كان لك معايا – الجزء الثاني

- صبري (بابتسامة باردة): علشان تعرفي قوة الفلوس، لازم تعرفي إنها بتشتري أي حاجة، حتى البني آدمين! وحتى لو معاهم فلوس، هتشتريهم. لأنه علشان يحافظ على مصالحه، قدامه اختيارين: يا يبقى معايا ويحافظ، يا يبقى ضدي ويخسر. وعلشان محسن فاهم بيزنس وفاهم السوق، أنا متأكد إنه هيبقى معايا ويحافظ… حتى ولو على حساب صديق عمره!
إسراء (بتوتر): يوسف؟
صبري (يبتسم ابتسامة خبيثة، ويشعل سيجارة جديدة): أيوة… حبيب القلب، يوسف!
حينما نحب نصمت
جلس يوسف في أحد الكافيهات، يضع سماعات الأذن، ويستمع إلى السيدة أم كلثوم وهي تغني “ألف ليلة وليلة”، مغلقًا عينيه مستمتعًا بغنائها. حتى يقطعه إحساس بيد تخبط على كتفه ببطء، ففتح عينيه ليجد أمامه “مي”. نظر إليها نظرة مطولة، فقد بدت في أجمل صورها، حتى تقاطعه وهي تبدو عليها الخجل.
“مش هتقولى اعقد؟”
انتبه يوسف وقال: “لا، أبداً، إزاي؟” ثم وقف ليقدم لها كرسيًا، وهي تزداد خجلًا.
“اتفضلي.”
ردت في هدوء: “شكرًا لذوقك. آسفة إني تأخرت.”
جلس يوسف وقال: “لا، أبداً، إنتي متأخرتيش. أنا اللي جيت بدري.”
ثم سألها: “تسمحي لي أسأل؟ كنت مندمجة كده مع مين؟”
“طبعًا، مفيش حاجة بتخلي أعصابي وتفكيري هادي غير واحدة بس، الست أم كلثوم. بحس كده إنها فهمتني، بتعبر عني. مرتبط بيها من وأنا صغير. كل ما يكون تفكيري مشغول، بسمعها.”
“آسفة لو كنت متطفلة، بس لقيتك مندمج جدًا معاها.”
“متأسفش على حاجة. خدي راحتك. ها، قولي لي، عاطف وصل لحاجة؟”
“بصراحة، الموضوع طلع معقد أكتر مما كنت متخيلة. عاطف بيقول إن الحسابات فيها تلاعب بشكل كبير. بيقول لي على الأقل مرة كل أسبوع بيتم التلاعب فيها، وكلها بتتم عن طريق أكسس مستر محسن، واللي نقل الملفات كلها برضه أكسس مستر محسن. بس في حاجة غريبة.”
انتبه يوسف
“بيقول إن الوقت المتسجل لسحب الداتا دي كان مستر محسن عامل ميتنج، وده معناه إن شخص تاني هو اللي دخل على الجهاز.”
“يعني في شخص تاني معاه نفس الأكسس بتاع محسن، مع إنه صعب جدًا محسن يعمل كده. محسن بطبعه شكاك، وبيخاف على شغله ومصالحه بشكل مبالغ فيه. تفتكري مين يكون الشخص ده؟”
ردت في تردد: “هو ممكن ما يكونش شخص، ممكن تكون واحدة مثلاً.”
“بتشكي في حد؟”
“شريفة. شايفة إنها أغلب الوقت ما بتخرجش من مكتبه، والنهاردة وأنا بديله الأوراق، عاملة معايا كانها صاحبة الشركة وأكثر. أنا مسكت أعصابي، واختصرت ردي علشان أسيبها على راحتها، لكن هو شك، مش أكيد.”
“نقطة ضعف محسن الوحيدة.”
“إيه هي؟”
“بدون تردد: الستات. محسن ضعيف جدًا، فوق ما تتخيلي قدام الجنس اللطيف. لو هي فهمت ده، هتقدر تسيطر عليه بكل سهولة.”
“طب وانت شايف إيه الخطوة الجاية؟”
“ولا حاجة، هنصبر لحد ما نتأكد. المشكلة إن لو واجهت محسن من غير دليل قوي، هنخسر بعض. ومحسن ده عشرة كبيرة قوي. ده كفاية إنه كان سبب إني أعرفك.”
في ذهول، قالت: “ها؟”
أضاف يوسف بسرعة وكأنه لا يقصد: “لا، قصدي يعني إنك دلوقتي بالنسبة لي دراعي اليمين، وعيني في الشركة، وثقة محسن فيك هي اللي خلتني عندي ثقة فيك.” تلعثم: “فاهمة إيه أقصد؟”
ردت في خجل واضح: “آه، فاهمة طبعًا. هو أنا ممكن أستأذن؟”
بلهفة قال: “لا، استأذني فين؟ ده أنا محضر عشاء. هنتعشى مع بعض أنا وأنتِ. ده لو معندكيش مانع يعني.”
“لا، أنا معنديش مانع، بس مش عايزة أتأخر على ماما. يعني أنت عارف إني سيباها لوحدها.”
“حالا العشاء هيكون جاهز.” التفت إلى المتر: “لو سمحت، ممكن ينزلوا الأكل؟”
“حالا يا فندم.”
نظرت إليه مي في إعجاب ممزوج بالذهول وقالت: “طيب، مش هتقول لي ناوي تعشيني إيه؟”
“لا، خليها مفاجأة. أنا عارف إيه أكتر أكلة بتحبيها وطلبتها.”
“باستغراب: ده إزاي؟”
“من ماما. ربنا يبارك لنا فيها، كلمتها وسألتها.”
نظرت إلى الأرض في خجل وقالت: “أممم… يعني اتفقتوا عليا؟”
بصراحة قال: “آه.”
قام المتر بوضع الطعام أمامهم، وبدآ في تناوله. كان كل منهما ينظر إلى الآخر بين الحين والآخر دون أن يتحدثا، ولكن كانت أعينهم تتحدث. امتزج صمتهم مع صوت الموسيقى في الخلفية، وكلما ازداد صمتهم، كلما امتزج بصوت الموسيقى لتعبر عن اشتعال مشاعر مطفأة منذ سنوات، كبركان يفيض حبًا وشوقًا وحنينًا إلى ما مضى من مشاعر مكبلة، حلت أصفادها لتبحث عن ذاتها في الصمت.
نهاية الجزء الثانى بفضل الله
صبري (بابتسامة باردة): علشان تعرفي قوة الفلوس، لازم تعرفي إنها بتشتري أي حاجة، حتى البني آدمين! وحتى لو معاهم فلوس، هتشتريهم. لأنه علشان يحافظ على مصالحه، قدامه اختيارين: يا يبقى معايا ويحافظ، يا يبقى ضدي ويخسر. وعلشان محسن فاهم بيزنس وفاهم السوق، أنا متأكد إنه هيبقى معايا ويحافظ… حتى ولو على حساب صديق عمره! إسراء (بتوتر): يوسف؟ صبري (يبتسم ابتسامة خبيثة، ويشعل سيجارة جديدة): أيوة… حبيب القلب، يوسف! حينما نحب نصمت جلس يوسف في أحد الكافيهات، يضع سماعات الأذن، ويستمع إلى السيدة أم كلثوم وهي تغني “ألف ليلة وليلة”، مغلقًا عينيه مستمتعًا بغنائها. حتى يقطعه إحساس بيد تخبط على كتفه ببطء، ففتح عينيه ليجد أمامه “مي”. نظر إليها نظرة مطولة، فقد بدت في أجمل صورها، حتى تقاطعه وهي تبدو عليها الخجل. “مش هتقولى اعقد؟” انتبه يوسف وقال: “لا، أبداً، إزاي؟” ثم وقف ليقدم لها كرسيًا، وهي تزداد خجلًا. “اتفضلي.” ردت في هدوء: “شكرًا لذوقك. آسفة إني تأخرت.” جلس يوسف وقال: “لا، أبداً، إنتي متأخرتيش. أنا اللي جيت بدري.” ثم سألها: “تسمحي لي أسأل؟ كنت مندمجة كده مع مين؟” “طبعًا، مفيش حاجة بتخلي أعصابي وتفكيري هادي غير واحدة بس، الست أم كلثوم. بحس كده إنها فهمتني، بتعبر عني. مرتبط بيها من وأنا صغير. كل ما يكون تفكيري مشغول، بسمعها.” “آسفة لو كنت متطفلة، بس لقيتك مندمج جدًا معاها.” “متأسفش على حاجة. خدي راحتك. ها، قولي لي، عاطف وصل لحاجة؟” “بصراحة، الموضوع طلع معقد أكتر مما كنت متخيلة. عاطف بيقول إن الحسابات فيها تلاعب بشكل كبير. بيقول لي على الأقل مرة كل أسبوع بيتم التلاعب فيها، وكلها بتتم عن طريق أكسس مستر محسن، واللي نقل الملفات كلها برضه أكسس مستر محسن. بس في حاجة غريبة.” انتبه يوسف وقال: “إيه الغريب؟” “بيقول إن الوقت المتسجل لسحب الداتا دي كان مستر محسن عامل ميتنج، وده معناه إن شخص تاني هو اللي دخل على الجهاز.” “يعني في شخص تاني معاه نفس الأكسس بتاع محسن، مع إنه صعب جدًا محسن يعمل كده. محسن بطبعه شكاك، وبيخاف على شغله ومصالحه بشكل مبالغ فيه. تفتكري مين يكون الشخص ده؟” ردت في تردد: “هو ممكن ما يكونش شخص، ممكن تكون واحدة مثلاً.” “بتشكي في حد؟” “شريفة. شايفة إنها أغلب الوقت ما بتخرجش من مكتبه، والنهاردة وأنا بديله الأوراق، عاملة معايا كانها صاحبة الشركة وأكثر. أنا مسكت أعصابي، واختصرت ردي علشان أسيبها على راحتها، لكن هو شك، مش أكيد.” “نقطة ضعف محسن الوحيدة.” “إيه هي؟” “بدون تردد: الستات. محسن ضعيف جدًا، فوق ما تتخيلي قدام الجنس اللطيف. لو هي فهمت ده، هتقدر تسيطر عليه بكل سهولة.” “طب وانت شايف إيه الخطوة الجاية؟” “ولا حاجة، هنصبر لحد ما نتأكد. المشكلة إن لو واجهت محسن من غير دليل قوي، هنخسر بعض. ومحسن ده عشرة كبيرة قوي. ده كفاية إنه كان سبب إني أعرفك.” في ذهول، قالت: “ها؟” أضاف يوسف بسرعة وكأنه لا يقصد: “لا، قصدي يعني إنك دلوقتي بالنسبة لي دراعي اليمين، وعيني في الشركة، وثقة محسن فيك هي اللي خلتني عندي ثقة فيك.” تلعثم: “فاهمة إيه أقصد؟” ردت في خجل واضح: “آه، فاهمة طبعًا. هو أنا ممكن أستأذن؟” بلهفة قال: “لا، استأذني فين؟ ده أنا محضر عشاء. هنتعشى مع بعض أنا وأنتِ. ده لو معندكيش مانع يعني.” “لا، أنا معنديش مانع، بس مش عايزة أتأخر على ماما. يعني أنت عارف إني سيباها لوحدها.” “حالا العشاء هيكون جاهز.” التفت إلى المتر: “لو سمحت، ممكن ينزلوا الأكل؟” “حالا يا فندم.” نظرت إليه مي في إعجاب ممزوج بالذهول وقالت: “طيب، مش هتقول لي ناوي تعشيني إيه؟” “لا، خليها مفاجأة. أنا عارف إيه أكتر أكلة بتحبيها وطلبتها.” “باستغراب: ده إزاي؟” “من ماما. ربنا يبارك لنا فيها، كلمتها وسألتها.” نظرت إلى الأرض في خجل وقالت: “أممم… يعني اتفقتوا عليا؟” بصراحة قال: “آه.” قام المتر بوضع الطعام أمامهم، وبدآ في تناوله. كان كل منهما ينظر إلى الآخر بين الحين والآخر دون أن يتحدثا، ولكن كانت أعينهم تتحدث. امتزج صمتهم مع صوت الموسيقى في الخلفية، وكلما ازداد صمتهم، كلما امتزج بصوت الموسيقى لتعبر عن اشتعال مشاعر مطفأة منذ سنوات، كبركان يفيض حبًا وشوقًا وحنينًا إلى ما مضى من مشاعر مكبلة، حلت أصفادها لتبحث عن ذاتها في الصمت. نهاية الجزء الثانى بفضل الله