الموت .. فى الساعه الخامسة

( 10 دقات .. الساعة 10 )
وقفت خلف النافذة المغلقة فى منزلى أنظر الى الشارع وكأننى أتلصص على المارين فيه .. كنت فى الماضى استطيع أن ألعب فى هذا الشارع وأنا طفلة أما الان لا استطيع .. تحركت داخل صالة المنزل وأنا ادفع قطعة مطوية من الورق وكأنها حجر ورسم خيالى مربعات وهمية للعبة ( الأولى ) التى كنت ألعبها وأنا صغيرة .. ولكنى لم أستطيع الاستمرار طويلاً فى ذلك فجسدى ليس هو جسد الطفلة المفعم بالحيوية التى كانت فى الماضى .. ولكنى ألجأ لأى شئ يؤنس وحدتى .. الوحدة شئ مخيف ..
قد يكون أكثر ما يخيفنا من الموت أننا فى لحظة واحدة سنخرج من وسط من نحبهم ونصبح وحدنا .. انها رحلة لا يشاركك فيها أحد .. ندخل القبر وحدنا ونستمر فيه وحدنا .. الوحدة عقاب قاسى .. عندما يريدون تعذيب مسجون يحبسونه وحده ..
لكن الوحدة لها بعض المزايا أيضاً .. فهى تجبرك على ملاحظة التفاصيل الصغيرة لكل شئ .. اذا عشت حياتك فى منزل واحد مع أسرتك فقد تقضى سنين طويلة ولا تكتشف كل التفاصيل الصغيرة فى هذا المكان وعندما ترى تلك التفاصيل تشعر وكأنك تراها للمرة الأولى ..
جلست على المقعد الهزاز أحاول قراءة كتاب .. يقولون ان الكتاب أفضل صديق .. انا ليس لى اصدقاء .. زملائى فى العمل ليسوا أصدقائى ولا يربطنى بهم أى شئ غير العمل فقط .. لا أعلم هل هذا عيب فى أم فى من حولى .. أصبحت أخاف من التقرب من أحد حتى لا أسمع الجمل المعتادة .. ( هو لسه النصيب مجاش ؟ ) .. ( معلش متزعليش بكرة ربنا يبعتلك
أصبحت أشعر دائماً بالخوف ولكن أكثر ما يخيفنى هو الوقت .. الوقت الذى كلما مر يقربنى من المجهول أكثر .. كل دقة من دقات الساعة القديمة تقترب بى أكثر من فقدان الأمل فى أى شئ .. اصبحت دقات تلك الساعة وكأنها سكاكين حامية تخترق عقلى وتذكرنى اننى ( عانس ) ..
عانس كلمة قاسية جداً .. كلمة ميتة أرقى منها وأفضل .. عانس هى مرادف لكل شئ سئ .. كل شخص له أن يفسرها كما يحب .. وجدت نفسى أردد بصوت مرتفع كل ما يدور فى عقول من حولى عند ذكر كلمة عانس
_ عانس يعنى وحشه عشان كده محدش بصلها .. عانس يبقى اخلاقها وحشه عشان كده متجوزتش .. عانس يبقى عملت حاجه وحشه فى حياتها وربنا بيعاقبها .. المهم ان انا اللى غلطانه وانا السبب فى انى متجوزتش وحصلت على لقب عانس
شعرت بنبضات قلبى تتسارع لتواكب حالة الغضب بداخلى .. وفجأة دقت الساعة احدى عشر دقة ..
تلك الساعة اللعينة ..
وقفت امام المرأة اضع بعض المكياج على وجهى .. أريد أن أرى نفسى جميلة .. لى الحق أن أرى نفسى كذلك طالما لا يرانى أحد .. ارتديت احد فساتينى الزاهية التى لا أرتديها وأنا خارج المنزل .. ووجدت نفسى أرقص دون أن تكون هناك موسيقى .. كانت الموسيقى تتراقص فى عقلى .. تلك الحالة أشعرتنى بالسعادة وجعلتنى استلقى على سريرى منهكة .. ولكن عقلى اللعين كعادته كان يتفنن فى الإجهاز علي بذكرياتى السيئة عندما يرانى سعيدة ..
تذكرت قصة حبى الفاشلة الوحيدة .. كانت تجربة سيئة رغم اننى عشت لفترة وأنا أعتقد اننى سعيدة .. كان اسمه عادل ولكنه لم يكن له حظاً من اسمه هذا .. لعله الأن يعتبرنى تجربة ويحكى عنى لأصدقائه ليتباهى بما فعله بى ..أو لعله لا يتذكرنى على الاطلاق .. لكن أنا لا استطيع الا اتذكره ..
تقابلت معه وانا فى الثانية والثلاثين من عمرى .. قبل هذا السن لما أكن اسمح لأحد بالاقتراب منى .. لكن عندما تتجاوز المرأة سن الثلاثين تبدأ أسلحتها الدفاعية تنهك ولا تصبح صالحة كلياً للعمل ..
فى تلك الفترة كنت فى أضعف حالاتى ..
كان أبى قد توفى منذ شهرين فقط وأمى أصبحت مريضة ومصابة بجلطة فى المخ جعلتها غير قادرة على الكلام ولا الحركة .. كان وقتها عادل زميلى فى العمل وكان قد تم تعيينه منذ وقت قريب .. كان شاباً وسيماً وهادئاُ وملفت للنظر بأسلوبه وطريقته فى الحديث .. لم يكن يفوت فرصة ليبدى اهتمامه بى .. وبدأت مقاومتى تضعف أمام اهتمامه الزائد ومراعاته لمشاعرى ومشاركتى له لتفاصيل حزنى على أبى وأمى .. بدأت أشعر باحساس غريب يتملكنى ..
احساس جميل ومختلف ..صارحنى بمشاعره وصارحته أنا ايضاُ بمشاعرى .. ووجدت نفسى اتعلق به بشدة .. انتظره ليأتى الى العمل واهتم لتفاصيل حياته وأشعر بالغيرة عندما يتكلم أو يضحك مع احدى زميلاتنا أو احد الفتيات فى المدرسة .. مشاعرى كانت تقودنى رغماً عنى تجاهه ..
تعلمت معه الحب بكل تفاصيله .. وتعلمت ايضا الكذب .. فكنت اكذب على أمى حتى استطيع ان اخرج لاقابله بعيدا عن العمل .. ( ماما عندى شغل كتير النهاردة وهتأخر ساعة فى المدرسة ) .. ( ماما أنا هأروح النهاردة لدكتور السنان عشان ضرسنى بيوجعنى ) .. ( ماما انا عندى دورة تدريبية وهانزل كل يوم بعد الشغل ساعتين ) ..
سلسلة من الاكاذيب لا تنتهى .. وسلسلة من اللقاءات بينى وبينه فى اماكن عامة ولكنى لا أشعر بأحد غيره فيها ..
كنا نجلس لنتكلم لساعات .. كنت أشعر براحة لم أشعر بها من قبل .. كان هو كل حياتى وقتها ولم أشعر اننى احتاج شئ سواه .. اصبحت أحب اشياء لم أكن احبها من قبل .. أبقى لساعات اسمع لأغانى عن الحب وأتخيله معى .. اصبحت اكثر حيوية وسعادة .. امى نفسها رغم مرضها كانت تشعر أن تغييراً كبيراً قد طرأ علي ولكنها لم تكن تصارحنى أو لم تكن تقوى على ذلك .. كنت أرى ذلك فى عينيها ولكنها لم تحاول مرة أن تسألنى عن سبب هذا التغيير المفاجئ ..
ولكن السعادة لا تدوم للأبد ..
فى أحد الايام خرجت مع عادل .. قال لى انه يريد ان نركب سوياً مركب فى النيل .. اقتراحه أسعدنى كثيراً .. أخر مرة ركبت مركب فى النيل لما أكن اكملت وقتها اثنا عشر عاماً .. كنت مع أبى ورأيت المراكب تخترق النيل فى هدوء بشكل رائع فطلبت من أبى أن أركب مركب فى النيل .. لم يكن أبى وقتها يرفض طلباً لى .. نفس السعادة التى كنت أشعر بها وأنا طفلة شعرت بها وأنا داخل المركب مع عادل .. شعرت وكأننى عدت طفلة صغيرة مجدداً .. شعور رائع ان تستعيد احساسك بطفولتك مع شخص تحبه .. ولكنى رغم سعادتى تلك لاحظت أن عادل كان يريد قول شئ ولكنه متردد .. كان علي أن أعرف ما يؤرقه
_ مالك يا عادل ؟؟ انت النهارده فيك حاجه متغيره ؟؟
_ كويس .. مكنتش فاكر انك هتبقى حاسه بيا
_ طيب طمنى مالك ؟
_ اصل النهارده شايف قد ايه انتى جميله اوى
بدأت أشعر ببركان تهتز له جنبات جسدى .. بدأت مقاومتى تنهار .. شعر هو بما أشعر به ولذلك قرر كسر كل أسلحتى .. لمسة من يده على يدى كانت كافية كبداية لانهيار مقاومتى تماماً .. أحسست ان هناك حرب تدور داخلى
_ كفايه يا عادل
_ انتى ليه بتحاولى تهربى ؟
_ كفايه
_ برضو مصره تهربى من احساسك
_ مش باهرب .. لكن خايفه
_ بحبك
_ وأنا كمان
_ اللى بيحب بيثق فى اللى بيحبه
_ وأنا واثقة فيك
كانت تلك كلها مقدمة لاقناعى أن أذهب معه الى شقته .. كانت حجته انه يريد أن نجلس وحدنا دون أن يشعر أن هناك من يرانا .. وعندما رفضت فى البداية كانت جملته سابقة التجهيز ( يبقى مش واثقة فيا ) .. لا اعرف هل صدقته أم كنت أريد تصديقه .. لكن النتيجة واحدة .. ذهبت معه الى شقته وأصبحنا وحدنا كما أراد .. كل ما تعلمته لاثنين وثلاثين سنة عن العيب والحرام لم يعد موجود فى هذا الوقت .. كل الاشياء تحطمت ..
( 10 دقات .. الساعة 10 ) وقفت خلف النافذة المغلقة فى منزلى أنظر الى الشارع وكأننى أتلصص على المارين فيه .. كنت فى الماضى استطيع أن ألعب فى هذا الشارع وأنا طفلة أما الان لا استطيع .. تحركت داخل صالة المنزل وأنا ادفع قطعة مطوية من الورق وكأنها حجر ورسم خيالى مربعات وهمية للعبة ( الأولى ) التى كنت ألعبها وأنا صغيرة .. ولكنى لم أستطيع الاستمرار طويلاً فى ذلك فجسدى ليس هو جسد الطفلة المفعم بالحيوية التى كانت فى الماضى .. ولكنى ألجأ لأى شئ يؤنس وحدتى .. الوحدة شئ مخيف .. قد يكون أكثر ما يخيفنا من الموت أننا فى لحظة واحدة سنخرج من وسط من نحبهم ونصبح وحدنا .. انها رحلة لا يشاركك فيها أحد .. ندخل القبر وحدنا ونستمر فيه وحدنا .. الوحدة عقاب قاسى .. عندما يريدون تعذيب مسجون يحبسونه وحده .. لكن الوحدة لها بعض المزايا أيضاً .. فهى تجبرك على ملاحظة التفاصيل الصغيرة لكل شئ .. اذا عشت حياتك فى منزل واحد مع أسرتك فقد تقضى سنين طويلة ولا تكتشف كل التفاصيل الصغيرة فى هذا المكان وعندما ترى تلك التفاصيل تشعر وكأنك تراها للمرة الأولى .. جلست على المقعد الهزاز أحاول قراءة كتاب .. يقولون ان الكتاب أفضل صديق .. انا ليس لى اصدقاء .. زملائى فى العمل ليسوا أصدقائى ولا يربطنى بهم أى شئ غير العمل فقط .. لا أعلم هل هذا عيب فى أم فى من حولى .. أصبحت أخاف من التقرب من أحد حتى لا أسمع الجمل المعتادة .. ( هو لسه النصيب مجاش ؟ ) .. ( معلش متزعليش بكرة ربنا يبعتلك ابن الحلال ) .. أصبحت أخجل من زميلاتى اللائى يدارين ابناءهم منى أو يقرئوا أيات من القرأن سراً عندما أرى ابنائهم .. لم تعد أمى على قيد الحياة لأختبئ خلفها .. أصبحت أشعر دائماً بالخوف ولكن أكثر ما يخيفنى هو الوقت .. الوقت الذى كلما مر يقربنى من المجهول أكثر .. كل دقة من دقات الساعة القديمة تقترب بى أكثر من فقدان الأمل فى أى شئ .. اصبحت دقات تلك الساعة وكأنها سكاكين حامية تخترق عقلى وتذكرنى اننى ( عانس ) .. عانس كلمة قاسية جداً .. كلمة ميتة أرقى منها وأفضل .. عانس هى مرادف لكل شئ سئ .. كل شخص له أن يفسرها كما يحب .. وجدت نفسى أردد بصوت مرتفع كل ما يدور فى عقول من حولى عند ذكر كلمة عانس _ عانس يعنى وحشه عشان كده محدش بصلها .. عانس يبقى اخلاقها وحشه عشان كده متجوزتش .. عانس يبقى عملت حاجه وحشه فى حياتها وربنا بيعاقبها .. المهم ان انا اللى غلطانه وانا السبب فى انى متجوزتش وحصلت على لقب عانس شعرت بنبضات قلبى تتسارع لتواكب حالة الغضب بداخلى .. وفجأة دقت الساعة احدى عشر دقة .. تلك الساعة اللعينة .. وقفت امام المرأة اضع بعض المكياج على وجهى .. أريد أن أرى نفسى جميلة .. لى الحق أن أرى نفسى كذلك طالما لا يرانى أحد .. ارتديت احد فساتينى الزاهية التى لا أرتديها وأنا خارج المنزل .. ووجدت نفسى أرقص دون أن تكون هناك موسيقى .. كانت الموسيقى تتراقص فى عقلى .. تلك الحالة أشعرتنى بالسعادة وجعلتنى استلقى على سريرى منهكة .. ولكن عقلى اللعين كعادته كان يتفنن فى الإجهاز علي بذكرياتى السيئة عندما يرانى سعيدة .. تذكرت قصة حبى الفاشلة الوحيدة .. كانت تجربة سيئة رغم اننى عشت لفترة وأنا أعتقد اننى سعيدة .. كان اسمه عادل ولكنه لم يكن له حظاً من اسمه هذا .. لعله الأن يعتبرنى تجربة ويحكى عنى لأصدقائه ليتباهى بما فعله بى ..أو لعله لا يتذكرنى على الاطلاق .. لكن أنا لا استطيع الا اتذكره .. تقابلت معه وانا فى الثانية والثلاثين من عمرى .. قبل هذا السن لما أكن اسمح لأحد بالاقتراب منى .. لكن عندما تتجاوز المرأة سن الثلاثين تبدأ أسلحتها الدفاعية تنهك ولا تصبح صالحة كلياً للعمل .. فى تلك الفترة كنت فى أضعف حالاتى .. كان أبى قد توفى منذ شهرين فقط وأمى أصبحت مريضة ومصابة بجلطة فى المخ جعلتها غير قادرة على الكلام ولا الحركة .. كان وقتها عادل زميلى فى العمل وكان قد تم تعيينه منذ وقت قريب .. كان شاباً وسيماً وهادئاُ وملفت للنظر بأسلوبه وطريقته فى الحديث .. لم يكن يفوت فرصة ليبدى اهتمامه بى .. وبدأت مقاومتى تضعف أمام اهتمامه الزائد ومراعاته لمشاعرى ومشاركتى له لتفاصيل حزنى على أبى وأمى .. بدأت أشعر باحساس غريب يتملكنى .. احساس جميل ومختلف ..صارحنى بمشاعره وصارحته أنا ايضاُ بمشاعرى .. ووجدت نفسى اتعلق به بشدة .. انتظره ليأتى الى العمل واهتم لتفاصيل حياته وأشعر بالغيرة عندما يتكلم أو يضحك مع احدى زميلاتنا أو احد الفتيات فى المدرسة .. مشاعرى كانت تقودنى رغماً عنى تجاهه .. تعلمت معه الحب بكل تفاصيله .. وتعلمت ايضا الكذب .. فكنت اكذب على أمى حتى استطيع ان اخرج لاقابله بعيدا عن العمل .. ( ماما عندى شغل كتير النهاردة وهتأخر ساعة فى المدرسة ) .. ( ماما أنا هأروح النهاردة لدكتور السنان عشان ضرسنى بيوجعنى ) .. ( ماما انا عندى دورة تدريبية وهانزل كل يوم بعد الشغل ساعتين ) .. سلسلة من الاكاذيب لا تنتهى .. وسلسلة من اللقاءات بينى وبينه فى اماكن عامة ولكنى لا أشعر بأحد غيره فيها .. كنا نجلس لنتكلم لساعات .. كنت أشعر براحة لم أشعر بها من قبل .. كان هو كل حياتى وقتها ولم أشعر اننى احتاج شئ سواه .. اصبحت أحب اشياء لم أكن احبها من قبل .. أبقى لساعات اسمع لأغانى عن الحب وأتخيله معى .. اصبحت اكثر حيوية وسعادة .. امى نفسها رغم مرضها كانت تشعر أن تغييراً كبيراً قد طرأ علي ولكنها لم تكن تصارحنى أو لم تكن تقوى على ذلك .. كنت أرى ذلك فى عينيها ولكنها لم تحاول مرة أن تسألنى عن سبب هذا التغيير المفاجئ .. ولكن السعادة لا تدوم للأبد .. فى أحد الايام خرجت مع عادل .. قال لى انه يريد ان نركب سوياً مركب فى النيل .. اقتراحه أسعدنى كثيراً .. أخر مرة ركبت مركب فى النيل لما أكن اكملت وقتها اثنا عشر عاماً .. كنت مع أبى ورأيت المراكب تخترق النيل فى هدوء بشكل رائع فطلبت من أبى أن أركب مركب فى النيل .. لم يكن أبى وقتها يرفض طلباً لى .. نفس السعادة التى كنت أشعر بها وأنا طفلة شعرت بها وأنا داخل المركب مع عادل .. شعرت وكأننى عدت طفلة صغيرة مجدداً .. شعور رائع ان تستعيد احساسك بطفولتك مع شخص تحبه .. ولكنى رغم سعادتى تلك لاحظت أن عادل كان يريد قول شئ ولكنه متردد .. كان علي أن أعرف ما يؤرقه _ مالك يا عادل ؟؟ انت النهارده فيك حاجه متغيره ؟؟ _ كويس .. مكنتش فاكر انك هتبقى حاسه بيا _ طيب طمنى مالك ؟ _ اصل النهارده شايف قد ايه انتى جميله اوى بدأت أشعر ببركان تهتز له جنبات جسدى .. بدأت مقاومتى تنهار .. شعر هو بما أشعر به ولذلك قرر كسر كل أسلحتى .. لمسة من يده على يدى كانت كافية كبداية لانهيار مقاومتى تماماً .. أحسست ان هناك حرب تدور داخلى _ كفايه يا عادل _ انتى ليه بتحاولى تهربى ؟ _ كفايه _ برضو مصره تهربى من احساسك _ مش باهرب .. لكن خايفه _ بحبك _ وأنا كمان _ اللى بيحب بيثق فى اللى بيحبه _ وأنا واثقة فيك كانت تلك كلها مقدمة لاقناعى أن أذهب معه الى شقته .. كانت حجته انه يريد أن نجلس وحدنا دون أن يشعر أن هناك من يرانا .. وعندما رفضت فى البداية كانت جملته سابقة التجهيز ( يبقى مش واثقة فيا ) .. لا اعرف هل صدقته أم كنت أريد تصديقه .. لكن النتيجة واحدة .. ذهبت معه الى شقته وأصبحنا وحدنا كما أراد .. كل ما تعلمته لاثنين وثلاثين سنة عن العيب والحرام لم يعد موجود فى هذا الوقت .. كل الاشياء تحطمت ..