طعنة في الظل

طعنة في الظل
طعنة في الظل

زفرت ولاء بضيق، وأرغمت لسانها على الصمت، رغم أن كلمات الانزعاج والحدة تراقصت على طرفه، ترغب في إفاقة صديقتها من وهم الموت الذي أحكم قبضته عليها.

وفجأة، وكأن صلابتها تلاشت، ارتمت نهلة في أحضانها، تبكي بحرقة، بقلة حيلة، وبأسى يفوق الوصف، ثم همست بصوت مرتجف:

-وصيتي عيالي يا ولاء خلي بالك منهم عشان خاطر العيش والملح اللي ما بينا.

شدت ولاء ذراعيها حولها، وربتت على ظهرها بحنان، وقالت بصوتٍ يشوبه الإصرار:

-حاضر ياختي، عيالك في عنيا، وانتي ان شاء الله هتعيشي العمر كله تربيهم وتفرحي بيهم، أنا عندي ثقة في ربنا.

همست نهلة بعجز، بينما تمسح دموعها بألمٍ وارتجاف:

-يارب.

***

مرت الأيام سريعة، ونهلة تواصل إنهاك نفسها صباحًا في عملها، بالإضافة إلى عملٍ إضافي آخر، وتدخر الأموال مع صديقتها ولاء، وحينما يحل المساء، تعود إلى منزلها، تحتضن أولادها وتغمرهم بحنانها، مؤديةً واجباتها على أكمل وجه، مشبعةً حاجتها العاطفية في احتوائهم، مستمتعةً بلحظات طفولتهم البريئة عندما يحاولون مداعبتها، فتعود الضحكة إلى ملامحها رغم كل شيء.

أما طلال، فكان يختفي لساعاتٍ طويلة، لا يعود إلا متأخرًا، ولا يدخل معها في أي مشادات، وكأنه بات يرفق بها في الآونة الأخيرة، إلا أن تلك الليلة، عاد مبكرًا، واتخذ قراره بأن يتحدث معها، بينما كانت تقف في المطبخ، منشغلة بإعداد وجبتي العشاء والغداء لليوم التالي.

وقف خلفها، يحوم حولها كذئب يترقب لحظة الانقضاض، ثم قال بنبرة هادئة، مناقضة تمامًا لانفعالاته المعتادة:

-بقولك يا نهلة، كنت عايز اتكلم معاكي في موضوع كده.

لم تلتفت إليه، بل ظلت تواصل عملها، شاعرةً بحرارةٍ تتسرب إلى جسدها، لم تكن تدري إن كان ذلك بسبب الجو الخانق، أم الإرهاق الذي ينهشها بعد ساعاتٍ طويلة من الوقوف دون راحة، أم أن مرضها

بدأ يستنزف قواها بالفعل.

قالت بصوتٍ هادئ، تخفي خلفه تعبها وتوجسها من حديثه:

-خير يا طلال؟

ابتسم ابتسامة جانبية ساخرة، نطقت سخريةً أكثر من شفتيه، وقال بصوتٍ هادئ يتناقض مع الشر الذي توهج في عينيه:

-خير يا أم عمر، بس يعني أنا كنت بفكر أنا والعيال هنعمل إيه من بعدك!

قبضت على الملعقة الخشبية بقوة، محاولةً التماسك، فهي تدرك تمامًا أن ما سيقوله لاحقًا لن يكون في صالحها أبدًا، كانت تعرف طلال جيدًا، فهي تعلم أنه منذ علم بمرضها أنه لم يذرف دمعة واحدة، بل لمحت في عينيه شيئًا يشبه الشماتة، حتى وإن حاول إخفاءه خلف قناع الزيف.

قالت، بصوتٍ هادئ، على عكس ما يشتعل في صدرها من استنكار:

-يعني إيه مش فاهمة، فهمني أكتر؟

اقترب منها، حتى بات صوته الحزين يخترق مسامعها، لكن تلك النبرة الزائفة لم تخدعها، بل كانت كفيلةً بأن تنهش ما تبقى لديها من ثباتٍ انفعالي:

-بعد ما عرفت وسألت كام واحد في المستشفى على اشاعتك وتحاليلك، قالولي أن مفيش رجا، قولت في عقل بالي، نهلة خلاص بقالها أيام بسيطة وهتقابل وجه كريم، ماتزعليش مني يعني بس دي سنة الحياة، فقولت هتعمل إيه يا واد يا طلال انت وعيالك من غيرها، من غير ست تكون عمود البيت، تاخد بالها من مصالحكم، وتربية العيال وتعليمهم.

الآن، فهمت مغزى حديثه، فابتسمت بمرارة، لكنها لم تتفاجأ بوقاحته، التفتت إليه، تقابله بنظراتٍ خاويةٍ من أي مشاعر، فمنذ أن داهمها المرض، أصابها تبلد غريب، وكأنها لم تعد تكترث:

-عايز تتجوز من بعد ما أموت يعني؟

أجاب بثقةٍ وقحة:

-لا قبل لامؤاخذة واهو بردو تخدمك في آخر أيامك، وتقوليلها حياتنا ماشية ازاي، واهو بردو تطمني من ناحيتها.

أي وقاحةٍ هذه؟! لا تعلم، لكنها تدرك أن نظرته الغامضة وذلك الخطر الذي تشعر به أصبحا أقرب مما تظن، قالت باستنكارٍ مرير:

-عايز تتجوز وأنا لسة عايشة يا طلال؟

ضحك ضحكةً مربكة، ثم قال وكأنه يلقي بعبارةٍ منطقية لا تقبل الجدال.

-كله في مصلحة العيال يا أم العيال!

هزّت رأسها رفضًا، محاولةً استفزازه، لتجبره على خلع قناع الزيف الذي يرتديه، فقالت بحسم:

-لا يا طلال استنى لما ابقى أموت.

سرعان ما كشر عن أنيابه، وقال بنبرةٍ خالية من الهدوء المصطنع:

-وده ليه إن شاء الله، انتي اصلاً حرام ترفضي ليا كلمة، وبعدين انتي مريضة يعني مفيش منك أي فايدة وأنا راجل عايز حقوقي، ومن حقي ادور على واحدة تظبطلي حياتي اللي بايظة.

ارتفع حاجباها استنكارًا، لكنها تماسكت وقالت بصوتٍ متماسك رغم الغضب الذي يتقد في أعماقها:

-اصبر لما ابقى اموت اعمل ما بدالك، لكن طول ما أنا عايشة، أنا مش هدخل واحدة بيتي يا طلال!

رمقها بنظرةٍ ساخرة، ثم قال بوقاحةٍ تفوقت على كل ما سبق:

-وأنا مش هصبر وانتي المفروض تسمعي كلامي، وعلى فكرة انتي كده بتخالفي شرع ربنا، وشوفي بقى هتموتي وانتي واخدة عليكي ذنب عظيم، إنك بتخالفي رغبة جوزك، يا شيخة اشتري رضا جوزك عشان أخرتك.

مرت الساعات عليها بثقل رهيب، ففي تلك الليلة، لم تستطع نهلة إغماض عينيها، ظلت مستلقية، تفكر في كلمات طلال التي تسللت إلى قلبها كسهامٍ مسمومة، هل حقًا ترفض شرع الله؟ هل تأثم إن رفضت زواجه عليها وهي لا تزال على قيد الحياة؟!

عزمت أمرها، ارتدت عباءتها، وخرجت متجهة إلى المسجد القريب، حيث اعتادت رؤية شيخ وقور يجلس بعد الصلاة يجيب عن أسئلة الناس، دخلت بخشوع، وانتظرت حتى فرغ من حديثه مع الآخرين، ثم تقدمت إليه بصوتٍ خافت:

-لو سمحت يا شيخنا، كنت عايزة أسألك هو حرام لو رفضت إن جوزي يتجوز عليا، ده في إثم ولعياذ بالله عليا؟

انتظرت جوابه بقلبٍ مضطرب، متعلقة بأملٍ أخير يطفئ النار المشتعلة في صدرها.

***

وقد وجدت نهلة لدى الشيخ الجواب الذي أراح قلبها وأزال عن صدرها الشكوك التي أثارها طلال بكلماته المسمومة، زاد يقينها، واشتد إصرارها على رفض طلب زوجها القبيح، وكأنها استعادت شيئًا من قوتها المفقودة.

ما إن فتحت باب المنزل حتى قابلتها ولاء، صديقتها، بوجهٍ عابس ونبرةٍ ممتلئة بالضيق والعتاب:

-كنتي فين ده كله يا نهلة، أنا زهقت من كتر القعدة.

انعقد حاجبا نهلة بتعجب، وارتسم القلق على ملامحها وهي تسألها:

-في إيه يا ولاء؟ قلقتيني؟

أخذتها ولاء من يدها، وأجلستها إلى جوارها، بينما جلس عمر على مقعدٍ مجاور، يراقب حديثهما بصمت، لم تستطع ولاء كتمان فضولها، فسألت مباشرة:

-قوليلي الاول كنتي عند الشيخ بتعملي إيه؟! الواد عمر قالي إنك عند الشيخ!

تنهدت نهلة بثقل، وقد شعرت أخيرًا ببعض الراحة بعد اضطراب طويل:

-كنت بسأله لو في ذنب عليا لو عارضت إنلال يتجوز عليا!

اتسعت عينا ولاء بصدمة، وهتفت مستنكرة:

-يالهوي هو البجح ابن البجح عايز يتجوز عليكي؟

هزت نهلة رأسها إيجابًا، ثم ضحكت بمرارة وهي تتابع:

-عايز يتجوز ويجيبها تقعد معايا هنا، تخدمني واقولها نظام حياتنا ماشية ازاي!

كزّت ولاء على أسنانها بغيظٍ رهيب، واشتعل الغضب في عينيها وهي تقول بحنق:

-اقسم بالله أنا حاسة في حوار كبير بيتعمل عليكي، ومن امبارح بفكر ومانمتش أصلاً، بعد ما عرفت من وائل ابن عمي عن جوزك حاجة خطيرة جدًا.

زفرت ولاء بضيق، وأرغمت لسانها على الصمت، رغم أن كلمات الانزعاج والحدة تراقصت على طرفه، ترغب في إفاقة صديقتها من وهم الموت الذي أحكم قبضته عليها. وفجأة، وكأن صلابتها تلاشت، ارتمت نهلة في أحضانها، تبكي بحرقة، بقلة حيلة، وبأسى يفوق الوصف، ثم همست بصوت مرتجف: -وصيتي عيالي يا ولاء خلي بالك منهم عشان خاطر العيش والملح اللي ما بينا. شدت ولاء ذراعيها حولها، وربتت على ظهرها بحنان، وقالت بصوتٍ يشوبه الإصرار: -حاضر ياختي، عيالك في عنيا، وانتي ان شاء الله هتعيشي العمر كله تربيهم وتفرحي بيهم، أنا عندي ثقة في ربنا. همست نهلة بعجز، بينما تمسح دموعها بألمٍ وارتجاف: -يارب. *** مرت الأيام سريعة، ونهلة تواصل إنهاك نفسها صباحًا في عملها، بالإضافة إلى عملٍ إضافي آخر، وتدخر الأموال مع صديقتها ولاء، وحينما يحل المساء، تعود إلى منزلها، تحتضن أولادها وتغمرهم بحنانها، مؤديةً واجباتها على أكمل وجه، مشبعةً حاجتها العاطفية في احتوائهم، مستمتعةً بلحظات طفولتهم البريئة عندما يحاولون مداعبتها، فتعود الضحكة إلى ملامحها رغم كل شيء. أما طلال، فكان يختفي لساعاتٍ طويلة، لا يعود إلا متأخرًا، ولا يدخل معها في أي مشادات، وكأنه بات يرفق بها في الآونة الأخيرة، إلا أن تلك الليلة، عاد مبكرًا، واتخذ قراره بأن يتحدث معها، بينما كانت تقف في المطبخ، منشغلة بإعداد وجبتي العشاء والغداء لليوم التالي. وقف خلفها، يحوم حولها كذئب يترقب لحظة الانقضاض، ثم قال بنبرة هادئة، مناقضة تمامًا لانفعالاته المعتادة: -بقولك يا نهلة، كنت عايز اتكلم معاكي في موضوع كده. لم تلتفت إليه، بل ظلت تواصل عملها، شاعرةً بحرارةٍ تتسرب إلى جسدها، لم تكن تدري إن كان ذلك بسبب الجو الخانق، أم الإرهاق الذي ينهشها بعد ساعاتٍ طويلة من الوقوف دون راحة، أم أن مرضها
بدأ يستنزف قواها بالفعل. قالت بصوتٍ هادئ، تخفي خلفه تعبها وتوجسها من حديثه: -خير يا طلال؟ ابتسم ابتسامة جانبية ساخرة، نطقت سخريةً أكثر من شفتيه، وقال بصوتٍ هادئ يتناقض مع الشر الذي توهج في عينيه: -خير يا أم عمر، بس يعني أنا كنت بفكر أنا والعيال هنعمل إيه من بعدك! قبضت على الملعقة الخشبية بقوة، محاولةً التماسك، فهي تدرك تمامًا أن ما سيقوله لاحقًا لن يكون في صالحها أبدًا، كانت تعرف طلال جيدًا، فهي تعلم أنه منذ علم بمرضها أنه لم يذرف دمعة واحدة، بل لمحت في عينيه شيئًا يشبه الشماتة، حتى وإن حاول إخفاءه خلف قناع الزيف. قالت، بصوتٍ هادئ، على عكس ما يشتعل في صدرها من استنكار: -يعني إيه مش فاهمة، فهمني أكتر؟ اقترب منها، حتى بات صوته الحزين يخترق مسامعها، لكن تلك النبرة الزائفة لم تخدعها، بل كانت كفيلةً بأن تنهش ما تبقى لديها من ثباتٍ انفعالي: -بعد ما عرفت وسألت كام واحد في المستشفى على اشاعتك وتحاليلك، قالولي أن مفيش رجا، قولت في عقل بالي، نهلة خلاص بقالها أيام بسيطة وهتقابل وجه كريم، ماتزعليش مني يعني بس دي سنة الحياة، فقولت هتعمل إيه يا واد يا طلال انت وعيالك من غيرها، من غير ست تكون عمود البيت، تاخد بالها من مصالحكم، وتربية العيال وتعليمهم. الآن، فهمت مغزى حديثه، فابتسمت بمرارة، لكنها لم تتفاجأ بوقاحته، التفتت إليه، تقابله بنظراتٍ خاويةٍ من أي مشاعر، فمنذ أن داهمها المرض، أصابها تبلد غريب، وكأنها لم تعد تكترث: -عايز تتجوز من بعد ما أموت يعني؟ أجاب بثقةٍ وقحة: -لا قبل لامؤاخذة واهو بردو تخدمك في آخر أيامك، وتقوليلها حياتنا ماشية ازاي، واهو بردو تطمني من ناحيتها. أي وقاحةٍ هذه؟! لا تعلم، لكنها تدرك أن نظرته
الغامضة وذلك الخطر الذي تشعر به أصبحا أقرب مما تظن، قالت باستنكارٍ مرير: -عايز تتجوز وأنا لسة عايشة يا طلال؟ ضحك ضحكةً مربكة، ثم قال وكأنه يلقي بعبارةٍ منطقية لا تقبل الجدال. -كله في مصلحة العيال يا أم العيال! هزّت رأسها رفضًا، محاولةً استفزازه، لتجبره على خلع قناع الزيف الذي يرتديه، فقالت بحسم: -لا يا طلال استنى لما ابقى أموت. سرعان ما كشر عن أنيابه، وقال بنبرةٍ خالية من الهدوء المصطنع: -وده ليه إن شاء الله، انتي اصلاً حرام ترفضي ليا كلمة، وبعدين انتي مريضة يعني مفيش منك أي فايدة وأنا راجل عايز حقوقي، ومن حقي ادور على واحدة تظبطلي حياتي اللي بايظة. ارتفع حاجباها استنكارًا، لكنها تماسكت وقالت بصوتٍ متماسك رغم الغضب الذي يتقد في أعماقها: -اصبر لما ابقى اموت اعمل ما بدالك، لكن طول ما أنا عايشة، أنا مش هدخل واحدة بيتي يا طلال! رمقها بنظرةٍ ساخرة، ثم قال بوقاحةٍ تفوقت على كل ما سبق: -وأنا مش هصبر وانتي المفروض تسمعي كلامي، وعلى فكرة انتي كده بتخالفي شرع ربنا، وشوفي بقى هتموتي وانتي واخدة عليكي ذنب عظيم، إنك بتخالفي رغبة جوزك، يا شيخة اشتري رضا جوزك عشان أخرتك. مرت الساعات عليها بثقل رهيب، ففي تلك الليلة، لم تستطع نهلة إغماض عينيها، ظلت مستلقية، تفكر في كلمات طلال التي تسللت إلى قلبها كسهامٍ مسمومة، هل حقًا ترفض شرع الله؟ هل تأثم إن رفضت زواجه عليها وهي لا تزال على قيد الحياة؟! عزمت أمرها، ارتدت عباءتها، وخرجت متجهة إلى المسجد القريب، حيث اعتادت رؤية شيخ وقور يجلس بعد الصلاة يجيب عن أسئلة الناس، دخلت بخشوع، وانتظرت حتى فرغ من حديثه مع الآخرين، ثم تقدمت إليه بصوتٍ خافت: -لو سمحت يا شيخنا، كنت عايزة أسألك هو حرام لو رفضت إن جوزي يتجوز عليا، ده في إثم ولعياذ بالله عليا؟ انتظرت جوابه بقلبٍ مضطرب، متعلقة بأملٍ أخير يطفئ النار المشتعلة في صدرها. *** وقد وجدت نهلة لدى الشيخ الجواب الذي أراح قلبها وأزال عن صدرها الشكوك التي أثارها طلال بكلماته المسمومة، زاد يقينها، واشتد إصرارها على رفض طلب زوجها القبيح، وكأنها استعادت شيئًا من قوتها المفقودة. ما إن فتحت باب المنزل حتى قابلتها ولاء، صديقتها، بوجهٍ عابس ونبرةٍ ممتلئة بالضيق والعتاب: -كنتي فين ده كله يا نهلة، أنا زهقت من كتر القعدة. انعقد حاجبا نهلة بتعجب، وارتسم القلق على ملامحها وهي تسألها: -في إيه يا ولاء؟ قلقتيني؟ أخذتها ولاء من يدها، وأجلستها إلى جوارها، بينما جلس عمر على مقعدٍ مجاور، يراقب حديثهما بصمت، لم تستطع ولاء كتمان فضولها، فسألت مباشرة: -قوليلي الاول كنتي عند الشيخ بتعملي إيه؟! الواد عمر قالي إنك عند الشيخ! تنهدت نهلة بثقل، وقد شعرت أخيرًا ببعض الراحة بعد اضطراب طويل: -كنت بسأله لو في ذنب عليا لو عارضت إنلال يتجوز عليا! اتسعت عينا ولاء بصدمة، وهتفت مستنكرة: -يالهوي هو البجح ابن البجح عايز يتجوز عليكي؟ هزت نهلة رأسها إيجابًا، ثم ضحكت بمرارة وهي تتابع: -عايز يتجوز ويجيبها تقعد معايا هنا، تخدمني واقولها نظام حياتنا ماشية ازاي! كزّت ولاء على أسنانها بغيظٍ رهيب، واشتعل الغضب في عينيها وهي تقول بحنق: -اقسم بالله أنا حاسة في حوار كبير بيتعمل عليكي، ومن امبارح بفكر ومانمتش أصلاً، بعد ما عرفت من وائل ابن عمي عن جوزك حاجة خطيرة جدًا.
تم نسخ الرابط