جروح سطحية
كانت سمر تشعر بالارتباك من حالة الاحراج التى شعر بها شادي ومن طريقة شريف خطيبها الحادة ونظراته العدائية تجاه شادي .. انتظرت حتى خرج شادي من شقتها والتفتت الى شريف وهى تهتف فيه بغضب
_ايه اللى انتى عملتو ده .. فى حد يتعامل مع الناس بالشكل ده
هتف شريف فيها بغضب
_ انا خطيبك ومن حقى ………..
قاطعته بحدة
_مش من حقك ..بلاش تفضل تدى لنفسك حقوق عليا وعلى حياتى وخلاص ..
انا اللى من حقى اديك الحق فى حياتى او لا ..ده دكتور جارنا وجه ينقذ ماما
يبقى المفروض نشكره.. مش نعمل معاه اللى انت عملتو ده
_نشكره على ايه ..هو كان بيعمل شغله اللى بياخد عليه فلوس .. مش اكتر من كده
شعرت سمر بالاحراج وهى تهتف
_ ياه ..ده انا حتى نسيت اديله تمن الكشف
هتف شريف فيها بلهجة متعالية
_ مش مهم .. ابقى ابعتيهوله مع البواب ..
ثم نظر لها بهدوء مبتسماً وكأنها لم تعانى شيئا فى ليلتها تلك
_ طالما اطمنتى على ماما وبقت كويسة .. ايه رأيك بقى انا عازمك على مكان نتعشى فيه هيعجبك أوى
نظرت له سمر بمزيج من الدهشة والضيق .. لم تكن دهشتها من انه لم يهتم لأمر مرض والدتها فقد تعودت سمر منذ خطبتها له على ان تراه يتعامل بهذه الطريقة معها ومع الجميع .. ولكن لأنه في تلك المرة لم يهتم حتى لأمر غيرته التي حاول ان يبديها لها من وجود شادي فى منزلها .. لم يكن شريف اختيارها بل كان اختيار والدها .. فوالده كان الصديق المقرب لوالدها .. وكان الهاجس الذى يسيطر على عقله قبل وفاته هو الاطمئنان على سمر ولذلك وجد فى شريف الذى يعمل مع والده فى شركته
++++++
فى اليوم التالى كان شادي يقوم بعمله المعتاد فى المستشفى .. كان يقف مع مريضة شابة يخبرها ببعض الاشياء عما عليه فعله عندما لاحظ زوجته السابقة فريدة والتى تعمل معه فى نفس المستشفى وهى تمر مرتدية البالطو الابيض وتضع السماعة حول عنقها وهى تنظر له بغيظ .. كانت فريدة رغم جمالها الواضح وعينيها الواسعتين وشعرها الاصفر المموج الا انها كانت عندما تعقد حاجبيها بغضب تبدو كأكثر الساحرات فى كتب الاساطير شراسة .. القت فريدة بنظرتها الغاضبة الى شادي وأكملت طريقها .. كان شادي قد اعتاد على ذلك فقد اصبح يرى فريدة ونظراتها الغاضبة كل يوم بمعدل ثابت لا يقل عن عشرين مرة فى اليوم ..
وفى استقبال المستشفى دخلت سمر وهى تمسك ظرف كبير يخص احد معامل التحاليل الطبية فى يدها واتجهت الى موظف الاستقبال فى المستشفى لتسأل عن دكتور شادي عبد الرؤوف .. قبل ان يجيبها موظف الاستقبال كان شادي يمر بالقرب منهما .. رأته سمر وذهبت مسرعة اليه تصافحه وتعطى له التحاليل التى قامت بعملها لوالدتها .. كاد شادي وهو يتصفح التحاليل ان يدعوها لفنجان قهوة فى مكتبه ولكن مرور فريدة بنظراتها الغاضبة الموجهة تجاهه جعله يتراجع ويطلب من سمر ان تنتظره حتى يقوم بتغيير ملابسه وسوف يقوم بدعوتها على القهوة خارج المستشفى ..
فى كل المرات السابقة التى كانت فريدة ترى شادي يقف مع احدى مريضاته كانت تكتفى بنظرة غاضبة تلقيها الى شادي وترحل بعدها .. لكنها فى تلك المرة وقفت ثابتة فى مكانها لا تتحرك وهى تتفحص سمر بكل تفاصيلها .. كان احساسها الانثوي يخبرها ان هناك ما يربط سمر بشادي أكثر من انه طبيب تستشيره عن حالة مرضية .. ظلت هكذا تقف وهى تتابع سمر حتى عاد شادي وأخذ سمر الى خارج المستشفى .. اتجهت فريدة الى مكتبها بعصبية وتوتر شديد .. حالتها لفتت نظر زميلتها مروة لتسألها عن سبب غضبها هذا .. حكت لها فريدة عن الفتاة التى اتت لمقابلة شادي وكيف اهتم بها وذهب لتغيير ملابسه للخروج معها .. انصتت لها مروة ثم سألتها باستغراب
_ يابنتى انتوا مش اتطلقتوا ؟
ردت فريدة بعناد الاطفال
_ايوه اتطلقنا .. بس المفروض برضو يراعى مشاعري .. مش يخليها تجيله هنا أدامي فى المستشفى
هزت مروة رأسها باستغراب على ما تقوله فريدة وهى تدارى ابتسامتها ووقفت فريدة تشعل سيجارتها بعصبية وتنفث دخانها بغضب ..
++++++
جلس شادي مع سمر يتناولان القهوة .. مر بهم وقتاً طويلاً وهما يحكيان لبعضهما عن كل شئ عنهما .. عرفت منه انه كان يعشق مهنة الطب عندما مرض والده واحتاج الى اجراء عملية جراحية وكان هو وقتها صغيراً لما يتجاوز عمره العاشرة ولكنه عندما رأى معاناة والده قبل اجراء العملية وكيف تحسنت حالته بعد اجراء العملية له جعله هذا ينظر الى طبيبه المعالج على انه بطل كأبطال الروايات الخيالية التى يقرأها .. ومنذ تلك اللحظة قرر ان يكون طبيباً يساعد الناس على تخفيف الامهم .. وحكت له هى عن علاقتها بوالدها وظروف خطوبتها من شريف وكيف تفكر الأن بجدية فى الانفصال عنه .. لم يشعرا بالوقت وهما يتحدثان .. نظرت سمر الى ساعة هاتفها وهى تبتسم لشادي
_ افتكر دى اطول فترة شربت فيها قهوة .. احنا بقالنا 3 ساعات بنتكلم
نظر لها شادي مبتسما بحب
_ تقدرى تقولى اانها اطول واجمل فترة .. مش اطول بس
ابتسمت وهى تهرب بعينيها من عينيه بخجل
_ بس خلى بالك اننا كنا جايين نتكلم عن ماما والادوية بتاعتها .. ومجبناش سيرتها خالص
ابتسم شادي وهو ينظر الى سمر بحب
_ طب ايه رأيك نتقابل بكره هنا .. نشرب قهوة ونتكلم فى موضوع ماما
ابتسمت سمر بخجل دون ان تستطيع الرد .. فقد صارحت عيونها عيون شادي بكل ما تريد أن تقوله دون ان تنطق بكلمة واحدة .. لم تعرف ما الذى جذبها للحديث معه كل هذه الفترة الطويلة فهى لم تفعل ذلك من قبل مع اى شخص .. حتى شريف خطيبها كانت تتجانب ان يتواجدا فى مكان خارج البيت لفترات طويلة وكانت دائما ما تتحجج بمرض والدتها واحتياجها للرعاية ومتابعة الدواء حتى تتهرب منه .. لكنها مع شادي شعرت بشئ مختلف .. لم يكن حباً فهما تعارفا منذ وقت قصير ..ولكن لعله الارتياح .. احيانا ارتياحنا لبعض الاشخاص يكون بلا مبرر كما ان نفورنا من البعض يكون ايضا بلا مبرر .. ولكنها الان تشعر انها ترتاح وهى تجلس مع شادي وتتحدث معه وكان هذا كل ما يهمها فى هذا الوقت ..
+++++
كان شادي سعيد جدا بعد مقابلته مع سمر .. لم يستطع ان يفوت تلك اللحظة دون ان يذهب ليقابل صديق عمره يحيى .. جلس يحيى فى الكافتيريا التى تعود هو وشادي ان يجلسا بها وهو يستمع الى شادي وهو يحكى له عن مقابلته مع سمر وكيف شاهد فريدة وهى تنظر الى سمر متفحصة وكل ما دار بينه وبين سمر .. نظر يحيى الى شادي مستنكراً
_ يعنى انت جايبنى من المكتب على هنا .. عشان تقوللى انكم قعدتوا مع بعض وشربتوا قهوة ؟.. ما احنا قاعدين بنشرب قهوة اهو .. قوللى المهم
_المهم انها مبتحبش خطيبها وعايزه تسيبه
سأله يحيى باهتمام
_ وانت قولتلها ايه ؟
_بصتلها وابتسمت
كانت سمر تشعر بالارتباك من حالة الاحراج التى شعر بها شادي ومن طريقة شريف خطيبها الحادة ونظراته العدائية تجاه شادي .. انتظرت حتى خرج شادي من شقتها والتفتت الى شريف وهى تهتف فيه بغضب _ايه اللى انتى عملتو ده .. فى حد يتعامل مع الناس بالشكل ده هتف شريف فيها بغضب _ انا خطيبك ومن حقى ……….. قاطعته بحدة _مش من حقك ..بلاش تفضل تدى لنفسك حقوق عليا وعلى حياتى وخلاص .. انا اللى من حقى اديك الحق فى حياتى او لا ..ده دكتور جارنا وجه ينقذ ماما يبقى المفروض نشكره.. مش نعمل معاه اللى انت عملتو ده _نشكره على ايه ..هو كان بيعمل شغله اللى بياخد عليه فلوس .. مش اكتر من كده شعرت سمر بالاحراج وهى تهتف _ ياه ..ده انا حتى نسيت اديله تمن الكشف هتف شريف فيها بلهجة متعالية _ مش مهم .. ابقى ابعتيهوله مع البواب .. ثم نظر لها بهدوء مبتسماً وكأنها لم تعانى شيئا فى ليلتها تلك _ طالما اطمنتى على ماما وبقت كويسة .. ايه رأيك بقى انا عازمك على مكان نتعشى فيه هيعجبك أوى نظرت له سمر بمزيج من الدهشة والضيق .. لم تكن دهشتها من انه لم يهتم لأمر مرض والدتها فقد تعودت سمر منذ خطبتها له على ان تراه يتعامل بهذه الطريقة معها ومع الجميع .. ولكن لأنه في تلك المرة لم يهتم حتى لأمر غيرته التي حاول ان يبديها لها من وجود شادي فى منزلها .. لم يكن شريف اختيارها بل كان اختيار والدها .. فوالده كان الصديق المقرب لوالدها .. وكان الهاجس الذى يسيطر على عقله قبل وفاته هو الاطمئنان على سمر ولذلك وجد فى شريف الذى يعمل مع والده فى شركته