أسيرة قبيلته وقلبه!

أسيرة قبيلته وقلبه!
أسيرة قبيلته وقلبه!

اذًا تلك الخبيثة مهرة لها حسابات اخرى، فهي مَن شجعت وساعدت رويدة على الهرب والآن تدينها وتفشي بأسرارها امام راكان!!

ابتلعت ريقها حين عاد راكان بأنظاره لها وكأنه اسد يستعد للانقضاض على فريسته، ثم همست بخفوت متوجس:

-انا عايزة أمشي.

أمال رأسه مشيرًا لأذنيه بسخرية:

-عايزة إيه سمعيني تاني كدا؟

حاولت اجلاء صوتها الذي انسحب من حتجرتها وكررت:

-عايزة أمشي.

إلتوت شفتاه بابتسامة ساخرة سرعان ما ذابت لتبقى نظرته العميقة القاسية التي تشعرك وكأن الظلام بها سيبتلعك.. تزامنًا مع لهجته الخشنة التي تنضح بالسيطرة والصرامة:

-تبقي مجنونة لو فكرتي إن دخول دار حد من قبيلة السواركة زي الخروج منه، انتي دخلتي بمزاجك ومش راح تخرجي إلا بمزاجنا احنا.

رغم القلق الذي كان يستوحش دواخلها، إلا أنها حاولت بناء جسر من الشجاعة لتخطو فوقه وتصل لبر الأمان:

-ليه ان شاء الله؟ انتوا مفكرين نفسكم مين؟ هو مفيش قانون وحكومة في البلد ولا إيه!

أشار بيده لأرض في اشارة لقبيلتهم، ومن ثم أضاف بنبرة متجبرة قاسية:

-هنا مفيش إلا قانون واحد، وهو قانون قبيلة السواركة اللي انتي دخلتي ارضها ودارها برجليكي وهرَّبتي عروس منهم، والقانون بتاعنا بيقول إنك لازم تتحبسي لحد ما رويدة ترجع، السن بالسن!

هزت رأسها نافية بشدة مع كل كلمة كانت تخرج، ثم تحركت بسرعة نحو باب الغرفة تنوي المغادرة وهي تغمغم بعنفوان أبي:

-لا دا انتوا مجانين، أنا همشي حالًا.

 

ولكنه كان اسرع منها فقبض على ذراعها بعنف يجذبها نحوه، حتى اصطدمت بصدره فانتفضت وقشعريرة كالكهرباء تسري في جسدها، أبعدها عنه محافظًا على بعض سنتيمترات قليلة بينهم، لم تمنع اتصال عينيها الخضراء المهتزة كأوراق شجرة ذابلة، بعينيه المشتعلتين بالغضب وهو يهدر في وجهها:

-مابحبش أكرر كلامي مرتين، قلت مش رح تخرجي من هنا قبل

ما رويدة ترجع، واحمدي ربك لو الشيخ حكم إنك تقعدي في الغرفة دي.

ثم تركها وهو يتحرك نحو باب الغرفة فزمجرت بجنون وكأن لسانها قد تحرر من سطوته المغيظة:

-ماتقدرش تحبسني لا انت ولا الشيخ بتاعك، انا هاوديكم في ستين داهية، سامعني؟

ولكنه بدا وكأنه لم يسمعها من الاساس، خرج مغلقًا الباب خلفه ثم سمعت صوت المفتاح في الباب فازداد شعورها بالقهر والغضب..

 

****

مر الوقت عليها وحيدة في تلك الغرفة، تشعر أنها قضبان تضغط على قفصها الصدري بضراوة خانقة، حتى شعرت أنها لا تستطيع البقاء هنا أكثر..

وقع بصرها على النافذة فاقتربت منها ونظرت للاسفل تحسب المسافة بينهما، وفكرة مجنونة تطرق ابواب عقلها تحثها على الهرب من تلك النافذة خاصةً أن المسافة ليست كبيرة جدًا وبالاسفل توجد سيارة يمكنها القفز فوقها، ولكنها قد تؤذي نفسها!

وقفت على الفراش بتردد وقدم مرتعشة، حتى صارت يمكنها تسلق النافذة، رفعت قدمها وبدأت تحاول الخروج لكن فجأة انزلقت قدمها نحو الاسفل فهربت صرخة مكتومة من شفتيها شاعرة أنها قد تهوي للأسفل على رأسها في اي لحظة!

 

ولكن بثوانٍ معدودة شعرت بذراعين قويتين تجذباها بقوة للداخل، شهقت وكأنها تتنفس أخيرًا بعد لحظات عجزت فيها حتى عن التنفس، وكانت بين ذراعي “راكان” تقريبًا دون وعي منهما، والذي كان يحدق بها بنظرة محفوفة بالغضب لكن وكأنها كانت تحمل اسفلها شيئًا آخر لم تفهمه تمامًا!

 

قطع الصمت بصوته الأجش الذي فاح بالضيق وهو لا يزال ممسكًا بها بقوة:

-وش اللي تسويه؟ كنتي ناوية تطيري ولا تحسبي نفسك صقر!

كانت عيناها زائغتين ولا زال رعب اللحظات السابقة محشورًا في خلايا روحها، ولم ينل منها رد على قوله سوى اهتزازة صغيرة من رأسها بحنق مبطن، فوجد نفسه يسألها بتوجس بلهجة عادية متخليًا عن لهجته البدوية:

-انتي كويسة؟ حاسه بحاجة؟

رفعت عيناها الخضراء المتسعة نحوه باندهاش وهمست بعفوية:

-أنت بتتكلم زينا عادي اهو؟

 

لم يجيبها سريعًا في ظل المحاكمة الداخلية التي أقامها عقله متسائلًا عن تغييره للهجته دون تفكير، وكأنه اراد أن يمحو عنها شعور الوحدة الذي دفعها للتصرف بجنون بهذه الطريقة، وكأن خضراوتيها تتوسلان منه حماية يوخزه صدره بجنون ليوفرها لها!

 

في نفس الوقت الذي انتبهت فيه زينة لوضعهما فابتعدت عنه في توتر حرج وهي تتشدق محاولة التهرب من نظراته:

-أنا… كنت بحاول أشوف طريقة للخروج.

هز رأسه بسخرية، ثم قال بنبرة ساخرة لكنها خافتة عن المعتاد، كأن جزءًا منه يحاول ألا يزيد من اضطرابها:

-آه طبعًا، فكرة عبقرية جدًا إنك ترمي نفسك من الشباك! كان ممكن تتكسري، وساعتها نعمل إيه احنا؟

 

صمتت زينة، وشعرت للحظة بغرابة في نبرته… لم يكن فقط غاضبًا، بل بدا كأنه قلق، كأن جزءًا منه لا يريد أن تتأذى رغم كل شيء ورغم عدم ثقته بها، لكنها لم تسمح لنفسها بالتصديق.

لذا واصلت بتحدٍ وهي ترفع ذقنها محاولة إخفاء ارتجافها:

-ماحدش طلب منك تنقذني، انا كنت هتصرف وألحق نفسي!

 

نظر إليها للحظة طويلة، عيناه الداكنتان تتأملان ملامحها الناعمة التي لامست قلبه الصلد نافضة عنه أتربة البرود والجفاف دون أن يشعر!

تنحنح طاردًا كل ما يفكر به، وتفوه بفظاظة متعمدة تنافست مع السخرية للمثول في نغمته:

-عندك حق انا غلطان، اكيد انتي كنتي هتتصرفي ويطلعلك جناحات مثلًا، بس ياريت المرة الجايه لما تطيري ماتجيبلناش مصيبة.

 

لم ينتظر ردها وانطلق مغادرًا الغرفة بوجهٍ مكفهر، بينما زينة جلست على الفراش بأحاسيس كانت ضربًا من الجنون، يغلفها تناقض لم تعرف له مثيل!

****

مر وقت طويل عليها في تلك الغرفة إلى أن غفت تائمة دون أن تشعر، وفي صباح اليوم التالي وجدت الباب يُفتح وفتاةٍ ما يبدو أنها عاملة بالمنزل تقول لها:

-تعالي وراي، الشيخ يبغاك في المجلس.

هزت رأسها بعدم تصديق مرددة بما اشبه الهذيان وهي تكاد تبكي:

-شيخ مين ومجلس إيه انتوا هتعملولي محاكمة عسكرية ولا إيه الله يخربيتكم!

 

وصلت مع تلك الفتاة الى احد الابواب، حينها دخلت بمفردها، وجدت نفسها في غرفة واسعة

تفترشها سجادة بدوية مزخرفة، وأمامها يجلس الشيخ الطاعن في السن، تحيط به مجموعة من رجال القبيلة، بعضهم ينظر إليها بارتياب، والبعض الآخر يتحدث بصوت منخفض، بينما راكان يقف عند الباب، متكئًا على أحد الأعمدة، يداه معقودتان أمام صدره، ونظراته الجامدة مركزة عليها.

 

قطع الصمت الشيخ حين تحدث بصوت هادئ لكنه نافذ الهيبة:

-هاه، قولي لنا يا بِنت، شلون دَخلتي ديارنا؟ وش تِسوّي فِي غرفة العروسة؟

ابتلعت زينة ريقها وهي تحاول الحفاظ على هدوئها، وتكلمت بنبرة متماسكة:

-أنا قولت قبل كدا، دخلت غصب عني وأنا بهرب من ناس كانوا عايزين يأذوني، الموضوع مالهوش أي علاقة بيكم.

غمغم بشك رجل من الحضور وهو ينظر للشيخ:

-سِبحان الله، تهرب وتدخُل دُور السواركة تحديدًا؟! ودِي كمان تِلبس فستان العروس؟ حَد يصدِّق؟

اذًا تلك الخبيثة مهرة لها حسابات اخرى، فهي مَن شجعت وساعدت رويدة على الهرب والآن تدينها وتفشي بأسرارها امام راكان!! ابتلعت ريقها حين عاد راكان بأنظاره لها وكأنه اسد يستعد للانقضاض على فريسته، ثم همست بخفوت متوجس: -انا عايزة أمشي. أمال رأسه مشيرًا لأذنيه بسخرية: -عايزة إيه سمعيني تاني كدا؟ حاولت اجلاء صوتها الذي انسحب من حتجرتها وكررت: -عايزة أمشي. إلتوت شفتاه بابتسامة ساخرة سرعان ما ذابت لتبقى نظرته العميقة القاسية التي تشعرك وكأن الظلام بها سيبتلعك.. تزامنًا مع لهجته الخشنة التي تنضح بالسيطرة والصرامة: -تبقي مجنونة لو فكرتي إن دخول دار حد من قبيلة السواركة زي الخروج منه، انتي دخلتي بمزاجك ومش راح تخرجي إلا بمزاجنا احنا. رغم القلق الذي كان يستوحش دواخلها، إلا أنها حاولت بناء جسر من الشجاعة لتخطو فوقه وتصل لبر الأمان: -ليه ان شاء الله؟ انتوا مفكرين نفسكم مين؟ هو مفيش قانون وحكومة في البلد ولا إيه! أشار بيده لأرض في اشارة لقبيلتهم، ومن ثم أضاف بنبرة متجبرة قاسية: -هنا مفيش إلا قانون واحد، وهو قانون قبيلة السواركة اللي انتي دخلتي ارضها ودارها برجليكي وهرَّبتي عروس منهم، والقانون بتاعنا بيقول إنك لازم تتحبسي لحد ما رويدة ترجع، السن بالسن! هزت رأسها نافية بشدة مع كل كلمة كانت تخرج، ثم تحركت بسرعة نحو باب الغرفة تنوي المغادرة وهي تغمغم بعنفوان أبي: -لا دا انتوا مجانين، أنا همشي حالًا.   ولكنه كان اسرع منها فقبض على ذراعها بعنف يجذبها نحوه، حتى اصطدمت بصدره فانتفضت وقشعريرة كالكهرباء تسري في جسدها، أبعدها عنه محافظًا على بعض سنتيمترات قليلة بينهم، لم تمنع اتصال عينيها الخضراء المهتزة كأوراق شجرة ذابلة، بعينيه المشتعلتين بالغضب وهو يهدر في وجهها: -مابحبش أكرر كلامي مرتين، قلت مش رح تخرجي من هنا قبل
ما رويدة ترجع، واحمدي ربك لو الشيخ حكم إنك تقعدي في الغرفة دي. ثم تركها وهو يتحرك نحو باب الغرفة فزمجرت بجنون وكأن لسانها قد تحرر من سطوته المغيظة: -ماتقدرش تحبسني لا انت ولا الشيخ بتاعك، انا هاوديكم في ستين داهية، سامعني؟ ولكنه بدا وكأنه لم يسمعها من الاساس، خرج مغلقًا الباب خلفه ثم سمعت صوت المفتاح في الباب فازداد شعورها بالقهر والغضب..   **** مر الوقت عليها وحيدة في تلك الغرفة، تشعر أنها قضبان تضغط على قفصها الصدري بضراوة خانقة، حتى شعرت أنها لا تستطيع البقاء هنا أكثر.. وقع بصرها على النافذة فاقتربت منها ونظرت للاسفل تحسب المسافة بينهما، وفكرة مجنونة تطرق ابواب عقلها تحثها على الهرب من تلك النافذة خاصةً أن المسافة ليست كبيرة جدًا وبالاسفل توجد سيارة يمكنها القفز فوقها، ولكنها قد تؤذي نفسها! وقفت على الفراش بتردد وقدم مرتعشة، حتى صارت يمكنها تسلق النافذة، رفعت قدمها وبدأت تحاول الخروج لكن فجأة انزلقت قدمها نحو الاسفل فهربت صرخة مكتومة من شفتيها شاعرة أنها قد تهوي للأسفل على رأسها في اي لحظة!   ولكن بثوانٍ معدودة شعرت بذراعين قويتين تجذباها بقوة للداخل، شهقت وكأنها تتنفس أخيرًا بعد لحظات عجزت فيها حتى عن التنفس، وكانت بين ذراعي “راكان” تقريبًا دون وعي منهما، والذي كان يحدق بها بنظرة محفوفة بالغضب لكن وكأنها كانت تحمل اسفلها شيئًا آخر لم تفهمه تمامًا!   قطع الصمت بصوته الأجش الذي فاح بالضيق وهو لا يزال ممسكًا بها بقوة: -وش اللي تسويه؟ كنتي ناوية تطيري ولا تحسبي نفسك صقر! كانت عيناها زائغتين ولا زال رعب اللحظات السابقة محشورًا في خلايا روحها، ولم ينل منها رد على قوله سوى اهتزازة صغيرة من رأسها بحنق مبطن، فوجد نفسه يسألها بتوجس بلهجة
عادية متخليًا عن لهجته البدوية: -انتي كويسة؟ حاسه بحاجة؟ رفعت عيناها الخضراء المتسعة نحوه باندهاش وهمست بعفوية: -أنت بتتكلم زينا عادي اهو؟   لم يجيبها سريعًا في ظل المحاكمة الداخلية التي أقامها عقله متسائلًا عن تغييره للهجته دون تفكير، وكأنه اراد أن يمحو عنها شعور الوحدة الذي دفعها للتصرف بجنون بهذه الطريقة، وكأن خضراوتيها تتوسلان منه حماية يوخزه صدره بجنون ليوفرها لها!   في نفس الوقت الذي انتبهت فيه زينة لوضعهما فابتعدت عنه في توتر حرج وهي تتشدق محاولة التهرب من نظراته: -أنا… كنت بحاول أشوف طريقة للخروج. هز رأسه بسخرية، ثم قال بنبرة ساخرة لكنها خافتة عن المعتاد، كأن جزءًا منه يحاول ألا يزيد من اضطرابها: -آه طبعًا، فكرة عبقرية جدًا إنك ترمي نفسك من الشباك! كان ممكن تتكسري، وساعتها نعمل إيه احنا؟   صمتت زينة، وشعرت للحظة بغرابة في نبرته… لم يكن فقط غاضبًا، بل بدا كأنه قلق، كأن جزءًا منه لا يريد أن تتأذى رغم كل شيء ورغم عدم ثقته بها، لكنها لم تسمح لنفسها بالتصديق. لذا واصلت بتحدٍ وهي ترفع ذقنها محاولة إخفاء ارتجافها: -ماحدش طلب منك تنقذني، انا كنت هتصرف وألحق نفسي!   نظر إليها للحظة طويلة، عيناه الداكنتان تتأملان ملامحها الناعمة التي لامست قلبه الصلد نافضة عنه أتربة البرود والجفاف دون أن يشعر! تنحنح طاردًا كل ما يفكر به، وتفوه بفظاظة متعمدة تنافست مع السخرية للمثول في نغمته: -عندك حق انا غلطان، اكيد انتي كنتي هتتصرفي ويطلعلك جناحات مثلًا، بس ياريت المرة الجايه لما تطيري ماتجيبلناش مصيبة.   لم ينتظر ردها وانطلق مغادرًا الغرفة بوجهٍ مكفهر، بينما زينة جلست على الفراش بأحاسيس كانت ضربًا من الجنون، يغلفها تناقض لم تعرف له مثيل! **** مر وقت طويل عليها في تلك الغرفة إلى أن غفت تائمة دون أن تشعر، وفي صباح اليوم التالي وجدت الباب يُفتح وفتاةٍ ما يبدو أنها عاملة بالمنزل تقول لها: -تعالي وراي، الشيخ يبغاك في المجلس. هزت رأسها بعدم تصديق مرددة بما اشبه الهذيان وهي تكاد تبكي: -شيخ مين ومجلس إيه انتوا هتعملولي محاكمة عسكرية ولا إيه الله يخربيتكم!   وصلت مع تلك الفتاة الى احد الابواب، حينها دخلت بمفردها، وجدت نفسها في غرفة واسعة تفترشها سجادة بدوية مزخرفة، وأمامها يجلس الشيخ الطاعن في السن، تحيط به مجموعة من رجال القبيلة، بعضهم ينظر إليها بارتياب، والبعض الآخر يتحدث بصوت منخفض، بينما راكان يقف عند الباب، متكئًا على أحد الأعمدة، يداه معقودتان أمام صدره، ونظراته الجامدة مركزة عليها.   قطع الصمت الشيخ حين تحدث بصوت هادئ لكنه نافذ الهيبة: -هاه، قولي لنا يا بِنت، شلون دَخلتي ديارنا؟ وش تِسوّي فِي غرفة العروسة؟ ابتلعت زينة ريقها وهي تحاول الحفاظ على هدوئها، وتكلمت بنبرة متماسكة: -أنا قولت قبل كدا، دخلت غصب عني وأنا بهرب من ناس كانوا عايزين يأذوني، الموضوع مالهوش أي علاقة بيكم. غمغم بشك رجل من الحضور وهو ينظر للشيخ: -سِبحان الله، تهرب وتدخُل دُور السواركة تحديدًا؟! ودِي كمان تِلبس فستان العروس؟ حَد يصدِّق؟
تم نسخ الرابط