول تكون مناسبة وتتجوزها وتخلص
ردت الأستاذة سلوى
– ده يبقى فتح على نفسه باب جهنم يوم ماهيختار وحدة منهم طبعًا باقي الأمهات اللي كان عندهم الأمل لبناتهم هينصبوا نفسهم جدات للأطفال وحموات للزوجة وبطبيعة الحال هتبقى الزوجة منهم وتعرفهم فتلاقي بقى تقويم وتسخين وإستغلال أي همسة منك ليشعلوا النار في علاقتك مع إللي هتتجوزها
وعندها رد الأستاذ علي
– إحنا مش هننكر إن الحل إن احمد يتجوز بس فعلًا ، صح هو لو أتجوز منهم مش هيرتاح بس ممكن يتجوز أي وحدة تانيه
– لو فى حل فى إدينا طبعاً أسمعه – لا الحل فى إيدك إنت بس – انا مستعد لأي حل يرحم مدام زينب وأولادها من المشاكل إللى شفتها دی لو بايدى طبعاً من غير تردد رد الأستاذ علي سريعاً – أتجوزها صدم أحمد مما سمعه من علي – دى مرات خالد أتجوزها إزاي بتقول ايه يا أستاذ علي – أولاً زينب مش مرات خالد زينب أرملته دلوقت والناس مش هتسيبها في حالها ولو كنت فعلا يهمك أمرهم إتجوزها وربى أولاد خالد عوضهم عن أبوهم و أنا عارف إنك أحسن و أأمن إنسان على ولاد زينب وبيتها – بس آنا مش عايز أتجوز أصلاً نظر الاستاذ علي لأحمد مشفقا – والله يا أحمد هيجي عليك وقت تندم فيه على عمرك اللى بيضيع ده لما تعجز ومتلاقي سند ليك ده أنت حتى لو اتجوزت زينب ومخلفتش منها عيالها اللى هربيهم دول هيكونوا سندك في العجز زي ما أنت هتكون سندهم وهم صغيرين ، فكربس في كلامي كويس وكمل جميلك ومش هتندم وفي هذه الاثناء كانت زينب تمسك بهاتفها وتقوم بالاتصال على الأستاذ أحمد، تفاجأ أحمد عند إستقبال مكالمته أن زينب هي المتصلة فهو لم يكن يعرف رقمها – أه أهلًا يامدام زينب انا ماكنتش أعرف رقمك انا اسف ردت زينب بصوت خجول معتذر – أنا بتصل عشان أعتذر لحضرتك عن اللي حصل إمبارح – تعتذري عن إيه بس يامدام زينب إنتي ذنبك إية وعندها بكت زينب من فرط ما أحسته من قهر وظلم وروت له ما تحسه من إنها مسلوبة الإرادة وأن من يتحكموا بها هم جيرانها حتى انها تكاد تشعر بأنها اختطفت من قبل جيرانها الاشرارليجعلوا منها هي واولادها مارونيت يحركونها كيف يشاؤون ، وبعد أن