الموت .. فى الساعه الخامسة

كبرت ؟.. مرت عدة أيام فقط .. كيف أكون كبرت في تلك الفترة القصيرة ؟ .. ولماذا يكون ذلك سبب لكل تلك القيود ؟ ..
لم استطيع أن أفهم ولكن مع مرور الوقت زادت القيود على ولم أكن أنتظر اجابة لسؤالى الذى لم أسأله لان الاجابة الوحيدة المنتظرة هى ( انى كبرت ) ..
كل الأشياء تغيرت .. ( ماما عايزة انزل .. لا انتى كبرتى ) .. ( ماما هاروح لندى صاحبتى .. لا عندها اخوات صبيان وانتى كبرتى ) .. ( بابا عاوزه اروح رحلة مع المدرسة .. لا مينفعش اصل انتى دلوقت كبرتى ) .. وكأن الشمعة التى زادت في تورتة عيد ميلادى كان بها لعنة ..
مع مرور الوقت ملاحظات أمى وأبى على كل ما أفعله زادت بشكل كبير .. لم أعد أخرج الا مع أمى وكأنها ملاكى الحارس الذى سيحمينى من كل الوحوش الضارية في خارج هذا المنزل الأمن .. علاقتى بأصدقائى اقتصرت على الوجود داخل المدرسة فقط .. وحتى اذا صادف وزارتنى صديقة لى لما تكن أمى تتركنا وحدنا أبداً بأوامر من أبى ..
كان كل ما يحدث معى موجع ولكن كان الأشد ألماً لى أن أبى نفسه ابتعد عنى بدون سبب .. وكأنى من المحرمات عليه .. أبى الذى كان منذ شهور قليلة حياتى كلها معه .. كنت أنتظره حتى يعود من العمل ليجلس ويتكلم ويلعب معى .. ولم أكن أنام مطمئنة الا بين ذراعيه وهو يحكى لى بعض الحواديت الخيالية .. لكنه تغير كما تغيرت كل الأشياء معى .. احاديثه معى أصبحت قليلة واقتصر أغلبها على التنبيهات والتعليمات فقط .. حتى عندما كنت أخرج معه لزيارة
_ بابا هو الضحك حرام ؟
_ مش حرام بس عيب
_ عيب انى اضحك ؟
_ عيب ان حد يشوفك بتضحكى .. هيقول عليكى مش متربية
_ هما اللى متربيين مبيضحكوش ؟
_ بطلى كلام واعملى اللى بأقولك عليه وبس
_هما اللى متربيين مبيتكلموش كمان ؟؟
لم تكن هناك اجابة لأسئلتى دائماَ .. الاجابات المكررة التى يحفظها أبى وأمى من ابائهم كانت هى التى اصطدم بها في نهاية احاديثنا .. عندما يعجز أبى عن الرد كان يقول جملته الحاسمة للنقاش
_ اهالينا ربونا على كده
ولكنى أعرف السبب الحقيقى .. لأننى كبرت كما قالوا لى منذ شهور
هل من المعقول ان اعاقب على ان جسدى صار اكبر حجماً .. أو أن مظاهر الانوثة بدأت بالظهور علي .. أعاقب على ان أصبح بى ما يثير رجل وأنا طفلة تجاوزت الثالثة عشر بقليل .. أعاقب أنا على عقله وتفكيره المريض .. أعاقب على نظراته وخيالاته بالنسبة لطفلة .. أنا لم اختار أن أكون فتاة .. فلماذا أعاقب على شئ لم أختاره ..
صوت الساعة اللعينة عاد مرة أخرى .. الساعة الأن أصبحت التاسعة .. تسع دقات كاملة تطعن بها اذنيى لتخبرنى بمرور ساعة أخرى ..
أعددت الشاى لنفسى وجلست أشربه وحدى .. الوحدة مميتة ..
ولكن البشر أيضاً لا أشعر معهم بالراحة ..
لم اكن اقتنع بكلام أمى وأبى عن خطورة بعض البشر حولنا .. فأنا عندما كنت طفلة كنت أرى جميع البشر طيبين .. ولكن حدث شئ غير كل شئ بالنسبة لى ..
في أحد الايام بعد أن أتى أبى من العمل سمعته وهو يحكى لأمى عن جارنا ( عمو سعيد ) الذى كان يسكن في المنزل المقابل لنا .. كان عمو سعيد طبيب أسنان يجيد الانجليزية بشكل ملحوظ حتى انه كان يدرج بعض الفاظ اللغة الانجليزية في كلامه العادى مع الجميع رغماً عنه .. ولكن بسبب اصابة في يده ابتعد عن عمله الأساسى وأصبح حبيس في منزله .. عرفت من حديث أبى مع أمى ان حديثاً مطولاُ حدث بين أبى وعمو سعيد انتهى بأن يعرض عمو سعيد على أبى أن يساعدنى في تعلم اللغة الانجليزية التى كنت أعانى من دراستها وكنت أحصل فيها على أقل الدرجات .. وجدها أبى فرصة لا تعوض فالرجل لن يحصل على مال مقابل مساعدته لى .. كما انه بالفعل شخص متميز في اللغة يبهر من يتحدث معه .. وبما أنه في سن أبى تقريباً فكان مصدر ثقة له ..
عمو سعيد كان والد صديقتى سهى .. كانت أصغر منى بسنة واحدة ولكنها كانت صديقتى بما أنها جاره لى أيضاً .. وكثيراً ما صادفت عمو سعيد وانا معها وكان لا يتردد من أن يعطينى من الشيكولاته التى اشتراها لسهى .. لذلك فرحت كثيراً بقرار أبى .. ودخلت الى غرفتى ورتبت كتبى وأوراقى التى سأستخدمها لذلك الدرس المجانى ..
في اليوم التالى أتى عمو سعيد الى منزلنا .. كان رجلاً مهذباً بشدة لا ترتفع عينيه من الأرض من أول دخوله من باب الشقة حتى غرفة الصالون التى اختارها أبى لأجلس معه فيها .. سمعت أبى وهو يقولها لأمى قبل أن ادخل الى الغرفة مع عمو سعيد .. ويغلق الباب ..
كلما أتذكر تلك اللحظة جسدى يرتعد .. لم أفهم ما حدث ولكنى كنت أشعر به ..
من بداية جلستى مع عمو سعيد وقد أحسست ان نظراته لى بدت مختلفة عن كل مرة رأيته فيها من قبل .. حاولت جاهدة أن أبعد نظرى عنه حتى لا تلتقى عينانا وأرى تلك النظرة في عينيه .. لكنه لم يكتفى بتلك النظرات المخيفة بالنسبة لى فقط ..
تعمد ملامسة جسدى بشكل عفوى في البداية ثم تكررت ملامسته لجسدى مرة وراء أخرى .. لم أكن أعيى ما يفعله وكيف أصفه لأبى أو لأمى .. وكنت أخاف ان يتهمنى أحد بالكذب بعد انبهار أبى باخلاقه الجيدة واشادته بكل ما يفعله ..
وبعدما كنت انتظر مجيئه بفرحة وسعادة .. أصبحت أشعر وانا ادخل الى غرفة الصالون حيث ينتظرنى وكأنى اذهب الى غرفة الاعدام ليتم تنفيذ حكم الاعدام بى ..
لا أفهم ما الذى يستفيده رجل من انتهاك جسد طفلة او حتى فتاة أو امرأة بغير رضاها .. شئ مقزز .. وكأنه حيوان يلتهم فريسته دون رحمة ..
بدأت منذ تلك اللحظة أشعر بلعنة جسدى الذى شعر به أبى وأمى من قبل ..
تعرضت بعدها للعديد من حالات التحرش الجسدى واللفظى .. فى الشارع والمترو والعمل .. كأن جسدى هذا مجرد أداه لتفريغ شهوات المرضى النفسيين المحيطين بى .. مهما كان رد فعلى أو نظرة الاشمئزاز التى القيها فى وجوههم .. أو رد فعلى العنيف تجاههم .. ولكن كل أسلحتى تبدو فاسدة فى مواجهة هذا الثور الهائج بداخلهم .. نظراتهم تخترقنى وتعرى جسدى رغماً عنى .. هذا ليس تحرش ولكنه اغتصاب .. اغتصاب لأنسانيتى وكرامتى .. اغتصاب لمشاعرى وأحاسيسي ..
كبرت ؟.. مرت عدة أيام فقط .. كيف أكون كبرت في تلك الفترة القصيرة ؟ .. ولماذا يكون ذلك سبب لكل تلك القيود ؟ .. لم استطيع أن أفهم ولكن مع مرور الوقت زادت القيود على ولم أكن أنتظر اجابة لسؤالى الذى لم أسأله لان الاجابة الوحيدة المنتظرة هى ( انى كبرت ) .. كل الأشياء تغيرت .. ( ماما عايزة انزل .. لا انتى كبرتى ) .. ( ماما هاروح لندى صاحبتى .. لا عندها اخوات صبيان وانتى كبرتى ) .. ( بابا عاوزه اروح رحلة مع المدرسة .. لا مينفعش اصل انتى دلوقت كبرتى ) .. وكأن الشمعة التى زادت في تورتة عيد ميلادى كان بها لعنة .. مع مرور الوقت ملاحظات أمى وأبى على كل ما أفعله زادت بشكل كبير .. لم أعد أخرج الا مع أمى وكأنها ملاكى الحارس الذى سيحمينى من كل الوحوش الضارية في خارج هذا المنزل الأمن .. علاقتى بأصدقائى اقتصرت على الوجود داخل المدرسة فقط .. وحتى اذا صادف وزارتنى صديقة لى لما تكن أمى تتركنا وحدنا أبداً بأوامر من أبى .. كان كل ما يحدث معى موجع ولكن كان الأشد ألماً لى أن أبى نفسه ابتعد عنى بدون سبب .. وكأنى من المحرمات عليه .. أبى الذى كان منذ شهور قليلة حياتى كلها معه .. كنت أنتظره حتى يعود من العمل ليجلس ويتكلم ويلعب معى .. ولم أكن أنام مطمئنة الا بين ذراعيه وهو يحكى لى بعض الحواديت الخيالية .. لكنه تغير كما تغيرت كل الأشياء معى .. احاديثه معى أصبحت قليلة واقتصر أغلبها على التنبيهات والتعليمات فقط .. حتى عندما كنت أخرج معه لزيارة عائلية كان طوال طريقنا لتلك الزيارة يلقى على مسامعى تعليماته .. كيف اتكلم وكيف أجلس وكيف أضحك .. أو لا أضحك من الأساس حتى لا يتهمه أحد انه لم يستطيع تربيتى جيداً .. _ بابا هو الضحك حرام ؟ _ مش حرام بس عيب _ عيب انى اضحك ؟ _ عيب ان حد يشوفك بتضحكى .. هيقول عليكى مش متربية _ هما اللى متربيين مبيضحكوش ؟ _ بطلى كلام واعملى اللى بأقولك عليه وبس _هما اللى متربيين مبيتكلموش كمان ؟؟ لم تكن هناك اجابة لأسئلتى دائماَ .. الاجابات المكررة التى يحفظها أبى وأمى من ابائهم كانت هى التى اصطدم بها في نهاية احاديثنا .. عندما يعجز أبى عن الرد كان يقول جملته الحاسمة للنقاش _ اهالينا ربونا على كده ولكنى أعرف السبب الحقيقى .. لأننى كبرت كما قالوا لى منذ شهور هل من المعقول ان اعاقب على ان جسدى صار اكبر حجماً .. أو أن مظاهر الانوثة بدأت بالظهور علي .. أعاقب على ان أصبح بى ما يثير رجل وأنا طفلة تجاوزت الثالثة عشر بقليل .. أعاقب أنا على عقله وتفكيره المريض .. أعاقب على نظراته وخيالاته بالنسبة لطفلة .. أنا لم اختار أن أكون فتاة .. فلماذا أعاقب على شئ لم أختاره .. صوت الساعة اللعينة عاد مرة أخرى .. الساعة الأن أصبحت التاسعة .. تسع دقات كاملة تطعن بها اذنيى لتخبرنى بمرور ساعة أخرى .. أعددت الشاى لنفسى وجلست أشربه وحدى .. الوحدة مميتة .. ولكن البشر أيضاً لا أشعر معهم بالراحة .. لم اكن اقتنع بكلام أمى وأبى عن خطورة بعض البشر حولنا .. فأنا عندما كنت طفلة كنت أرى جميع البشر طيبين .. ولكن حدث شئ غير كل شئ بالنسبة لى .. في أحد الايام بعد أن أتى أبى من العمل سمعته وهو يحكى لأمى عن جارنا ( عمو سعيد ) الذى كان يسكن في المنزل المقابل لنا .. كان عمو سعيد طبيب أسنان يجيد الانجليزية بشكل ملحوظ حتى انه كان يدرج بعض الفاظ اللغة الانجليزية في كلامه العادى مع الجميع رغماً عنه .. ولكن بسبب اصابة في يده ابتعد عن عمله الأساسى وأصبح حبيس في منزله .. عرفت من حديث أبى مع أمى ان حديثاً مطولاُ حدث بين أبى وعمو سعيد انتهى بأن يعرض عمو سعيد على أبى أن يساعدنى في تعلم اللغة الانجليزية التى كنت أعانى من دراستها وكنت أحصل فيها على أقل الدرجات .. وجدها أبى فرصة لا تعوض فالرجل لن يحصل على مال مقابل مساعدته لى .. كما انه بالفعل شخص متميز في اللغة يبهر من يتحدث معه .. وبما أنه في سن أبى تقريباً فكان مصدر ثقة له .. عمو سعيد كان والد صديقتى سهى .. كانت أصغر منى بسنة واحدة ولكنها كانت صديقتى بما أنها جاره لى أيضاً .. وكثيراً ما صادفت عمو سعيد وانا معها وكان لا يتردد من أن يعطينى من الشيكولاته التى اشتراها لسهى .. لذلك فرحت كثيراً بقرار أبى .. ودخلت الى غرفتى ورتبت كتبى وأوراقى التى سأستخدمها لذلك الدرس المجانى .. في اليوم التالى أتى عمو سعيد الى منزلنا .. كان رجلاً مهذباً بشدة لا ترتفع عينيه من الأرض من أول دخوله من باب الشقة حتى غرفة الصالون التى اختارها أبى لأجلس معه فيها .. سمعت أبى وهو يقولها لأمى قبل أن ادخل الى الغرفة مع عمو سعيد .. ويغلق الباب .. كلما أتذكر تلك اللحظة جسدى يرتعد .. لم أفهم ما حدث ولكنى كنت أشعر به .. من بداية جلستى مع عمو سعيد وقد أحسست ان نظراته لى بدت مختلفة عن كل مرة رأيته فيها من قبل .. حاولت جاهدة أن أبعد نظرى عنه حتى لا تلتقى عينانا وأرى تلك النظرة في عينيه .. لكنه لم يكتفى بتلك النظرات المخيفة بالنسبة لى فقط .. تعمد ملامسة جسدى بشكل عفوى في البداية ثم تكررت ملامسته لجسدى مرة وراء أخرى .. لم أكن أعيى ما يفعله وكيف أصفه لأبى أو لأمى .. وكنت أخاف ان يتهمنى أحد بالكذب بعد انبهار أبى باخلاقه الجيدة واشادته بكل ما يفعله .. وبعدما كنت انتظر مجيئه بفرحة وسعادة .. أصبحت أشعر وانا ادخل الى غرفة الصالون حيث ينتظرنى وكأنى اذهب الى غرفة الاعدام ليتم تنفيذ حكم الاعدام بى .. لا أفهم ما الذى يستفيده رجل من انتهاك جسد طفلة او حتى فتاة أو امرأة بغير رضاها .. شئ مقزز .. وكأنه حيوان يلتهم فريسته دون رحمة .. بدأت منذ تلك اللحظة أشعر بلعنة جسدى الذى شعر به أبى وأمى من قبل .. تعرضت بعدها للعديد من حالات التحرش الجسدى واللفظى .. فى الشارع والمترو والعمل .. كأن جسدى هذا مجرد أداه لتفريغ شهوات المرضى النفسيين المحيطين بى .. مهما كان رد فعلى أو نظرة الاشمئزاز التى القيها فى وجوههم .. أو رد فعلى العنيف تجاههم .. ولكن كل أسلحتى تبدو فاسدة فى مواجهة هذا الثور الهائج بداخلهم .. نظراتهم تخترقنى وتعرى جسدى رغماً عنى .. هذا ليس تحرش ولكنه اغتصاب .. اغتصاب لأنسانيتى وكرامتى .. اغتصاب لمشاعرى وأحاسيسي ..