قصور من رماد
_ هو طلب مني ان هو اللي يفاتحها في الموضوع بنفسه
وعندما عادت شيرين الي المنزل وجدت الجميع يقوم بتهنئتها علي طلب ادهم الارتباط بها .. كانت الاشياء تحدث بشكل رائع لم تتخيله .. لم تمر ايام حتي تمت خطبتها علي ادهم .. كانت عائلته عائلة جميلة ومناسبة واغلبهم في مراكز مرموقة .. والدته وشقيقاته كانوا في غاية اللطف معها .. جعل هذا والدتها تميل عليها هامسة ( عشان تعرفي ان مامتك دعيالك ) .. زميلاتها في العمل وصديقاتها لم يرفعوا اعينهن عن ادهم الذي بدا انيقا بشدة في بدلته السوداء .. كانت تشعر انها تسمع تهامسهن وتعليقاتهن عن اناقته ووسامته .. لم يدخر ادهم جهدا ايضا ليطلق اهاتهن المليئة بالغيرة والمغلفة بابتسامات تملي وجوههن وهو يساعدها علي ارتداء ( الشبكة ) كان يتعامل معها وكأنها ملكة ترتدي في ذلك الوقت تاج مملكتها الجديدة ..
في اليوم التالي لخطبتها دعاها ادهم للعشاء في احد المطاعم الشهيرة .. جلسا يتناولا طعامهما وعندما رفعت عينيها لتنظر له وجدته ينظر لها بحب وهو يتأملها .. ضحكت وهي تنظر له بخجل
_ متبصليش وانا باكل .. بيقولوا .. النساء تفقد نصف جمالهم عندما يأكلن
_ ده اكيد اللي قال الجملة دي مقابلكيش ولا شافك
_ يعني انا مش زي باقي النساء
_ اكيد مش زيهم .. انتي مش زي اي حد .. انا باحسد نفسي عليكي
_ انت بتجيب الكلام الحلو ده منين ؟
_ منك .. كفاية اني ابصلك بس وبلاقي نفسي باقول احلي كلام ممكن يتقال
_ معقولة حبتني كل الحب ده رغم الفترة القصيرة اللي عرفنا بعض فيها
_ ما هو مش هتصدقيني لو
ضحكت شيرين
_ اهو انت اللي قولت اهو مش هاصدقك .. عارفني من زمان اوي ازاي بقي ؟
_ ما هو متصدقيش اللي بيقول انه حب من اول نظرة .. هو بيكون بيحب واحدة فعلا .. حاسس وعارف انها موجودة .. كل اللي فاضل بس ان هو يقابلها .. عشان كده لما بيقابلها بيحبها علي طول لان هي دي اللي كان بيحبها طول الوقت
نظرت له طويلا وهي لا تستطيع الرد ثم هزت رأسها وهي تبتسم
_ لا انا دوخت .. مش هاستحمل انا الكلام ده
ضحك ادهم وهو يربت علي يدها بحب
_ طب خلاص هاسكت بس متدوخيش دلوقت .. عشان بعد ما نخلص عشا عايزين نروح سوا مشوار مهم
انهت شيرين عشاءها هي وادهم واضطحبها الي احد قاعات الافراح في احد الفنادق الكبري لتشاهد الاستعدادات التي يقوم بها لحفل زفافهما .. نظر لها ادهم وعلي شفتيه ابتسامة حب وهي تنظر بسعادة الي القاعة
_ ايه رأيك بقي في قاعة الفرح ؟
_ روعة ..
تذكرت بعدها انهما لم يتفقا علي موعد زفافهما بعد
_ بس استني هنا فرح ايه ؟.. احنا لسه متفقناش علي ميعاد الفرح
_ مفيش مشاكل نتفق .. ولا انتي غيرتي رأيك ومش عايزة تتجوزيني
_ لا مش قصدي .. بس انت بتعمل كل حاجة بسرعة وبتفاجأني وانا لسه مش مستعدة
_ شوفي ايه اللي ناقصك وانا يا ستي هافضيلك نفسي وننزل نجيب كل الحاجات اللي انتي عايزاها
كانت مرتبكة لا تعرف كيف سيتحمل قلبها كل تلك السعادة التي تشعر بها في كل لحظة منذ ان دخل ادهم الي حياتها .. فلم تكن تتوقع ان تجد شخصا تحبه ويحبها ويتم خطبتها له وتبدأ الاستعداد للزواج منه في تلك الفترة القصيرة .. تذكرت عندما كانت تتعجب من والدتها عندما تضحك علي شيء ويمس قلبها السعادة فتعقب سريعا ( اللهم اجعله خير ) وكانت عندما تسأل والدتها عن السبب كانت تخبرها ان اللحظات الجيدة في الحياة يعقبها بعض الاوقات الحزينة .. لكن ها هي تكتشف كذب تلك المقولة فهي منذ ان قابلت ادهم وهي تنتقل من لحظة سعيدة الي لحظة اكثر سعادة ..
اتفقت مع ادهم انها ستحصل من اليوم التالي علي اجازة من عملها لتبدأ الاستعداد للزفاف .. في الصباح كان والدها يستعد للخروج فاستوقفته وهي تتعلق في رقبته كطفلة صغيرة
_ بأقولك ايه يا بابا ..انا هاخرج النهاردة مع ادهم عشان اشتري شوية حاجات ومحتاجة فلوس .. بس يعني فلوس فلوس .. عشان عندي حاجات كتير هاشتريها
طبع قبلة علي جبينها وفك يديها عنه برفق واخرج كارت البنك الخاص به ووضعه في يدها
_ اتفضلي يا ستي .. وهاتي بقي كل اللي انتي عايزاه
قبلت وجنتيه بسعادة
_ ربنا يخليك ليا يا بابا
جلست شيرين بعد ان خرج والدها تدون كل الاشياء التي سوف تشتريها .. تستشير والدتها احيانا وتناكفها شهد احيانا اخري .. حتي تفاجأت برنين هاتفها برقم لا تعرفه .. اجابت لتجد صوت رجل
_ مساء الخير .. انتي مرات الاستاذ مصطفي الصاوي ؟
_ لا انا بنته
_ طيب هو عاوز حد يروحله القسم .. بس بسرعة
_ قسم ايه ! .. انا مش فاهمة حاجة
_ والله حضرتك انا معرفش غير اللي قولتهولك ده
انهت المكالمة بعد ان عرفت من المتصل ان والدها موجود في قسم الهرم وهو الذي اعطاه الرقم وطلب منه ان يتصل بها .. اسرعت الي والدتها وشهد تخبرهما بما حدث .. وقامت بالاتصال بادهم عدة مرات ولكن هاتفه كان مغلق .. ذهبت شيرين ووالدتها وشهد الي قسم الشرطة وطلبوا مقابلة رئيس المباحث .. جلسوا امام رئيس المباحث الذي عرف منهم سبب وجودهم .. هز رأسه بأسف وهو ينظر الي شيرين
_ انا مش عارف اقولك ايه لكن باباكى عنده مشاكل كتير اوى
_ انا معرفش ايه المشاكل اللى عنده .. بس اللى اعرفه انه لوا فى امن الدولة .. ومينفعش يتقبض عليه بالشكل المهين ده
هز مرة اخري رأسه بأسف
_ هو قالكم انه شغال في امن الدولة ؟
كان سؤاله غريب بالنسبة لها .. نظرت لوالدتها وشهد اللتان كان السؤال الذي القاه رئيس المباحث قد اصابهم بذهول مماثل ثم التفتت مرة اخري لرئيس المباحث
_ يعني ايه هو قالكم ؟؟ اومال هو شغال فين ؟
_ باباكي مش ظابط شرطة اصلا
شعرت ان جدران الحجرة تدور حولها ولكنها حاولت ان تتماسك
_ يعني ايه مش ظابط شرطة ؟
تدخلت والدتها لتكمل
_ ده اسمه كان بينزل في كل حركة تنقلات ومسك مناصب كتير من اول ما اتجوزنا
عاد رئيس المباحث يهز رٍأسه مرة اخري بأسف
_ هو كان مستغل ان اسمه متشابه مع اسم ظابط شرطة فعلا .. وده خلاه يقدر يخدعكم كل الفترة دي من غير ما يتكشف
ردت شيرين باستغراب
_ يخدعنا ؟!
_ مش يخدعكم انتوا بس .. ده خدع ناس كتير بالصفة المزورة دي وعاش سنين بيتعامل مع الناس علي اساس انه ظابط شرطة
ردت شيرين وهي تحاول ان تتماسك والا تنهار امام ما تسمعه
_ يعني هو تهمته ايه بالظبط ؟
امسك رئيس المباحث ببعض الاوراق امامه وهو يقرأ منها
_ انتحال صفة وتزوير .. ده غير قضايا نصب وشيكات بدون رصيد .. ده غير ان في واحد مدعي عليه انه سرق عربية منه
ردت شيرين
_ حضرتك هو معاه عربية
_ مش بتاعته .. كان مأجرها من واحد واختفي بيها من 3 سنين وصاحب العربية كان مبلغ بسرقتها
بدا الامر ثقيلا عليها .. شعرت انها تتنفس بصعوبة .. نظرت الي رئيس المباحث وهي تغالب دموعها
_ حضرتك متأكد انك بتتكلم عن بابا ؟
نظر لها مرة اخري بأسف
_ للأسف اللي بأقولهولك ده شبه مؤكد وهو نفسه اعترف ببعض الجرايم اللي ارتكبها
نظرت مرة اخري تجاه والدتها وشهد اللتان انخرطتا في نوبة بكاء ثم عادت لتنظر الي رئيس المباحث
_ طيب احنا نقدر نساعده ازاي ؟
زم شفتيه وهو يهز رأسه وكأنه لا يري حلا لما تقوله
_ كل اللي تقدري تعمليه دلوقت ان انتي توكليله محامي كويس .. هو تم القبض عليه بسبب قضية مخدرات وهو مصر انه ملوش علاقة بيها .. لو قدرتوا تنقذوه من القضية دي هيتخفف من القضايا اللي عليه كتير …
نهض وهو ينظر لها ولوالدتها ولشهد باشفاق وهو يكمل
_ انا هابعت اجيبه من الحجز عشان تشوفوه وتتكلموا معاه وهاسيبكم معاه شوية .. انا مقدر الصدمة اللي انتوا فيها بس مش في ايدي حاجة اعملها
تركهم في الغرفة واغلق الباب .. نظروا ثلاثتهن الي بعضهن البعض وهن لا يدرين ما يجب عليهن فعله .. اخرجت شيرين هاتفها وحاولت الاتصال مرة اخري بادهم ولكن هاتفه كان لايزال مغلقا .. نظرت والدتها لها وهي تمسح دموعها التي تنهمر من عينيها
_ انتي بتتصلي بمين ؟
_ باتصل بأدهم
_ بتتصلي بادهم ليه ؟
_ هو لو موقفش جنبي في وقت زي ده هيقف جنبي امتي
_ وعايزاه يعرف كل اللي ظابط المباحث بيقوله عن باباكي ده ؟ مزور ونصاب ومنتحل صفة
_ ولو انا مقولتلوش تفتكري يعني انه مش هيعرف ؟
_ علي الاقل مش دلوقت لحد ما نشوف هنعمل ايه في المصيبة دي
ترددت شيرين .. كانت والدتها محقة فهي حتي الان لا تعرف ماذا ستقول لادهم عن ما فعله والدها فهو لم يعد ذلك الضابط المحترم الذي تعرف عليه ولكنه الان مجرم .. او بمعني ادق كان مجرما منذ البداية ولكن لم يتم اكتشاف امره سوي الان ..
فُتح باب الغرفة ودخل والدها برفقة احد العساكر .. كانت لأول مرة تراه منكسرا ذليلا بهذا الشكل .. جلس امامهم والدموع تملئ عينيه .. اكتفت والدتها وشهد بالبكاء مع جمل عتاب مبتورة او تعبير عن حزن غير مكتملة .. نظرت شيرين لوالدها الذي كان يتهرب بعينيه منهم
_ انا لغاية دلوقت مش مصدقة اللي حضرتك عملته ده
_ مش وقت عتاب يا شيرين دلوقت
_ ده مش عتاب .. انا مقهورة
_ برضو مش وقته .. انا عايزك توصلي لادهم بأي طريقة
_ تفتكر ان ادهم هيرضي يستمر معايا بعد ما يعرف اللي حصل ؟
_ مش هي دي المشكلة
_ اومال ايه المشكلة ؟
_ ادهم سبب اللي انا فيه ده
نظرت الي والدها بدهشة
_ ازاي ؟
_ الشحنة اللي كنت مشاركة فيها كان فيها مخدرات .. لازم تلاقي ادهم .. اكيد هو عنده معلومة تقدر تحسن وضعي في القضية
كانت تلك مفاجأة اخري تضاف الي قائمة مفاجآت هذا اليوم .. اليوم الذي بدأ باستعدادها للتحضير لزفافها وانتهي في قسم الشرطة امام والدها المتهم في عدة قضايا ..
خرجت شيرين برفقة والدتها وشهد من القسم واستقلوا سيارة اجرة الي منزلهن .. كانت كل ما تفكر فيه كيف تستطيع ان تصل الي ادهم الذي اغلق هاتفه ..
في اليوم التالي خرجت شيرين من المنزل واتجهت الي شركة ادهم التي وجدتها مغلقة ..
خاضت بعدها رحلة بحث طويلة عن ادهم الذي اختفي تماما حتي استطاعت ان تصل الي فتاة كانت تعمل في شركته .. اخبرتها الفتاة انها كانت تعمل مع ادهم لفترة مؤقتة وانها طوال فترة عملها لم يكن هناك عمل حقيقي ولكنها دلتها علي موظف اخر قد يكون لديه معلومات اكتر ومن هذا الموظف عرفت شيرين ان كل فيديوهات واخبار ادهم كانت غير حقيقية تم تزييفها بمعرفة هذاالموظف .. الايام التالية كشفت لها ان عائلته ايضا كانت مزيفة فلم يكن افراد عائلته في تلك المناصب التي كان يدعيها .. كان كل ما تعتقد انه حقيقي يتداعى امامها ,, تلقت صدمة اخري بعد ان انهي صاحب الشركة التي تعمل بها عملها في الشركة .. خرجت اليها نشوي زميلتها وهي تنظر لها بخجل
_ انا اسفة يا شيرين بس حازم بيه طلعلك قرر رفد من الشركة
اكتفت شيرين بابتسامة بائسة فلم يكن لديها ما تدافع به عن نفسها ..
مرت الايام وهي تتحرك بين اقسام الشرطة والمحاكم وبين عيادات الاطباء بعد ان اصاب المرض والدتها التي لم تتحمل كل ما حدث .. ولكن كل ما حدث جعل شيرين تتغير كثيرا.. كان عليها أن تكون ناضجة لما يكفي ان تتعامل مع مشاكلها الحالية .. النضج شيء مريح ولكنه مخيف في نفس الوقت .. فعليك ان تصبح لديك القدرة علي التخلي عن اشياء كنت تتعلق بها في الماضي .. اشياء كنت تظن انك لن تتخلي عنها او تتخلي هي عنك يوما ما .. فالألم الذي شعرت به الفترة الماضية وكل الظروف التي تغيرت في حياتها فجأة كانت درسا لا ينسي .. كان والدها قد تم نقله الي السجن بعد ان تم حبسه احتياطيا علي ذمة القضايا المتعددة التي كان قد ارتكبها .. ذهبت شيرين الي زيارته في السجن .. اخذت معها بعض الطعام والسجائر من اجله وانتظرت حتي خرج لها يرتدي ملابس السجن .. جلس امامها وهو مطأطئ الرأس بخجل وخرجت الكلمات من فمه متقطعة بوهن
_ انا اسف يا شيرين .. انا السبب في كل اللي انتي فيه دلوقت
_ اللي حضرتك عملته مينفعش فيه كلمة اسف .. انت عشت حياتك كلها في كدبة وعيشتنا معاك فيها .. كان اكرم ليا ان بابا يبقي عامل فقير محترم احسن ما اكتشف اني كنت عايشة طول عمري في وهم
_ عندك حق .. وعلي فكرة انا مش هازعل لو اتخليتي عني دلوقت .. ده حقك .. انا مستاهلش اي شفقة من اي حد وخصوصا منك انتي
_ مينفعش .. انا دلوقت بقيت المسؤولة عن البيت بعد ما ماما تعبت وانت اتسجنت .. ومش مستعدة اني اتخلي عن المسؤولية دي واسيبكم كده
_ مش هتقدري تستحملي
_ مبقاش عندي رفاهية اني اقول هاستحمل ولا لا .. انا هاقف واكمل .. لقيت شغل جديد محدش يعرف مين بابا فيه .. هاشتغل واصرف علي البيت وعلي علاج ماما وعلي المحامين
نظر الي الارض وهو يبكي بحرقة
_ مش عارف اقولك ايه يا شيرين .. بجد مش عارف
_ مفيش حاجة تتقال خلاص .. ومتقلقش المحامي طمني في قضية المخدرات وهيقدر يثبت انك ملكش علاقة .. وقضية العربية قدرت اتواصل مع صاحبها وهاخليه يتنازل وهابيع الشقة اللي احنا فيها عشان اسدد الشيكات وايصالات الامانة اللي عليك
نظر اليها بعينين دامعتين
_ اتغيرتي اوي يا شيرين في الفترة دي
ردت عليه بثبات
_ الحزن والصدمات اللي خدتها كانت لازم تغيرني .. لو انا دلوقت وقعت كل حاجة هتقع .. وانا مش مستعدة اعمل زي حضرتك واخلي كل حاجة تنهار حواليا
انهت الزيارة مع والدها بعد ان وعدته ان تقابله في المحكمة في جلسته القادمة وطمأنته علي حال والدتها وشهد ..خرجت من السجن الي الطريق .. كانت لا تعرف ما هو القادم في حياة عائلتها ولكنها كانت سعيدة انها لم تسقط وانها اصبح لديها القدرة علي التجاوز والتعامل مع الحقيقة حتي لو كانت مره بدلا من العيش علي اطلال قصور من رماد
_ هو طلب مني ان هو اللي يفاتحها في الموضوع بنفسه وعندما عادت شيرين الي المنزل وجدت الجميع يقوم بتهنئتها علي طلب ادهم الارتباط بها .. كانت الاشياء تحدث بشكل رائع لم تتخيله .. لم تمر ايام حتي تمت خطبتها علي ادهم .. كانت عائلته عائلة جميلة ومناسبة واغلبهم في مراكز مرموقة .. والدته وشقيقاته كانوا في غاية اللطف معها .. جعل هذا والدتها تميل عليها هامسة ( عشان تعرفي ان مامتك دعيالك ) .. زميلاتها في العمل وصديقاتها لم يرفعوا اعينهن عن ادهم الذي بدا انيقا بشدة في بدلته السوداء .. كانت تشعر انها تسمع تهامسهن وتعليقاتهن عن اناقته ووسامته .. لم يدخر ادهم جهدا ايضا ليطلق اهاتهن المليئة بالغيرة والمغلفة بابتسامات تملي وجوههن وهو يساعدها علي ارتداء ( الشبكة ) كان يتعامل معها وكأنها ملكة ترتدي في ذلك الوقت تاج مملكتها الجديدة .. في اليوم التالي لخطبتها دعاها ادهم للعشاء في احد المطاعم الشهيرة .. جلسا يتناولا طعامهما وعندما رفعت عينيها لتنظر له وجدته ينظر لها بحب وهو يتأملها .. ضحكت وهي تنظر له بخجل _ متبصليش وانا باكل .. بيقولوا .. النساء تفقد نصف جمالهم عندما يأكلن _ ده اكيد اللي قال الجملة دي مقابلكيش ولا شافك _ يعني انا مش زي باقي النساء _ اكيد مش زيهم .. انتي مش زي اي حد .. انا باحسد نفسي عليكي _ انت بتجيب الكلام الحلو ده منين ؟ _ منك .. كفاية اني ابصلك بس وبلاقي نفسي باقول احلي كلام ممكن يتقال _ معقولة حبتني كل الحب ده رغم الفترة القصيرة اللي عرفنا بعض فيها _ ما هو مش هتصدقيني لو