باب رزق
يدخل سعيد المنزل ليتجه من فوره الي سريره ليسقط في بحر من القار الأسود لا يشعر بأي شيء حتي صباح اليوم التالي يرن جرس المنبه فيفتح رزق عينيه منتبها بصعوبة وهو يتساءل هل ما ممر به امس كان حقيقة ام مجرد حلم من أحلام )الكونجيستال( قبل ان يعتدل ليضع الفوطة علي كتفه ويتجه نحو باب الغرفة مغلقا اياه خلفه ليخرج من الغرفة مارا بأمه التي تلاحظه وهو يمضي من امامها صامتا ليغيب داخل الحمام بينما تتابعه الام متعجبة قبل ان يخرج مرة اخري عائدا الي حجرته فتصيح به امه
– هو ايه اصله ده؟؟ انت واكل سد الحنك ولا ايه عالصبح
يجيبها رزق في ارهاق واضح
– جسمي مكسر من مشوار امبارح ولازم اصحي اروح الشغل .. – عملت ايه امبارح؟
– اما ارجع ابقي احكيلك
يرتدي رزق ملابسه على عجل وينطلق مغادرا الشقة مسلما على امه ليغلق باب الشقة خلفه لينزل سلالم البيت قفزا
يخرج رزق من باب العمارة ليتجه الي احد الارصفة الممتلئ بالسيارات المركونة فلا يجد سيارته ليقف ويحك رأسه في غباء وهو يبحث حوله عن سيارته دون جدوي في نفس اللحظة يرن جرس تليفونه باتصال من نفس الرقم الغريب يفتح رزق الخط ويضع الهاتف علي اذنه ليجد نفس الرجل ذو الصوت المميز يكلمه فيجيبه ملهوفا
– الو .. ايوه يا باشا انا اتصلت بيك امبارح اشكرك بس حضرتك ما ردتش قلت بلاش ازعجك .. بس في حاجة عجيبة … انا نزلت النهاردة اركب عربيتي مش لاقيها برضه …
في نفس التوقيت وفي مستودع ضخم شبه فارغ الا من بعض قطع الاثار الفرعونية وبعض قطع غيار السيارات تم استخراجها من سيارات عاملة وبعض الإطارات ومكتب
الرجل
– لأ ثواني كده ..
يلتفت الرجل الي احد صبيانه ليسأله بلهجة من سأم عدم تنفيذ أوامره بحذافيرها
– انت ركنت العربية فين يا واد؟؟
يميل احد رجاله ليهمس في اذنه ببعض كلمات قبل ان يعاود الكلام في الهاتف
– بص يا استاذ رزق مكان مابتركن عربيتك عدي عربيتين وعربيتك التالتة بس هاتلاقيها متغطية علشان خفنا عليها
امام باب العمارة يجري رزق حتى يصل الي عربته ليكشف غطائها ويطمئن عليها حتي ليكاد يقبلها من فرط اشتياقه لها وهو يقول
– خفت عليها؟؟ خفت عليها من ايه يا باشا؟؟
يرجع الرجل ظهره ليستند الي كرسيه مسترخيا وهو يقول مبتسما
– هو انا ماقولتلكش؟ اه صحيح ماقولتلكش … اخدتني انت في دوكة مع اني متصل بيك علشان كده اصلا … بص يا استاذ رزق انا سيبت لك في العربية هدية بسيطة كده ده نصيبك في العملية
يبدو عدم الفهم علي ملامح رزق وهو يجيب
– عملية ايه يا باشا؟؟
يحتد الرجل بلهجة من لم يعتد المقاطعة وعاش ردحا طويلا من الزمن يلقي الأوامر ولا يتلقاها
– ما هو انت لو بطلت تقاطعني كل شوية هافهمك كل حاجة … كان في حتتين اثار عايزين نجيبهم من مطروح والبوليس حفظ وشوشنا كلنا قلنا ناخد عربيتك نحط فيهم الحتتين وانت ترجع بيهم واهو انت تستفيد واحنا نستفيد والناس كلها تتراضي
رزق
– ايه ده ايه ده ايه ده؟؟؟؟ الكلام ده بجد ؟؟ ولا انت بتهرج يا باشا
يجيب الرجل وقد اكتسي وجهه بسمت القديسين حتي تكاد تظهر له دائرة من نور فوق رأسه
– عيب يا استاذ رزق … كله الا الحرام …. ده حقك ونصيبك
يجيب رزق ساخرا معترضا
– حرام ايه يا معلم ؟ … هو انت بتبيع سبح؟ … انت بتهرب اثار ..
يعتدل الرجل من جلسته المسترخية محتدا وهو يجيب بنبرة صارمة
– نصيبي من المال العام .. انت طايل حاجة من حقك يا استاذ؟ … محدش طايل حاجة …. علشان كده انا باخد حقي بطريقتي
يتراجع رزق مفكرا ويجيبه وكأنه يفكر بصوت عالي
– بس ده مخالف للقانون
يبتسم الرجل كمن كان ينتظر ان يرد عليه رزق بهذا الرد فينطلق في الإجابة بسرعة من درس الإجابة في رأسه الاف المرات
– القوانين بتتكتب علي المزاج يا باشا .. ليه لو الدولة لقت مخدرات تحت بيتي تبقي بتاعتي لكن لو لقت اثار تحت بيتي تبقي بتاعتها؟؟
تعلو الحيرة ملامح رزق قليلا لا يجد ما يرده وهو يجابه اغراءا قويا لا قبل لأحد به مالا بدون تعب او بمخاطرة لم يدركها في وقتها ويجتهد كي تخرج الكلمات من بين شفتيه مترددة ضعيفة وهو يجيب
– لا يا معلم انا مش هاقدر اقبل الفلوس دي
يبدو التعجب جليا علي ملامح الرجل وكأنه لم يكن يتوقع ان يرفض أحدا مالا سهلا بهذه الطريقة فيجيب رزق بصيغة لوم وتقريع
– ليه بس ده باب رزق تقفله عليك ليه يا استاذ رزق؟؟ حد يقول لنعمة ربنا لأ … والله ده يبقي بطر وهاتتحاسب عليه … عموما فكر وخد وقتك ورقمي معاك لو عايز ترجع الفلوس كلمني هاخلي حد ياخد العربية وهايتفاوض معاك علي فدية لها اديله المبلغ ورجع عربيتك … بس الفلوس دي تحرم عليا … خلاص خرجت من ذمتي … ولو ان المبلغ اللي معاك ممكن تشتري بيه خمس عربيات زي بتاعتك
يجيبه رزق في فضول حقيقي
– ثانية واحدة بس يا باشا هو انت سايب لي كام علشان اشتري بيه خمس عربيات مش شايف انها وسعت منك شوية؟؟؟
يعود الرجل الي جلسته المسترخية وقد ايقن ان الامر عاد الي مائدة المفاوضات قبل ان يجيبه مبتسما
– انا سايب لك ظرف صغير كده فيه فضلة خيرك ميت الف يا غالي …
يبدو الاستنكار جليا علي ملامح رزق وهو يجيب مندهشا متسائلا
– خمس عربيات ايه يا معلم؟ انا عربيتي توصل دلوقت خمسميت الف ..
تتسع ابتسامة الرجل وهو يجيب كم يلقي اخر ورقة رابحة معه لتضمن له الفوز باللعبة
– اخضر يا استاذ رزق ميت الف اخضر انا مابشتغلش في المحلي خالص يا جميل
يمتقع وجه رزق ويبدو مزيجا من الحيرة والخوف والدهشة والتفكير العميق علي ملامحه قبل ان يجيب ساهما لا يدري كيف يتصرف
– طيب سيبني كده يا باشا اقلبها في دماغي وهابقي اقولك … سلام
يغلق رزق الخط كمن يخشي ان يتراجع قبل ان يزيح جزءا من غطاء السيارة ليفتح بابها ويدخل ليجلس بداخلها ليلتقط الظرف الموضوع علي التابلوه ليفتحه ويتأمل رزمة الأوراق الخضراء الموجودة بداخله وقد غرق في تفكير عميق دون ان يهتدي لحل يخرج به من حيرته
النهاية
يدخل سعيد المنزل ليتجه من فوره الي سريره ليسقط في بحر من القار الأسود لا يشعر بأي شيء حتي صباح اليوم التالي يرن جرس المنبه فيفتح رزق عينيه منتبها بصعوبة وهو يتساءل هل ما ممر به امس كان حقيقة ام مجرد حلم من أحلام )الكونجيستال( قبل ان يعتدل ليضع الفوطة علي كتفه ويتجه نحو باب الغرفة مغلقا اياه خلفه ليخرج من الغرفة مارا بأمه التي تلاحظه وهو يمضي من امامها صامتا ليغيب داخل الحمام بينما تتابعه الام متعجبة قبل ان يخرج مرة اخري عائدا الي حجرته فتصيح به امه – هو ايه اصله ده؟؟ انت واكل سد الحنك ولا ايه عالصبح يجيبها رزق في ارهاق واضح – جسمي مكسر من مشوار امبارح ولازم اصحي اروح الشغل .. – عملت ايه امبارح؟ – اما ارجع ابقي احكيلك يرتدي رزق ملابسه على عجل وينطلق مغادرا الشقة مسلما على امه ليغلق باب الشقة خلفه لينزل سلالم البيت قفزا يخرج رزق من باب العمارة ليتجه الي احد الارصفة الممتلئ بالسيارات المركونة فلا يجد سيارته ليقف ويحك رأسه في غباء وهو يبحث حوله عن سيارته دون جدوي في نفس اللحظة يرن جرس تليفونه باتصال من نفس الرقم الغريب يفتح رزق الخط ويضع الهاتف علي اذنه ليجد نفس الرجل ذو الصوت المميز يكلمه فيجيبه ملهوفا – الو .. ايوه يا باشا انا اتصلت بيك امبارح اشكرك بس حضرتك ما ردتش قلت بلاش ازعجك .. بس في حاجة عجيبة … انا نزلت النهاردة اركب عربيتي مش لاقيها برضه … في نفس التوقيت وفي مستودع ضخم شبه فارغ الا من بعض قطع الاثار الفرعونية وبعض قطع غيار السيارات تم استخراجها من سيارات عاملة وبعض الإطارات ومكتب
